,
لآ استبيحْ القراءه دُون لآيك 🎵💗؛,
#على_نُورّ_الشفقّ_وعلى_وتر_القدر
'
كان جالس على اعصابه وحدّه متوتر وكأنه يواجه اول قضيّه بحياته
نسى انه متمرس كثير عليهم
هل لان هالقضيه متعلقه بمن ملكت كيانه ووترته لهالحد
او لانه خايف ينقل لها خبّر ما يسوى هالانتظار اللي انتظروه جميع
رفع راسه وفزّ بكامله من سمع صوت الباب ينفتح
ارتكزت عيونه على اللي دخل وتلاشت كامل فرحته اللي ارتسمت على ملامحه من ثواني
عضّ على شفته بقهر وهو ينقل مجرى نظراته من على الشخص ويركزها على معصمه تحديداً الساعه اللي محاوطته
تأكد من ان الوقت لسى بدري واردف بتنهيده ؛ مطولك
رفع انظاره على نبرة مُراد المستعجبه من وجُوده " بسم الله حتى قبل لا يصيح الديك متواجد؟
وش جابك ؟ "
ردّ عليه هُمام وهو يستعدل بجلسته ؛ لا تقول انك ناسي الشخص اللي سألتك عنه قبل اسبوع
ضرَب مُراد على راسه بغباء وتوّه يستذكر الآمر ؛ ما عليش انشغلت وراح عن بالي نهائياً
سكت لوهله وهو يشوف انزعاجه الواضح من انتظاره واستكمل ؛ اذا بتقعد تنتظره ترا مافيه فايده من انتظارك
وصلني خبر انه مدد فترة غيابه لاسبوع ثاني
انصدم هُمام وانصعق بكامله ؛ نـعـم؟؟
وهو على كيفه الدنيا تمشي!!
وبعدين من وين سمعت وكيف راسلته ووشلون وصلت له وليه ما قلت لي!
ناظره مُراد بذهُول وهو يأشر له بإيديه يهدا ؛ بشويش علي شفيك اكلتني !
وبعدين وش الأسأله ذي كلها
اجاوب على ايش واترك ايش!
سكت لثانيه واستكمل بردُود لأسألته؛ عنده ظرف وما اعرف وش ظرفه
ما راسلته هو اللي وصل رسالته مع شخص غيره
وليه ما قلت لك توني من شوي قايلك اني نسيت موضوعه بالكامل من كثر شغلي
هزّ راسه هُمام بـأسى ونطق ؛ محد يعتمد عليك انت
تجاهل مُراد كلامه وبفضُول وقلق ملحوظ ؛ ما توضّح لي وش سر اهتمامك فيه !!
ترا بدت الوساويس تدخل مخّي من وراك؟
قام هُمام من مكانه واكتفى بأنه يردف له بجمُود ؛ لما تطلعه من جحره وتجيبه لي وقتها بجاوبك على كل شي تبيه
طلع من عنده وهو تاركه بذات الشكوك اللي صابته وقت ما سأله عنه لأول مرّه
تنهّد وهو يضرب على ذاكرته بخفّه ؛ مو وقتك تخونين
طلّع نوته صغيره وكتب فيها لجل يذكّر نفسه بأهمية بتّال لهُمام وانه مطلوب يوصله له بأي ثمن
حتى انه ما استوعب انه ماقال لهمام اسمه وارتاح ولا استوعب ان هُمام ما سأل عن اسمه من الأساس .
..
" المركز "
دخل بعد ما جبر نفسه على تناسي موضوع بتّال والانشغال بالمواضيع الثانيه الاهمّ
توجه سيدا لمكتب عمّار ودخل عليه بدُون مقدمات
رحبّ فيه عمّار وردّ عليه متسائل بإستعجال واضح ؛ قدرت تعرف شي ؟
اردف عمّار بهدُوء ؛ القسم اللي اشتغل فيه ما فيه اي شي اثار فضولي
نظامي لأبعد حدّ
لكن القسم المخصص للاطفال كل ما فيه يثير الشكوك
تخيل انهم فاصلين كل شي عن بعض
ما المشترك الا العاملين حقين النظافه فقط
واكثر شي صابني بالريبه الهدُوء الموحش فيه
يقولون انه قانون وحرص على الاطفال
لكن والله ما ظنتي احساسي يقول فيه وراه مصيبه والله العالم وشهي
واكثر شي اثار ريبتي الارشيف تصدق ما يدخله غير مدير المستشفى بنفسه
ومرّه بالاسبوع غيره محد يدخله
ضرّب هُمام على الطاوله بخفّه ؛ هذا المطلوب
وبما انه اثار شكوك تجاهل كل شي وركز عليه
ادخله بأي ثمن ياعمّار حتى لو تتنكر بهيئة المدير
تصرّف ابي اللي فيه بأسرع وقت فاهم
انـدهـش عمّار ونطق وهو يبتلع ريقه ؛ تبيني اودي بنفسي للموت صاحي انت!!
ردّ عليه بصبر ؛ انت ناسي انك معرض للخطر وللموت بأي لحظه
ليكون التنكر اللي تنكرته اسبوع نساك وظيفتك الاساسيه
نطق عمّار بضيق ؛ ما نسيت
بس مابي ارمي نفسي للخطر لعيون الولد وابوه فيه حلول اخرى غير موتي
ضحك هُمام بخفه وهو يرّد عليه ؛ ياخي شفيك متأكد من موتك لهالدرجه
محد يموت قبل يومه
تدري شلون خلاص انا اتصّرف
بس اجّل استقالتك وتركك للوظيفه لكم يوم
هزّ راسه عمّار بطواعيه
وبعد صمت دام للحظات طويله تسائل هُمام بحيره ؛ اشوف ما عاد سألتني عن قضية ساره وسلمان؟
ابتسم عمّار بضيق ونطق ؛ ماعاد تعنيني
تفحصّ هُمام ملامحه لثواني مطّوله وماغاب عنه شكله ونبرته اللي توضّح خيبته ؛ وش اللي طفّى حماسك؟
ابتسم عمّار بسخريه وهو يرمي ثقل ظهره على الكرسي حقّه ويلعب بقلمه بإهمال ؛ انرفضّت منها
ناظره هُمام بدهشه ؛ صادق ؟ ليش طيب !
ماعندها نظر والله هي الخسرانه مو انت
والا فيه بنت بكامل قواها العقليه ترفضّ شيخ الشباب
وصاحب العقيد هُمام!
كان عمّار منعجب بكامل كلامه لحدّ ما ذكر اسمه ودخّل نفسه بالموضوع ؛ لا عاد وش ذا الغرور؟
نطق هُمام برفعة حاجب ؛ شايف انه ما يحق لي يعني والا كيف ؟
كان بيعانده عمّار الا ان عيونه لمحت اللي بيّد هُمام وكان مستعد هُمام لاي غلطه من عمّار عشان يهبده فيهَا
لولا تلاحق عمّار على نفسه وردّه عليه ؛ يحق يحق واللي يقول غير هالكلام يواجهني افا بس ياعقيدنا
ضحكّ هُمام بخفه وهو يرّجعه مكانه ويردف بهمس ؛ المهم ما عرفنا اسباب الرفض ؟ بشوف اذا هي مقنعه والا ابتل على كلامي بأن ماعندها نظر
ردّ عليه عمّار بنبره هاديه تماما ؛ تقول قبل لا تمر اربع سنين ماتفكر بالزواج
وعندها التزامات اهم وان ما ينفع انتظرها ومن هالحكي
هزّ راسه هُمام بتفهمّ واردف ؛ ولاني اعرفك زين احسك بتعزف عن الزواج وتنتظرها وما تهمك المده لو تضاعفت هالسنين
اردف عمّار بذات النبره ؛ للاسف ان كلامك صحيح
انت تدري بأسباب تأجيلي للزواج لعمر الثلاثين لانه كانت في وحده في بالي شفتها مرّه ومن يومها ما دخل مزاجي غيرها
بس كنت مستبعد التقيها مره ثانيه فكان وصولي للثلاثين هو حدي المسموح فقط ومن بعده انساها
هذي كانت نيتي
لكن صعب اتخلى عنها بعد ما عرفت من تكون
فماهي شي هالاربع سنين تمر وتكون من نصيبي بعون الله
ابتسم هُمام بعمق لردّة فعله عمّار من الموضوع وكيف انه ما تقبّل فكرة ان هالباب تسكر
بالعكس تأمل بإنفتاح غيره ولا وقف عليه ابدا
استقام هُمام من مكانه وادى له التحيّه بإحترام ملحوظ
اجبر عمّار على انه يبتسم ويردها له
ومن بعدها اردف هُمام بهدُوء ؛ بعون الله اشهد على ارتباطك فيها واوقع على فرحتك بنفسي
تمتم عمّار بإذن الله ومن بعدها طلع من عنده هُمام
ونسى انه يعطيه المستجدات بموضوع ساره لانه انشغل فيه وبحالته وباللي سمعه منه وراح عن باله تماماً انه يعطيه خبّر بأنهم واخيراً قبضو على المتسبب ومازال تحت ذمّة التحقيق
.
.
" المستشـفَى 5:30 "
كان توّه لزّام طالع بعد ما اجرى التحليل المطلوب منه قبل الزواج
وكان صايل بإنتظاره بسيارته
نزّل النظاره الشمسيه من على راسه لمستوى عيونه
بعد ما كان صايل محرصّه تماما انه ما ينزلّها عشان محد يعرفه
وبعزّ تثبيته للنظاره على عيونه
تجمّدت كل خيله بجسمه وما قدر يتحرك او يزيد خطوه حتى بخطواته
شافها وهي تدخل وعرفها من عيُونها
واكثر ما ادهشه وجمّد الدم بعرُوقه عزّام اللي جاء خلفها مباشره وهو يمسك يدها وياخذها بنفسه
ابتلع ريقه وعيونه ما انزاحت ابداً عنهم لحدّ ما اختفو عن انظاره نهائياً
حسّ بإرتخاء جسمه وارتعاش فضيع بأطرافه
استند على جدار بوابة المستشفى وهو ينطق بشتات ؛ هي نفس البنت اللي شفتها بس وش جابها مع عزام؟
وش قاعد يصير؟
قاطع شتاته وتفكيره وحيرته صوت جواله اللي رن في جيبه
سحبه وهو يشُوف اسم صايل مزّين شاشته
ردّ عليه وبدون لا يعطيه فرصه للكلام لانه خمّن بداخله سبب اتصاله ؛ جيت جيت
تحرك من مكانه وهو يتوجه لسيّارته
ركب قدام وحرك صايل من امام المستشفى
ومازال لزّام مشغول باله بـ صاحبة العيون اللي تهزّ ثباته بكلّ مره وتشغله فيها
ماقدر انه يبقى مع تفكيره وحيرته وبدون تردد استغّل توقفّ صايل امام احد المحلاّت ودخوله فيه
رفع جواله ودق على عزّام .
..
كان عزّام جالس بغرفة الانتظار وينتظر غاده اللي دخلت تجري التحليل المطلوب منها
وبين ماهو ينتظرها كان يطقطق بجواله
لمع اسم لزّام على شاشته
وبدوره استقبل مكالمته وردّ عليه فورا ؛ ارحب
سكت لوهله يستمع لرّد لزّام على طلعة غاده
ابعد الجوال عن سمعه وتسائل بهمس ؛ خلصتي؟
هزّت راسها بالايـجاب واستقام من مكانه
وهو يحاوط كتفها هالمره ويثبتهّا زين
خوف لا تفقد وعيها او تنهار بعد كميّة الدم اللي سحبوها منهَا
رجع الجوال لسمعه وهو يمشي فيها لسيارته ؛ ما كنت معك عيد وش كنت تقول
فتح الباب لغاده وركبت وقفل الباب من خلفها وهو يرّد على تسائل لزّام بـ وينك الحين ؟ ؛ بالمستشفى وتوني طالع منه
مثّل لزّام جهله حول هالموضوع وردّ عليه بتخوّف ؛ عسى ما شر شفيك؟
ردّ عليه عزّام وهو يركب سيارته وانظاره موجهه على غاده ؛ لا بس اجراءات بسيطه تخصّ خطيبتك
انذهَل لزّام من اللي سمعه وحسّ بحاجته الماسه لتأكيد اللي سمعه منه وان البنت اللي تشغله فيها بكل مرّه ما تكون الا شخص مرتبط فيه من الاساس
عمّ صمته لثواني طويله ومن بعدها تجرأ بطلبه من عزّام وبتسارع ملحوظ بنبرته؛ ابي اشوفها شوفه شرعيه
انصعق عزّام من اللي سمعه واعترض بإنزعاج واضح ؛ تخـسي قلت لك شوفها ورفضت !
ماني لعبه عندك اخ لزّام
اندهش لزّام من نبرته اللي تغيّرت عليه وهو ويرّد عليه بتسائل ؛ شفيك !!.. ما طلبت الا حقي؟
عضّ على شفته عزّام بقهر وهو ينطق بسخريه واضحـه ؛حقك؟ توك تفكّر فيه بعد ما قررت وخليتنا نرتب كل شي!
صاحي انت والا مجنون؟
الشوفه تجي قبل القرار !
كل شي عندك بالمقلوب
ضحك لزّام بخفه ومن بعدها قدر بنبرته يسحب غضب عزّام وانزعاجه ؛ تراها بتصير زوجتي وهالشي خالصين منه
بس ابي اشوفها ياخي كشوفه شرعيه ليه تعاند؟
توجهت انظار عزّام على غاده اللي تسائلت عن اسباب عصبيته واردف لها بهدُوء ؛ لزّام طلب مني اخليه يشوفك شوفه شرعيه
انصدمت في البدايه وبان هالشي بعيونها لعزّام
وكان راح يصّر على رفضه لولا نبرتها واحساسها بحاجتها الماسه لشوفته هيّ بعد ؛ من حقّه والافضل انه يشوفني الحين ولا انه يتراجع بعد ما يتم الامر
يتركني من البدايه ولا يتركني بعدين
غير اني واثقه بنفسي ماعندي شي اخاف منه
سحب نفس عميق عزّام لداخله وزفره ببطء وبعد تفكير مطّول بكلامها ورضاها التام ردّ على لزّام اللي ينتظره ؛ دقيقه وحده بغيرها لا تطمع فاهم؟
تعقّدت حواجب لزّام لكن خاف يعانده وتروح عليه هالفرصه ؛ تم .. بس متى يناسبكم؟
ابعد الجوال عن سمعه وثبته على الستاند حقّه
ومن بعدها فتح السبيكر وهو يرّد عليه ؛ عيد وش قلت ما سمعتك
عاد لزّام طلبه واستقّر صوته وضحكته بمسامع غاده اللي اهتز كل ما فيها لنبرته الا جسدها وقت عاتبه " انت شفيك اليوم كل شي تبيني اعيده ! "
ارتعشت نبضاتها بداخلها وهي بس سمعت صوته بعد شهور من الانقطاع
كيف لا شافته وشافها وش بيكون حالها؟
اللحظه اللي ياما تخيلتها وحلمت فيها
سهجت بكاملها عن الحوار اللي جالس يدور مابينهم
لحد ما رجعهّا عزّام لذات عالمهم من تسائل بهدُوء ؛ ما قلتي متى يناسبك ؟
ابتلعت ريقها وهي تردّ عليه ؛ ما يهمني اي وقت عادي
اردف عزّام وهو يحسّ ان اليوم ماهو اليوم المناسب ابداً لانه يشوفها فيه وهي بهالوضع ؛ ننتظرك بعد يومين
قفّل منه وماغاب عنه حال غاده اللي تغيّر كليّا
لكن ما جاء في باله انه بسبب صوت لزّام وقت حطه سبيكر بعد ما تعب من رفعه لجواله
وقف امام اقرب مطعم وبجهة طلبات السيارات
ومن حسن حظّه انه المطعم اللي تفضّل اكلاته غاده
طلب لها الوجبه اللي تحبها وطلب له هو بس بطاطس ومشروب كولا صغير
انتظر الطلب يجهز والتفت عليها وتسائل بقلق ؛ غـدوي فيك شي؟ دايخه ؟
التفتت عليه وهزّت راسها بالنفيّ ؛ ما فيني الا العافيه ليش؟
ردّ عليها بذات القلق ؛ مدري بس فجأه انقلب لونك وحالك
ابتسمت له تطمّنه وبانت ابتسامتها له من خلال عيونها وكانت راح تجاوبه لولا النادل اللي اخرج له طلبه ولفت نظره
اخذه منه وحطّه بينه وبينها
حرك سيارته وبنبرته المشبعه بالحنيّه اردف لها ؛ افتحي الكيس وكولي
ناظرته بتعقيد ؛ نسيت انك ما تحب احد ياكل بسيارتك؟
ابتسم بخفه وهو يوضّح لها بذات النبره؛ احد بس مو غاده
سكت لثانيه واستكمل يستعجلها عشان تفتح الكيس وتأكل وجبتها ؛ يلا قدامي يلا كولي
ابتسمت غاده وفتحت الكيس وابتدت تاكل من وجبتها وتحاول بعزام يشاركهَا لكنّه رفض الا للبطاطس
وجلست تاكله منّه وتاكل هي وجبتها وتحاول قد ماتقدر ماتطيّح نتفه بسيارته لانها تعرفه مايحب احد يوصخ سيارته او حتى ياكل فيها
.
.
بعد مرُور يـومـيّن ،
5:20 مَ ،
وقف مُراد امام المركز والتفت على بتّال اللي يرادفه بالمرتبه قبل ينزل من سيارته ؛ انتظرني شوّي وجايك
هزّ راسه بتّال بتفهّم وهو يجهل اسباب تواجد مُراد بهالمكان لكّنه ما اهتم ولا شعر بالفضول حوله
دخل عليهم ولقى كم شخص من بينهم يعرفونه ويعرفهم
بعد ما سلّم عليهم واخذ واعطى معهم للحظات
تسائل بهدُوء ؛ العقيد هُمام متفرّغ اقدر اشوفه؟
هزّ راسه واحد منهم بالنفي واتبعها بنبره هاديه ؛ لوّنك جاي قبل عشر دقايق كان لحقت عليه
للاسف انه طلع وما عندي علم هل هو راجع لبيته او عنده التزام اخر برّا
ميّل شفايفه مُراد بضجر وهو يودعّهم ويطلع
رجع ركب سيارته وحرّك
دق على هُمام لكّن ما تلقّى منه اي رد
تأفف بإنزعاج وهو يلتفت على تسائل بتّال ؛ شفيك معفُوس صاير شي؟
هزّ راسه مُراد بـ لا وهو حريص تماما انه ما يوصل لبتّال اي شي
هو يجهل سبب بحث هُمام عنه و لكنه ما يقدر يتجاهل اهمية معرفته لمكانه
واول ما قطع اجازته بتّال ورجع ما عطاه حتى الفرصه يباشر عمله
على طول فكّر بهُمام واهميته له وتبرّع بنفسه بأخذه له
وطول ما هو بالطريق كان يدعي بداخله ان سبب بحث هُمام عن بتال ما يتعلق بأي قضيه جنائيّه
ولا انه يكون هارب من العداله ومطلوب القبضّ عليه
انزعج من عدم تلقّي هُمام لإتـصالاته العديده
وقرّر انه يجّرب حظه ويرُوح لبيته واللي عنده علم مسبق فيه وبعنوانه
..
غيّر وجهته وطريقه لطريق الحيّ المتواجد فيه بيت هُمام
تحت غرابة بتّال ودهشته لكّنه لحد الحين ما تبادر لذهنه يسأله او يتدخل باللي جالس يشوفه منه ووجهاته المتغيره عليه
شتت نظراته عنه بالطريق وهو يحسّ بشعُور وحش سكن ثنايا صدّره
بسبب سلوكه للطريق اللي يذكّره بماضيه وذكرياته
طريق حفظه وحفظ كامل تفاصيله من كثر مايتردد عليه
ما قدر يتمالك نفسه من الذكريات اللي هاجمته وهزّت ايسره وهو يطلب من مُراد بدون تردد ؛ وقف على جنب بنزل هنا
ناظره مُراد بذهُول وهو يتفحصّ الشارع اللي ما كان ابداً يسمح بتلبية هالطلب؛ صاحي انت؟
شايف الطريق !
احد ينزل هنا
ابتلع ريقه بتّال وبعجل ملحوظ اردف ؛ ما عليك انت بس نزلني وامش
كان بيفتح الباب بتّال وينزل لولا استلحاق مُراد عليه وتأمين الباب يمنعه ولفطه له بكلّ جدّيه ؛ والله ما سويتها اتركك وامشي صاحي انت!!
كان بيرد عليه بتّال وهو حدّه مشحُون من اللي جالس يصير معه
يحس انه فوق الشعور اللي يعاصره من الم ووحشه
فيه احساس غريب داخله يستدعي خوفه وتردده
لكّن قاطعته السياره اللي طلعت من الوهم وصارت امامهم
صرخ بتّال بإرتعاب لمُراد؛ انتبه انتبه
لفّ مُراد بتدارك سريع للموقف وهو يلتقط انفاسه بصعُوبه
التفت على بتّال اللي انشحن وجهه بكامله من الخوف
ما كان الشعور اللي سكنه قبل لحظات ولا التخوف اللي خيّم على احساسه من فراغ ابدًا
كان بمكانه وللاسف انه جالس يتمادي ويزداد بداخله
حتى اجبره انّه يعلّي صوته على مُراد بإنفعال ؛ قلت لك نزّلني!
تجاهله مطلبه مُراد وهو ينزّل الشباك من جهته
بعد ما تطمّن عليه
وجّه كامل تركيزه للشخص الطايش اللي جالس يتفاخر بمهاراته بالسواقه امامهم
وبمكان ماهو مخصص له ابداً ولا مسموح انه يستعرضّ فيه وبإنزعاج واضح اردف له ؛وجع اثول انت ماتشوف!
فتح الشخص الاخر الشباك وهو يصارخ بهمجيّه كبيره ؛ شارع ابوك انت توقف بنصه!
رفع حاجبيه مراد بذُهول وردّ عليه بحدّه مُفرطه؛وشارع اللي جابوك تستهتر بالخلايق كذا!
كان كلام مراد عادي جداً
لكن عقلية السايق كانت متخلفه وكأنه يبيها من الله
وانه يقابل احد يرادده بالكلام بس لجل يتصرّف بهمجيه معه
وبدون سابق انذار حدّ سيارتهم
صرخ بتال بحدَه وهو يفتح الشباك ؛ اثول انت وش هالخبال
مارد عليهم وهو لازل حادّهم
لف مراد بحركة سريعه ودخل احدا الحواري وهو يبي يحمي الناس والسيارات من خبال هالمجنون
وقّف على جنب ووقّف الاخر معه ونزل وهو مشتط عليهم وبيده عجره "عصا ثقيله "
نزل مُراد من شاف انعكاسه بالمرايه وطاحت عينه على اللي بيده
وبدون سابق انذار وبلحظة غفله من الشخص الهمجيّ
اللي ما توقع ابداً ان مُراد ينزل ويواجهه
كان مستعد لتدمير سيارتهم وتخويفهم فقط
الا ان سرعة تصّرف مُراد اربكته وشتته بكامله
واستغل هالشي مُراد وابعد وسيلة الخطر الاولى وهي العجره
وهو يرميها برجله بكامل ما عطاه الله من قوه بذي اللحظه
ابتسم من شاف صدمة الطرف الثاني واردف بشبه غرُور ؛ احد فوائد انك تكون صاحب لحامي وطن
نزل بتال بعد مُراد مباشره وهو ماله بذا الهبال كلّه
لكن خوفه على مُراد اجبره على النزُول
شاف الشحنات والشرارات مابينهم
وخاف من التبعات اللي بتصيّر بعدها وقرر انه يتدخل ويفرقهم
بلحظة اقترابه منهم حسّ بالضربه اللي توسدّت كتفه
من الشخّص الهمجي اللي كان ناويها بمراد لولا دخول بتال بينهم
اختل توازن بتّال بسبب الضربه اللي تعرض لها كتفه
وهو يميل بكامله على مُراد اللي التقطه وثبته بحركه سريعه
ثبّته زين وهو ينقل نظراته المشحونه للهمجي اللي واقف امامه وابتسامته الساخره ماغابت عن ثغره
استفزه المنظر اللي يشوفه وانجبر انه يترك بتّال مسنود على خلفيّة سيارته
وبدون تردد وبكامل قواه العقليّه هجم بكل قوه وقسوه على الشخص اللي طيشه يسبق عقله
انردت له اللكمات والضربات ذاتها من الشخص الاخر
وبدت الهوشه تشتد ما بينهم
ما كان المنظر عاجب بتّال ابدا اللي يحسّ ان الوضع مال للخطر بشكل اكبر
وماهو شي عادي ينسكت عنه
تقدم لهم وهو يفكك ما بينهم ويصرخ بحّده ؛ وقفو لا بارك الله بالشيطان وقفو!
شفيكم استخفيتو؟؟
ناظره الشخص الهمجي وهو بعزّ فورانه وشطّته
ابعد يده المثبته على صدره واردف له بإستصغار ومقصده الاستخفاف فيه؛ مسوي فيها مصلح انت ووجهك ي خوّاف؟
ناظره مراد وهو ينطق بجمُود ؛ انت بتنطم وتعدل الفاظك والا شلوون!!
ازدادت سخريته منهم وهو يردّ عليه بكل جرأه ؛ ماني ساكت وش بتسوي!
ما قدر بتّال ان يسكت ويمسك نفسه اكثر
لانه تمادى عليهم لابعد حدّ ولاهو شخص يستحق احد يخاف عليه من لكمات مُراد المتمرّس
وبنفس الوقت ما سمح لمُراد يتدخل هالمره وسمح لقبضّته اللي حبس فيها كل غضبّه
ولكمه فيها على وجهه وطيّحه على الارض وبإحتقان واضح؛ انت ما ينفع فيك الطيّب!!
مسكه مُراد وهو يبعده خوف من ثورانه بشكل غير مقبول
من البدايه كان حاس ان بتّال فيه شي ومحتاج يفرغ كل اللي بداخله
وكان ملاحظ انه ماسك نفسه بصعوبه
الا ان هالشخص استفزه وماعاد يقوى انه يتجاهله اكثر
فلت نفسه بتّال من مُراد بعنف وهو يكمّل عليه ويطلع كامل حرته فيه
الا انه حصّل كم خدشه على حاجبه ووجهه بسبب السبُل العديده اللي حاول فيها الشخص الهمجيّ يدافع عن نفسه ويخلّص روحه من بين يديه
ما حسّ بتّال الا بكفّ قويه ثبّتت ذراعه وابعدته وصرخت فيه ؛ انت مجنووووون والا استخفيييت شقاعد تسوي !
ناظره بتّال بصدمه بسبب زيّه اللي قذف بقلبه الرُعب
وهو ينفض نفسه بصعوبه منه و يردف ؛ هو البادي ويتحمّل
طق الباب وسمع منيّ الجواب
تجاهله هُمام وهو يوجه نظراته للشخص المرمي على الارض ويطالعه بجمُود على رفعه لنصف جسده واستعداده للهرب اول ما شافه
خاف على نفسه منه وانه يمسي هالليله بالسجن
سحب نفسه للخلف وهو يهرب بشكل متعثّر
اقترب من عجرته ومدّ يده لناحيتها بمقصد التقاطها عشان ما يترك وراه دليل
الا ان رجل عمّار اللي تثبتت عليها منعته من اخذها
واول ما جاء يتلاحق على عمرّه عثّره وهو يطيحه
مسكه مع ياقته ورفعه لمستواه وهو يشدّ على قبضته ؛ عبالك ما فيه قانون ولارادع للي تسويه؟
وقفّه وهو يلفه على ظهره بحركه مُتقنه ويكلبش ايديه
التفتت على هُمام واردف له بنبرته الموزونه ؛ انا بتصّرف خلّه علي
ابتسم هُمام وهو ينطق بهدُوء ؛ واثق ما يحتاج
سحبه معه لسيارته وهو ياخذه الاداه الخطره اللي كانت معه ويحرك من هالمكان متوجه فوراً للمركز للتحقيق معه
امّا هُمام التفت على مُراد وهو عتبان جداً على اللي شافه منه ؛ اي يا مُراد ندمان على مراهقتك ورجعت تعيشها والا كيف؟
هز راسه بخيبه وهو يستكمل ؛ عساك بس راضي عن نفسك باللي سويته؟
هزّ راسه بالنفي مُراد وهو يأشر على الضربات اللي اكلها هو بعد ؛ الواحد ما يدافع عن نفسه والا كيف!!
لو ما تدخلت كان شفت دمّانا مغرقه حيّك ياعقيد
اشر هُمام بيده على كل الاصابات اللي بوجههم ويديهم والغبار اللي معدم ملابسهم واردف ؛ الواحد يتدخّل بعقله لا بيده
كان بإمكانك تتصرف بعقلك بدال لا تنزّل نفسك لطيشه
اردف بتّال وهو مقهور من ردّة فعله من الموضوع وهو لأول مرّه يشوفه
لكن انعطى عنه بداخله انطباع سيء جداً ؛ ما اسهل من الكلام وترا نعرف نقول حكم يعني
وضعنا مايستدعي اللي تقوله على فكره!!
ناظره هُمام برفعة حاجب وهو ينطق بإستخفاف واضح ؛ صحيح ما يستدعي اللي اقوله ابدا
لانه يستدعي اني اقطّك مثله بالزنزانه شرايك اخ...
كان بيسأله عن اسمه الا ان تدخّل مُراد اختصر عليه وعرّفه عليه " بتّال "
انصعق هُمام وارتجف ما بين ضلعينه وهو يردف بفهاوه ؛ هاه ؟؟ وش اسمه قلت!!
اعاد مُراد ذات الاسم لسمع هُمام اللي ماكان مستوعبّ الصدف اللي جابته بنفسه لحدّه
هزّ راسه بعدم تصديق وهو يغيّر وجهة نظراته لبتال اللي كان ساهج عنهم ولاهو مهتم للي يدور بينهم
حتى ما انتبه انه محور حديثهم
اقشعّر جسده وهو يتأمل الحيّ اللي صار بين احضانه بغير رغباته
التفت على نبرة هُمام الهاديه وقت تمتم وهو يقصد اثنينهم فيها؛ حياكم ببيتي قريب من هنا
ابيكم تعلموني عن اللي صار معكم بالضبط
وهل الغلط عليكم او عليه ؟
كل التفاصيل كلها حتى لو بسيطه ابي اعرفها
ارخى بتّال اكتافه على السياره بإنزعاج منه ؛ واضح ان ليلنا معك مطّول
ياخي عديّها الولد طايش وما حصل اي ضرر يذكر
ليه تطولها وهي قصيره بفهم؟
ابتسم مُراد بخفه على حلطمته وهو يهزّ راسه بأسى ؛ ما راح ينفعك الكلام معه
ما يصير شي هو مايبيه فلا تتعب نفسك
الافضل تسوي المطلوب وتختصر على عمرك وتقصر ليلك معه
رفع حاجبه هُمام على استكمال مُراد لكلامه ؛ اسمع كلامه اني لك من الناصحين
استدار هُمام بخطواته وهو يتوجه لسيارته على لفّت مُراد لبتّال وهو يأشر له براسه يركب
تنهد بتّال بقل حيله وهو يتبعه ويركب معه
حرك مُراد على تحريكة هُمام وصار خلفه مباشره
تبعه لحدّ بيته ونزل هُمام ونزلو خلفه
شرّع لهم باب بيته ورحّب فيهم بنبره مسمُوعه لهم ؛ حياكم والمجلس على يساركم
دخل وكانت كيران شايله لارين وتلاعبها
اخذها منها وبنبرته المعتاده اللطيفه معهَا طلبهَا ؛ عنّك ، و ماعليك امر جهزي الضيافه عندي ضيُوف
اردفت له بـ سَم .. ودخلت للداخل على دخلت مُراد للمجلس وبتّال معه
اللي لحد الحين يحس انه بحلم وبأي لحظه ممكن يصحى منه
انساقت رجوله لحيّه القديم بدون رغبه منه
وذاتها رجليه اخذته لبيت ابوه اللي عاش فيه ذكريات كثيره وحافظ ادّق تفاصيله
وكيف الدنيا دخلته له كضيف لشخص اول مرّه بحياته يشُوفه
هز راسه يشتت نفسه عن التفكير بالبيت وبذكرياته وبكل شي صار معه بذي الليله
جلس مُراد بنصف المجلس ورادفه بتّال بالجلسه
وعينه ما انزاحت من على لارين اللي بحضن هُمام ويلاعبها من جلس
وكأنها حتى هي حالفه تنكد عليه ليلته ذي وتزيد مُعاناته مع ذكرياته
صدحت ضحكتها بسمعه وبدون شعُور منه ابتسم بعُمق للمنظر اللي يشوفه ولفظ بنبره خافته مسموعه لهُمام ومن اعماق قلبه ؛ الله يحفظها لك
رفع نظراته هُمام على ..

أنت تقرأ
رواية على نور الشفق احيا واهيم ⚜️
Mystery / Thrillerللكاتبـه ليما @rwizi_ ما احلل اقتباسها او سرقتها او نقلها لمكان اخر ✖️ .. تتكلم عن البطله شفق اللي يموتون جميع اهلها بسبب حريق منزلهم وتتشتت من بعدهم وتعيش عند عمها القاسي واللي تهرب منه بليلة ملكتها من ولده لبيت ابوها القديم وتلقاه اصبح ملك للضابط...