#على_نُورّ_الشفقّ_وعلى_وتر_القدر
'
نزلت ساره بعد فتره من الوقت
وبعد ما قدرت انها تعيد توازنها من بعثراته العميقه لها
وتسيطر على ربكتها العارمة منّه ومن غبائها وغفلتها بالليله الماضيه
شافته يحوس بالصاله وما اهتمّت بالقد الكبير وهي تتوجّه للمطبخ وطلعت بعد فتره وبيدّها كوبين قهوه ، مثل مايحبّها سلمان ومعتاد عليها بكل صُبح
,
دخلت ساره على سلمان بعد فتره بالصاله نفس مكانه قبل لحظات وكان لازال يحوس بالصاله وعافسها وكأنّه يبحث له عن شي، نطقت بغرابه ؛ تدور على شي معين؟
رد عليها بدون لا يلتفت للخلف حتى وهو يرمي الخداديه بإهمال وتعب ؛ إيه ، على ورقه ناقصه تخص اوراق مشروعي اللي امس
تعقدّت حواجبها بغرابه وما جاء في بالها ابداً الورقه اللي أخذتها بالليل وونطقت بهدوء ؛ تبي اساعدك ندور عليها؟
اردف سلمان بهمس بعد ما توقفّ وإنجبر يلتفت عليها ؛ ما راح تعرفينها حتى لو شفتيها ، لانها غريبه شوي
تنهدت بهدوء وهي تنزّل كوب القهوه على الطاوله القريبه منه ونطقت ؛ طب تعال روق بقهوتك وبعده ارجع دور عليها
نطق سلمان وهو ياخذ كوب قهوته ويجلس بحيره ؛ مو معقوله تختفي واخر مكان كنت فيه وهي معي كان هنا
نطقّت سوير بعد ما جلست قباله وهي ترتشف من كوب قهوتها بهدوء ؛ تقول غريبه ، شلون يعني؟
ممكن تشرح لي ؟
سلمان إبتسم ؛ غريبه لدرجه اللي يشوفها يقول عنها طلاسم ومالها فايده ، لكن بالحقيقه فايدتها بطلاسمها
شرقت سوير بقهوتها بصدمه من اللي سمعته، وحسّت روحها تختنق من ضيّق التنفس اللي حسّت فيه
قام سلمان بسرعه ورفع راسها للأعلى ، ومسح على جبهتها بقوه لمّا انتظمت انفاسها ناظرها بخوف ؛ شفيك ، انتبهي عليك ليه مستعجله على قهوتك ماهي بطايره
ناظرته بغرابه ونطقت بتمتمه؛ طلاسم؟
ناظرها سلمان وهو مو فاهم عليها شي ؛ وش تبين تقولين؟
سويّر بهدوء ؛ الورقه اللي تبحث عنها كانت طلاسم ورموز واشياء تروع صح؟
سلمان ؛ ليكون شفتيها؟
سويّر هزّت راسها بخفوت ، وكمّل سلمان بإستفسار؛ وينها؟
هزّت سوير اكتافها بمدري ونطقت ؛ ما أذكر
توسعّت عيُون سلمان بصدمه ونطّق بهدوء ؛ حاولي تتذكرين لان هالورقه مهمه لي بالحيل
سويّر ؛ وشلون مهمه وهي طلاسم وخرابيط
سلمان ؛ هالورقه زي ما قلت لك فايدتها بطلاسمها ، لانها رموز تخص مشروعي ما افهم فيه الا لمّا احطها برموز واربطها بهالشكل
إبتلعت ريقها سويّر ونطقّت بإندهاش ؛ يعني مو سحر زي ما توقعت؟
ضحك سلمان بعد إستيعاب ؛ سحر؟
من جدك هالرموز تدل على السحر!
سويّر ؛ وش دراني بعد توقعت انها سحر وإنك فوق العذاب اللي عذبتني فيه ساحرني
تلاشت ضحكة سلمان ، وتجمدّت ملامحه ونطقّ ؛ شايفتني أؤمن بتفاهات السحره والدجالين وما أعرف ديني ، وإن اللي يطلبهم عقوبته عند ربي عظيمه ، لدرجه ممكن اوصل فيها لتكفير نفسي ، صاحيه ي سويّر وش تظنين فيني؟
سويّر حسّت بندم فضيع من شكها فيه ونطقّت بنبره تحاول فيها الإعتذار ؛ اسفه بس ما كنت ادري ، وخبري ان الرموز والطلاسم ذي ، متعلقه بأعمال السحره وغيرهم وعلى طول ما جاء في بالي الا هالشي ، والله ما كنت اقصد بس..
انبترت جملتها من نطقّ بهدوء ؛ حصّل خير ، بس تذكري وين تركتيها لانها مهمه لي وابيها
سويّر بعد تفكير وبعد ما تذكرت كل شي سوته بالليل نطقت بخفوت ؛ اخر شي كانت معي فيه وانا بغرفتك
وبعدها ما اذكر شي
هز سلمان راسه بخفوت وطلع للأعلى بسرعه ، بحث عنها بغرفته بالكامل وما حصّل
إلتفت وطاحت عينه على طرف ورقه طالع من تحت مطرحته ، ضحك بخفوت ؛ وصلت فيك ي سويّر تنبشين سريري
الحين عرفت وش جابك لي ، بس والله اوهامك كسبت اجري على هالصباح
رفع مطرحته وسحب الورقه من تحتها وكانت سوير عافستها فوق تحت ، إبتسم وهو يناظر فيها ونطق ساخر من نفسه ؛ والله ما تنلام بـ ظنونها على هالطلاسم اللي انت مسويها!
,
,
عضّت على شفايفها بحزّن شديد ، تحاول تكتم ضعفها ودموعها اللي تحاول قد ما تقدر تسيطر عليها ، ولا تنهار اول ما تأملت بيت ابوها ، اللي تحّول للون الفحام
إقتربت بخطوات ثقيله وصعدت عتبات الدرج ، دفعت الباب بخفه ودخلّت وتمتمت وعيونها تتنقّل على كل زاويه فيه ؛ ياوحشّة البيت من بعدكم
تقدّمت بخطواتها اكثر وانحنت لمستوى القطعه المتفحمّه أسفل طاولة طعامهم ، شالتها بيدها بخفه ، وتفحصتّها بعيُونها لمّا إنهمرت عيُونها بدون إنذار ، اول ما تعرفتّ عليها ، ضمّتها لصدرها بقّوه وتمتمت ببحه دميره؛ ليّت الحريّق اللي حصّل إختار جسميّ بدالك ، ليت الموتّ يايبه اخذني وخلّاك
إلتفتت وطاحت عيونها على الصُوره المثبتّه على الجدار قبّل بداية الدرج ، قامت على حيلها ، توجهّت لناحيتها ، رفعت اناملها وتحسست باقي الصُوره ، واللي كانت الصوره الوحيده اللي جمعتهم ببعض بطفُولتها ، وصلّت لحدّ صورة بتّال اللي كان واقف خلفها ومحاوط بذراعه كتفها ومبتسم ، مررت أناملها على إبتسامته ؛ ماكان فيك شي خطير وبأي لحظّه ممكن تصحى فيها ، هذا كلام الدكتور لي ، لكّن ليه انت بعد اخترت الموت على إنك تبقى معي
'' رجعتّ بذاكرتها لقبّل كم شهر ''
على صوت إنذارات المستشفى ، وهي واقفه تناظر بذهُول ماتدري من أي جهه الصوت صادر ، ما كانت تدري عن المصيبه اللي حلّت عليها ، وزادت عليها معاناتها وحزنها ، وسلبت منها الشخص الوحيد اللي تأملت إنه يبقى معها ولا يتركها
توسعت عيُونها بصدمه اول ما تجمعو الدكاتره حول غرفة العنايه واللي كان يتوسّد أحد اسرتّها بتّال
إرتجفت ظلوعها وهي تشوفهم يدخلون واحد ورا الثاني عليه
مشت بخطوات متثاقله جداً بتدخل لعل عيُونها تنفي ما شعرت فيه ،
الا إن الباب إنرد بوجهها من أخر واحد دخل وأصبح عايق بينها وبين أخوها
شهقّت بألم وصرختّ بوجع ، هزّ وأدمى قلُوب من خلفها ؛ لاا لاا الا هو بقوووه لي ، لا تاخذووونه
إنهارت باللحظه اللي ثبتّها كل من حسيّن وهيَام ، بمحاوله إنهم يهدونها
لكن زادت شهقاتها وصياحها اللي أدمى قلوبهم ،
ناظرت هيَام لخالها وهي تصيّح وبنبره دميره؛ خالي تكفَى
ناظرها خالها بضعف ما بيده شي يسويه ، والموت لا حان وقته محد قادر يمنعه
إنتظرو برا لكم دقيقه ، وشفق جالسه مابينهم وملامحها متدمره كليّا ، فزت على إنفتاح باب العنايه ، وكانت بتنطق وتسأل لكن تبلمّت اول ما شافت سريره ، اللي إنسحب ، والقماش المغطيه بالكامل ، واللي يدّل على إن الشخص حان موته وفارق الدنيا للأبد
تجمدّت مكانها وماقدرت إنها تعبر عن نفسها ، من هول الصدمه اللي تعرضت لها
قبلها بأسبوع فقدت ابوها ومابعد تخطّت موته الثقيل واللي هزّ كل وجدانها وكان بتّال هو الوحيد اللي مصبرها على أمل إنها تقوي نفسها لأجله ، لكن حتّى بتال اللي تقوت وتصبرت عشانه رحل وتركها
وبدون سابقّ إنذار ، أغمى عليها وهي مابينهم
وبعدها بيومين ، عرفت إن بتّال إندفن بنفس المقبره اللي إندفنو فيها امها وابوها من قبله
الشي اللي ندمّت عليه إنها ماقدرت تشوفه ، ما جتها الفرصه لحتّى تقبلّ جبينه القبله الأخيره ، قبلة الوداع اللي ممكن إنها تريح قلبها لأنها على الأقل شافته
لكّن حتى بهالشي كانت الظرُوف ضدها وحرمتها من أبسط حقوقها
صحّت من ذكرياتها الموجعه ، على وخزّ الزجاج لإصبعها اللي نزفّ بدون لا تنتبه ، ضغطت عليه بقوه وناظرته بعدم إهتمام ؛ وشهو وخز الزجاج ، قدام اللي اعانيه
,
,
وردتّه مكالمه تشرح له كل شيّ كان مهتم ليعرف إجابته ، وأردف بنبره ثقيله ؛ لا تتخلّى لين أمرك بنفسي
قفّل المكالمه ونزّل جواله قباله ، ووجهّ نظراته لعمّار اللي ينتظره يخلّص من زمان
تعقدّت حواجبه بغرابه ونطّق عمّار بهدوء ؛ مانت متوتر وهادي مره ، صراحه ما عرفت لك وانت قبل كم يوم بغيت تموت علينا من التوتر
إبتسم هُمام بعمق وبانت صفتّ أسنانه المربعّه ، واللي تشرح عن بعض من خصّال شخصيّته اللي يتميّز فيها وهيّ '' السيطره ، الانتظام ،والموضوعيّه ، والهدوء ، واكثر سيطره على مشاعره وايضاً يتميّز بالدبلوماسية، والطموح وروح المبادرة القوية ''
واردفّ بنبره هاديه مزروع فيها ثقه عجيبّه ؛ ليه اتوتر وانا بثانيه ممكن أنهي عليه
بالعكس كليّ حماس للحظه اللي أقيّده فيها وأرميه بين جدران السجّن ، وأحمي الناس من شره وألاعيبه
عمّار ؛ الله يستر من ثقتك
هُمام بعباطه وهو يسحب جواله ويطقطق فيه ؛ ترا فيه مجال تنسحب ، اذا تحس بخوف؟
عمّار ضحك بسخريه ؛ انت تبيها من الله ، بس احلم فيها ، مستحيل اترك صاحب عمري بيوم مثل ذا مستحيل
وبعدين ما يمنع اكون شاهد على اللي بتسويه ياعقيدنا الشجّاع
هُمام وهو يمدّ له كُوب قهوته ومازال نظره على جواله ؛ اذا تسمح لنا؟
أخذ عمّار منه كوب القهوه ونطّق بنرفزه؛ ترا ماني بشغال ابوك!
هُمام إبتسم بخفه ؛ ادري ، بس زي ماقلت من شوي انتْ اني صاحب عمرك ، والصاحب على صاحبه يمون فليت تزيد السكر شوي هالمره ، لأني إشتهيتها هالمره بحلاوه زايده
إرتفعت حواجب عمّار بذهُول ؛ ماتبيني ارمي هالكوب عليك ، واوسم حاجبك الثاني مثل الاول احسن؟
هُمام تلاشّت ضحكته وتجمّدت ملامحه ، وهو يتحسس العلامه اللي معلّمه بحاجبه بحزن شديد
لدرجه حسّ عمار فيها بالندم ، لأنه بدون قصد رجعه لذكراه الأليمه ونطق بهدوء ؛ قلت تبيها بسكر زياده هالمره ، تبشربها
كان بيفتح الباب ويطلعّ لكّن استوقفته نبرة هُمام وهو يقُوم ؛ لا خلاص ماعاد يمدي ، بطلع
عمّار بغرابه ؛ وين بتروح؟
هُمام ؛ مكان مهم
طلع هُمام ولا عطى عمّار ايّة معلومه زياده
,
,
بعد فتره زمنيّة طويله شوي لملمت نفسها وشتاتها وطلعّت من البيت اللي رغبت من صبّح ربي على زيارته شوقاً لأهلها ، لكّن ما توقعّت إنها من أول م تخطّ رجلها عليه بتندمر كليّا وبيرجعها لذيك الأيام القاسيه
ردت الباب من خلفها وطلعت ، ركبتّ سيارة الأجره ، اللي تنتظرها قبال البيت ، ونيّتها ترجع لبيت عمها خوف لا يلحظ غيابها وطلعتها بدون إذنه وهي مو ناقصه هم فوق همّها
جاهله عن عيُون هُمام اللي كانت تراقبها من طلعّت ليّن ركبت السيّاره وليّن وقفّت عند باب بيت عمّها ونزلت ودخلت وزادته حيره وشكُوك فيها
نطقّ بغرابه وهو يتفحصّ البيت بالكامل واللي يعطيه دلاله على أن اهله ربي مرهي عليهم وأهل نعمه ؛ ليكون بعد تستغل هالناس؟
وتستلطفهم وتبيّن إنها ضعيفه لجّل تكسب من وراهم؟
مسح على فكّه بحيره ليمّا حركت سيارة الأجره وإختفت من امام هالبيت ، ليحرك بعدها هُمام ويمشي بعد ما طلب من التابع له يبقى مراقبها للنهايه ويخبره عن كل تفصيّل صغير يخصّها
,
,
امّا هيَام واللي تمللّت من المول وطلّعت من أحد المحلات وجلسّت على أحد الجلسات قباله تنتظر اماليا لبين ما تطلع
لفت نظرها بنت صغيره ، بملامح أجنبيّه وشعرها الأشقر الرمادي المنسدل لنصف ظهرها ، وعيُونها الرماديّه الملفته لكّل الأنظار
توجهّت لناحيّتها بعد ما تأكدت إنها تدوّر لها على شي ضايع لها ونطّقت باللغه الإنجليزيّه بعد ما خمّنت لغتها بعد ما حكمت عليها من طابع ملامحها ؛ عمّا تبحثيّن ؟
هل لي بمساعدتك؟
ناظرت فيها إيڤا ، وتراجعت للخلف ومسكت طرف شورت الجينز حقّها بدون لا ترد عليها
إقتربت منها هيَام ، ومدّت يدهّا لجّل تحسسها بالأمان بعد ما لمحت الخوف بعيُونها ، الا بيديّن روّاف اللي إعترضت طريقها ، ونطّق بإحتداد بعد مالمح إرتجاف بنته وخوفها ؛ ممكن تبعدين !
خوفتيها؟
إرتفعت حواجبها بذهُول ، ونطّقت بغرابه ؛ هالأجنبيه تعرفها؟
تمسكّت إيڤا بطرف بنطلون أبوها ، ونطّق روّاف بغيض وبشبه حده ؛ وانتِ وش خصّك؟
سحب بنته معه ودخّل للمحل تحت نظرات ، هيَام الغريبه ؛ الحمدلله والشكر ، وش قلت حتى يقبّ بوجهي هالمريض
والله نظرتي بكل وسيم صادقه ، اخلاقهم يمه خايسه
بس قلت كلمه اكلني !
هذا جزاتي كنت بحاول اساعد البنت ، بس ماش مقيوله ، خيراً تعمل شراً تلقى
على طلعّة آماليا اللي ناظرتها بتعجّب من شكلها وملامحها اللي تدلّ على إنزعاجها وحلطمتها ، توجهّت لها ونطقت بهدوء ؛ عسى ما شر وش بدّل حالك؟
هيَام ناظرتها بهدوء وبهمس ؛ ولا شي ، خلصتي انتِ؟
آماليا هزت راسها بخفوت ؛ إيه ، أخذت اللي ابيه والحين بنطلع وبوديك لأي مكان تبينه
إبتسمت هيَام بإتساع ؛ كفو ، يلا أجل
إحتضنت هيَام ذراع إختها ، وتوجهو ناحيّة اقرب بوابة خرُوج لهم ،
وبين ماهم يمرون ويتخطّون نفس المحّل اللي كانت واقفه عنده إيڤا
الا بروّاف طالع وماسك بيديّن بنته، طاحت عيُون كل من هيَام وروّاف بعيُون بعض ، وبدون سابق إنذار تحولّت نظرات هيَام لبغضّ وكره وإستصغار له
مرتّ من جنبه وكمّلت طريقها ، وتجاهلها روّاف اللي ماحركّت فيه نظراتها ساكن ، ونزّل نظراته لبنته إيڤا اللي نطقّت بهمس ؛ ترا ما سوّت لي شي يومك هاوشتها
روّاف بذهُول ؛ اجل ليه كنتِ خايفه وترجفين ؟
إيڤا هزت اكتافها بمدري وكمّل رواف بهدوء ؛ وش كانت تبي منك؟
إيڤا ؛ كانت تقول لي اذا ابي منها مساعده او شي
بس انا بدال لا اقول لا ما عرفت اتصرف لان ماما درّه موصيتني ما أتكلم مع شخص غريب عني
روّاف بهمس خافت وهو يرفع نظراته من على بنته للأمام؛ يعني انا اللي غلطت بحق هالبنت بدون لا انتبه
وصل لحّد سيارته وفتح الباب الخلفي وركبت إيڤا وقفل الباب من خلفها ، فتح الباب الأمامي وركب وحرّك لوجهته
,
,
امّا شفقنا اللي دخلت بيت عمّها وصادفت بطريقها عزّام اللي حامل شنطة سفره وطالع
مرّت من جنبه وإلتقت عيُونه بعيُونها اللي تفحصّتها بشكل سريع ,
إنجبرت تتوقفّ مكانها ما إن إخترق قلبها قبل سمعها نبرته الحانيه واللي إستشعرت فيها بكميّة لطافه غريبه جداً ؛ من اللي اعتّمك يالشفق؟
وجعل من رمُوشك تغرق بماها؟
ردّت بدُون لا تلتفت عليه ، وبنبره ضعيّفه جداً ؛ ما أونست من قسوة الموت والشوق للراحلين
تسابقت بخطوات سريعه للداخل قبّل لا تسمع رده ، وامّا عزّام اللي حسّ بالضيّق يسكن داخله عليها نطقّ بتنهيده؛ الله يجبر كسرك يابنت العم ويخمد لوعته
ما أمداها توصل لنص الدرج الا باللي تثبت ذراعها بقوه وتلفها لها بنظرات احرقتها
سحبتها معها ، تحت نظراتها المليئه بالدهشه وعيُونها المليئه بنيران الفقد واللي تشكلّت على هيّئة دموع حارقه لخدها
رمتها بكل قوتها على أرضيّة المطبخ ، ونطقّت بنبره متعاليه وقاسيه جداً ؛ تماديتي على اسيادك؟
ونسيتي قدرك ومكانتك ، واللي كانت ومازالت تحت رجلي
ناظرتها بإستقراف وكمّلت بذات النبره العاليه وهي تدني منها ؛ ماتعرفين ليه رميتك بهالمكان صح؟
رفعت نفسها عنها بالوقت اللي فيه شفق سحبت نفسها للخلف وهي تناظر فيها بغرابه ماليها الإستعجاب
ضحكت بسخريه وكمّلت وهي تمرر نظراتها على الاطباق المحيوسه واللي إنتركت قصداً لجّل المخطط الخالي من الرحمه
رجعّت نظراتها لشفق وكمّلت ؛ اجل اسمعي هالقصه
فيه خادمه كمّلت سنتين عند عائله معروفه جداً ، وهالخادمه لجّل انها ما قصّرت مع هالعائله ، قررت هالعائله تسفرها إجازه لإسبوعين
طبعاً لانهم سفروها اكيّد ما راح يقومون ببيتهم بدالها
فظنّك انتِ ي شفق وش بيسوون لجل يعوضون غيابها ؟
ما نطّقت شفق بولا حرف وسرعان ما فزّت من قربتّ منها وشدّتها مع بلوزتها بقوه وهي تقوّمها لبين ما إرتفعت عن الأرض وصارت مساويتها بالمستوى وهي تناظرها بتحديق ؛ ماتردييييين!!
وش الحل المناسب لهالعائله؟؟
مازالت شفق ساكته وتبدّلت نظرات شفق لقهر يعلُو ملامحها من عرفت مقصدها وهي تحط يدها على يدها الماسكه بلوزتها لجل تفك نفسها ،
امّا ام عزّام اللي مازالت تناظرها بتحديق نطّقت بنبره شديده؛ تكلم..
إنبترت كلمتها من فلتت شفق نفسها بالقوه وهي تردف بنبره عاليه وبنظرات مليئه بـ التحديّ؛ تحلمين اصير خادمه لأمثالك!!
تحلمين يابنت ابوك!!
والله لا انتِ ولا عشره من أمثالك تقدرُون تحدوني على شي م ابيه !!
تخطّتها شفق بتطلّع تحت نظراتها المندهشه من قوتها وعيونها اللي تقدح شرار وتحدي
الا بالحقد يعميّها من إمتدت ذراعها لجّل تسحبها للخلف وترميها على راسها لولا اليديّن اللي مسكّت شفق بقوها وردتها للأمام وثبتتها زين
وهاليدين ما كانت الا إيدين عزّام اللي سكنت ملامحه الدهشه والرعب من الكلام اللي سمعه ومن طينة امّه اللي لأول مره يحس نفسه ما يعرفها
امّه الحنونه واللي مافيه ارحم منها تطلع بهالقسوه لهالدرجه وعلى مين!
على بنت يتيمه!
ما أذتها ولا شي !
بنت يتيمه تطلّع قوتها عليها
لكّن هالبنت اليتيمه صارت اقوى مما يتصوّر هالعزام
هالبنت مستحيل تسمح لمن ماكان يهينها ويدوس عليها
كانت نظّرات عزّام المعجبّه بقوة هالشفق ، خلّته ينكر ضعفها وحالتها اللي شافها من قبّل دقايق
كيف تبدّل حال هالشفق بهالسرعه ، عجز يستوعب ان ورا هالظروف شخصيّه قويه جداً
إبتسم بعذُوبه ونطّق بنبره ثقه يريّح فيها هالشفق ويدعمها ؛ ماعاش ولا تكّون يابنت ابوك من يهينك يالشفق
خلي هالكلام ببالك
تحولت نظراته من على شفق لأمه المصدُومه واللي عيونها فيها كميّة شر غريبه وكان بيتكلّم لكّن توقف لأنه يدري بأن اللي بيقوله بيكون ثقيل جداً وعلى قلب هالشفق تحديدا
فلت شفق من إيديه وأردف بنبره حنونه ؛ إصعدي لغرفتك وتأكدي ما راح أحد يجبرك على شي ما تبينه واخوك وراك
هزّت راسها شفق بخفُوت وطلعت بخطوات سريعه
بينما عزّام اللي قفّل الباب ونطّق بنبره مليئه بالخيبه؛ كذا يا أُمّ عزّام تتقوين على يتيمه؟
اعماك حقدك عليها وبدون سبب ، ونسّاك ان هاليتيمه بينك وبينها الله
الله يمه الله !
الله اللي ما غفلت عينه عن ما يفعله الظالمون بحقّ المظلومين!
إبتسم بحسره وكمّل ؛ مستحيّل اصدق إنك اميّ
اميّ اللي تربيت على يدها واللي خلتني اتعرف على عظم الإنسانيه والرحمه بحق الضعُوف والمساكين وإن اجرها عند ربي كبير
كيف اللي علمتني تنسى ما علمتنياه وتنسى مبادئها!
ناظرته ومازالت نار الغيره تشبّ بكبدها ممّا جعلها تنسى كل شي ,
ويطغى على رحمتها لهيب الحقد عندها واردفت ؛ لا انت ولا غيرك تحاضروني ياعزّام
واللي بسويه راح اسويه وعينك تشوف ، وخلنيّ اشوف وش عندك!
ناظرت فيه بتحدي واصرار وكأنها متأكده بأن هالعزام مستحيل يوقف بصف شفق ويبقى ضدها للأبد
فتحت الباب وجت بتطلّع الا بكلمة عزّام اللي جبرتها توقف وأحداق عيُونها تتوسع من فرط صدمتها
إلتفتت عليه بعدم تصديق وعادها عزّام بإصرار وثقه؛ عذبيّها يمه اكثر وإخسريني حليل لها
بالوقت اللي تسوين فيه المستحيل لجل ابعد عنها ، انتِ بنفسك يمه اللي بتقربيني منها
فالخيار لك!
طلع من عندها بعد ما ألجمها بكلامه واللي ماتوقعّت واحد بالمئه بأنه بيطلع من عزّام بكرها واول فرحتها يتحداها ولجّل من لجل شفق بنت عدوتها واللي مازالت جمرة الغيره منها تلعب بقلبها لعب

أنت تقرأ
رواية على نور الشفق احيا واهيم ⚜️
Misterio / Suspensoللكاتبـه ليما @rwizi_ ما احلل اقتباسها او سرقتها او نقلها لمكان اخر ✖️ .. تتكلم عن البطله شفق اللي يموتون جميع اهلها بسبب حريق منزلهم وتتشتت من بعدهم وتعيش عند عمها القاسي واللي تهرب منه بليلة ملكتها من ولده لبيت ابوها القديم وتلقاه اصبح ملك للضابط...