139

5.8K 175 34
                                    

,
لآ استبيحْ القراءه دُون لآيك وكُومنت 🎵💗؛

,

#على_نُورّ_الشفقّ_وعلى_وتر_القدر

'

ممدده على السريـر بوضع يوجع اللي يراقبها ، حسين اللي زاد همّه هميـن وندم انـه دق عليها يستدعيها يعطيها خبر عن وضع هُمام
ظنّ انها بتكُون سند وعون وبتكُون مصدر قوه له تخفف من لوعة قلبه على ولده
لكن زادته بوضعها يشيل همّها ، يحس بالندم يأكله عليها خصُوصا من شالها وكانت تنزف بشكل غير طبيعي
الدم اللي نزف منها ودمرّ ملابسها ما كان يشير لحاله طبيعيه
يعتصر قلبه ، يتمتم بـ رضى تام " الحمدلله على كل حال "
منظره كسر قلب هيـام اللي تشُوفه لأول مره بهالضعف تدمرّت معه تنزل دمعتها
تصدّ تمسحها تخرج من المكان
شعر فيها لكّنه تصبّر يعطي كامل انتباهه لشفق
يجذب انتباهه دخُول الدكتور اللي كان مشرف على حالتها وعنده علم بوضعها الصحيّ
اخذ الملف يقرا تفاصيل حالتها يتركه يتفحصها يدقق في شحُوبها الإصفرار المخيف اللي تلوّتنت فيه ملامحها
رغم انهم جالسين ينقلُوون لها دمّ متطابق مع زمرّة دمّها
ورغم استجابة جسمها له ، الا ان حالتها ما تعطي اي تقدم ملحُوظ
التفت على النيرس ينطق بهدُوء ؛ راقبيها بشكل خاص اذا حصل اي شي غير طبيعي اطلبي التدخل فوراً
هزّت راسها بتفهّم ، قبل لا يطلع من عندهم يكمّل اشرافه على باقي الحالات
لكن كلامه اللي قاله جعل من قلب حسيـن يتدبّل خوفه يتساءل بقلق وتوتر ؛ شفق فيها شي ؟
هزّت راسها بنفي ؛ مجرّد اجراءات طبيعيه لانها حامل ، فتحتاج تكون تحت المراقبه بشكل خاص
توسعت عيُونه بصدمه ، يبتسم ثغره بسعـاده يردف بعدم استيعاب ؛ حامل!
ابتسمت بغرابه ؛ ما كنت تدري ؟
هزّ راسه بـ " لا " يحس هالخبـر خفف عنه بعض من الحزن والضيق وجاه كضماده يضمّد فيها جرُوح قلبه
دخلت هيام بكُوب القهوه ، وشافت تبدّل حاله تبتسم ؛ فرحني معك ، اكيد سمعت خبر يسرّ قلبك؟
اتسعت ابتسامته يحس الدنيا مو شايلته من الفرح وفور خرُوج النيرس من عندها اردف؛ قالو لي انها حامل
توسعت عيُون هيـام بصدمه ؛ هاه؟
استنكر ردّت فعلها ، وكيف تجمّدت ملامحها توجه نظراتها لشفق ؛ خالي بس هي !
عقد حاجبه ؛ شفيها؟
نزّلت القهوه امامه تجلس تنطق بتوتر ؛ ما لازم تحتفظ بالجنين ، لازم تسقطه
ناظرها بصدمه ؛ انتِ شقاعده تخربطين شفيك استخفيتي!
عضت على شفتها بضيق تبين اسبابها تحاول تهديّه لأجل يفهمها ؛ خالي بالاشهر الاولى من الحمل اي ماده
كيميائيه تتعرض لها الام تضر الجنين وتسبب له تشوهات مستقبلاً
وشفق تعرضت له اكثر من مرّه ، اذا ماطاح الحين بيولد وهو غير طبيعي ، ولادته ماهي بصالح شفق صدقني
سكت لثانيه ثم استرسلت بهدُوء ؛كل م تشوفه راح تحس بالذنب وتحمّل نفسها المسؤوليّه
اطلب منهم يسقطونه تكفى لا تدري هي فيه ولا يدري همام عنه
خالي دخيلك اللي صاب شفق يكفيها مثل هالخبر بيدمرّها
وقف يعترض عن إتخاد القرار ؛ انتِ مستوعبه وش تطلبين منيّ!
انا مالي حق اقرر عنها مالي حق يا هيـام !
حكمي عقلك اذا الله كاتب لها يتّم هالحمل فهو بيتم غيره ما عندي ، لا تخليني اذنب بحقها واكفر بالنعمه لمجرد اللي تقولينه وظنُون منك
انسحب من الغرفه ، وبقت هيام اللي تحس بأنها مو قادره تفرح بالخبر
تتأمل شفق تنطق بضيق ؛ ليت انكسرت يدي قبل لا اطلب ساميه تصبغ شعرك
ليتك من حلولي سلمتي ي شفق
حسبي الله ونعم الوكيل
يارب انه يسلم من اللي سويناه بس
..
" حسيـن "
دخل عند هُمام اللي مازال حاله كما هو نايـم ولا داري عن الدنيا باللي فيها
اقترب منه يجلس على الكرسي عنده ؛ لعله مثل ماردّ روحي يرّد رُوحك
بعد دقايق معدُوده ، شعر فيه يحرك يده
يفتح عيُونه ببطء ، ابتسم بسعاده يقُوم من مكانه ؛ طيّب ان شاء الله طيّب
عقد حاجبه هُمام بصمت
يساعد نفسه على رفع جسده رغم محاولات ابوه بأنه يرجعه لوضعيته
لكنّه امتنع ينزع المغذي من يده
يمشي بثقـل ناحية الحمام
طلع بعد لحظـات يتوجّه بإتجاه القبله يصلّي صلاة العشاء اللي فاته
ابتسم ابُوه اللي كان خايف عليه
لكن الحين يحس ركُوده وسكُونه سمحوا له يشعر بالراحه عليه
سلّم بعد ما انتهى من صلاته يلتفت على ابُوه وما امداه ينطق بحرف
قاطعته هيـام اللي دخلت تصرخ ؛ خالي شفق تعال
انتفض قلبه اللي سمع اسمها يجهل اللي صار فيها ينطق بقلق ؛ شفيها؟ شفق ويـن!
تجمدّت ملامحها وتبعثرت حرُوفها اللي ما كان عندها علم بصحوته تنطق بكذبه ؛ ما فيها شي
عقد حاجبه بريبه يشُوف حالة ابوه كيف تبدّلت يقُوم من مكانه ؛ احد يفهمني شقاعد يصيـر؟!!
هزّت راسها هيام بنفي تأشر لخالها انه مايعطيه اي معلومه عن وضعها يردف بهدُوء ؛ انت شكلك قمت تتوهم الطيحه ما سوت فيك خير ، محد جاب طاري شفق ، تعال ارتاح
تنهّدت هيام براحه تنطق بتسارع تأيد كلام خالها ؛ من كثر شوقك لها صرت تحسبنا نطريها ونجيب اسمها
انا جيت عشان دكتورك طالب يشوف خالي يشرح له عن وضعك
سقطت عينها على يده وقطرات الدم اللي بدت تنزل منها ؛ قايله لك ما انت بخير شوف يدك شوف الدم اللي يتناثر منها
بروح اناديهم لك
هربت من عندهم تنادي على النيرس لأجل تشوف يده
وامّا حسين اللي اخذه يمشيه يجلسه يخليه ينسدح تحت صدمته وغرابته من اللي يصير يناظر لأبوه ؛ ما كنت اتوهم انا سمعت اسمها والله ، اسألك بالله يبه شفق فيها شي؟
ابتلع ريقه ابوه بضيـق ما يقدر يقوله عن حالتها ووضعها وخصوصا بعد ما شاف ملامح هيام لمّا دخلت ما تبشّر بخير
مايبي يقلقه عليها واضطرّ انه يشغله بدون لا يكذب عليه ؛ انت تعرف اللي صار وش بيجيب شفق ، اصلا ماعندها خبر بحالتك ، ارتاح يابوك بروح اشوف الدكتور
انتفض قلبه ؛ ماعند شفق خبر بحالتي طب وش جاب هيام وش دخلها بوضعي؟
يبه انت واضح تخفي عنيّ الحقيقه ، شفق فيها شي !
قاطعه النيرس اللي دخلت ومعها هيام تنطق بهدُوء ؛ خالي الدكتور يبيك ، ياليت تجي بسرعه
سحب نفسه يتبعها بينما هُمام اللي يحس انه عجز يرتاح ويطمأن نطق بنبره امر وهو يشُوف النيرس تحاول ترجع المغذي ؛ انا بخير ما احتاجه ، وقفي الدم بس وقفليه
سوت اللي يقوله لانها شافت كيف يتمالك نفسه
واول ما خلصت طلع يدور على ابوه وهيـام متجاهل وضعه وحالته
ما كان يدري وين يرُوح ، لكن مصّر يتبع احساسه
حتى شاف احد الممرضات يستوقفها يسألها بأمل ؛ فيه مريضه هنا بإسم شفق ؟
هزّت راسها بجهل ، تمشي من عنده داخله احد الغرف تستكمل شغلها
بينما هو استكمل طريقه اخذ يدّور بعيُونه عليهم لكن ما لمح لهم اثر
قرر يروح للإستقبال يسأل عنها بنفسه
وبالفعل طرح على الموظفّه سؤاله ؛ هل تسجلت حاله اليوم بإسم بنت؟
سألت بهدُوء وهي تتفحص الجهاز ؛ اسمها لو سمحت؟
اردف بهدُوء وكل امنيات قلبه انها مو فيه ؛ شفق رائد السلطان
شافت اسمها ترفع راسها توجه نظراتها له بهدُوء ؛ موجوده بقسم النساء والولاده رقم الغرفه 6
انصعق قلبه يخرج من عندها متوجه للقسـم يدخل يدورّ على الرقم المذكُور
يصعقه وجُود هيام وابوه خارج الغرفه
اقترب منهم يلاحظُون وجُوده بصدمه
سكنهم التوتر فوق ما يسكنهم الخوف على شفق اللي تصارع قدرها داخل
توجه لولده يحتضن ذراعه يجلسّه ؛ الله يهديك انت تعبان وجاي كل هالمسافه ؟
تجاهله يقُوم ؛ شفق شفيها وش جايبها لهنا!
ابتلعت ريقها هيام بخوف وسكتت بينما ابوه نطق ؛ ما فيها الا الخيـر مجرد كشوفات دوريـه
عقد حاجبه بريبـه ينطق بشبه انفعال؛ وتحسبني بصدق اللي تقُوله ، يبـه شفق شفيها جاوبني !
تنهد ابوه بضيـق ؛ جاها نزيف حاد ما قدروا يسيطرون عليه والحين هم جالسين يحاولون ينقذونها وينقذون الجنين معها ، ارتحت بعد اللي سمعته؟
انتفض قلبه يهتزّ كل مافيه ،يرتجف جسده بخوف ؛ شفق حامل !
خلال هالاثناء طلع الدكتُور اللي كان مسؤول عنها وعن حالتها
يتقدمون له ثلاثتهم يترقبُون منه اجابه تريحهم لكن صدمهم بإجابته ؛ قدرنا نسيطر على النزيف لكن ما قدرنا ننقذ الجنين
اعتلت الصدمه ملامح حسيـن اللي كان يتأمل يسمع خبر يسر قلبه ، لكن هوى زي ما هوت احلامه بأن ولادة هالطفل بتكُون خير عليهم
تجمّدت ملامحه يسكت يعجز عن النطق ، ينهار يجلس على الكرسي بتعب
بعكس هيـام اللي استراح قلبها تنطق برضى داخلي " الحمدلله الحمدلله"
وامّا هُمام اللي ما همه اللي يسمعه لانه ما يفرق معه الا هي ، سوا خسر الجنين من عدمه ماهو بأهميتها هي عنده
يسأله بضجر من تفاصيله اللي مالها داعي بنظره؛ هي هي كيف وضعها زوجتي كيفها يادكتور !!
التفت عليه يناظره بهدُوء يجاوبـه ؛ زي ما قلت وقفنا النزيف الحمدلله ، تقدرون تشوفونها بس ينقلونها من الغرفه
اجابة الدكتُور ما كانت مريحه لهُمام اللي يحسه يلف ويدُور معه حتى خرجوا هم فيها يسحبون سريرها امامه
انتفض قلبه وهو يشُوفها فاقده الوعي تماما
وجهها شاحب ومصل الدم بيدها
حالها الهزيل اوجع قلبه وانهاه ودمّره
يتقدم لحدها يمسك السرير يمشي معهم لين دخلوها الغرفه ، يجلس عندها
يتردد في مسك يدها ، يتذكر مطالبها ورغباتها
وانها ما تبي تشُوفه ولا يقرّب منها
تنزّل دمعته بضيق يتجاهل كل اللي تبيـه منه ، يشعر انها بحاجته اكثر من اي وقت
حط يده على المفرش قريب من يدها حتى اقترب شوي شوي يحط كفّه على اناملها يمسكها بلُطف
يدني لمستوى جبينها يقبّله برفق
تسقط دمعته غصب عنه على طرف خدّها اللي ما كانت تحس فيه ولا تشعر
ابتعد يتأمل يدها الابره المخترقه لعرُوقها تبرزها
يعض على شفته بغصـه ، تختنق الحرُوف بداخله زي ما اختنق بكامله من شافها
يدني منها يلصق جبينه على جبينها بلين
تراقبه هيـام اللي انكسر قلبها على وضعهم ، تهمس بضيـق ؛ عسى الله يزيّن الحال
طلعت من عنده ترجع لخالها اللي ما زال جالس على وضعه من قوة ما الخبر هزّ قلبه وانهى فرحته
سعادته اللي ما دامت وتلاشت بدقايق
يتنهدّ بضيـق ، عاجز عن التصديق
تجلس جنبـه بهدُوء .

رواية على نور الشفق احيا واهيم  ⚜️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن