29

21.9K 384 45
                                    

  #على_نُورّ_الشفقّ_وعلى_وتر_القدر

'

رفعت حواجبها للأعلى قليلاً بمقصد الإعتراض الشديد للي يقُوله وأردفت بهدُوء ؛ تجاهلت وصبرت وأجلت وعطيتك فرص كثير وقلت لعل فيها يتعدل قلبك ناحيتي
لكنيّ بهاللحظه إقتنعت ان الفرص اللي اعطيتهَا والتأملات اللي بنيتها من ناحيتك ماكان لازم اعطيها لك من البدايه
ولا كان المفرُوض انيّ احن عليك وأرأف بقلبك وأهتم ،
المفرُوض انيّ فجرت الحقيقه المرّه من زمان ولا إهتميت لمشاعرك ابداً
سكتت لوهله وإبتسمت بأسى وكمّلت ؛ لكنّك ياعميّ حتى هالرأفه ما تستاهلهَا
ناظرها بغرابه وهو مذهُول من كلامها اللي مو فاهم منه ولا حرف !
وعلى اي اساس تقُول عطيتك فرص!
ماكنت لازم اعطيها لك!
وبأي حق تقُول رحمتك ورأفت بحالك!
وعن أي حقيقه تتكلم؟
قاطع تساؤولاته الداخليه عليه، وقت ما نطقت وفجّرت ما بجوفهَا من سِرّ مكتُوم ؛ اميّ سبب عداوتك لأبوي
وكرهك لي من بعده!
ناظرها بصدمه، وكمّلت كلامها ؛ والحقيقه المرّه اللي ابوي كتمها بصدره عشانك!
والسبب اللي خلاّه يتزوج اميّ
وتحمّل فيه كرهك له وكان أخف على قلبه من إنكسار قلبك
لكن للأسف انا مو ابوي انا اللي ما تهتم لقلبك او انكساره
لأنك للأسف ياعمّي بدل من إنك تزرع بداخلي ذرّة حُب
من أجلك
زرعته بذّرة كره والزرعه كل يوم بداخلي تنمُو شوي شوي ليمَا وصلت لدرجه ما عدت فيهَا اتحمّل حتـ..
ليقاطع عليهّا ما إن نطقّ بإنفعال شديد ؛ وش حقيقتك المرّه اللي تتباهين فيهاا؟؟
وش اللي تعرفينه وم اعرفه؟؟
وشو يابنت ابوكك ووشششششوو!!
ابتسمت بسخريه ونطقّت ؛ ماعلي لوم بما انك بنفسك مصّر تسمعها
ليردف بإنفعال اكبر ؛انطقييييي ياشفق انطقيي!
لتردف شفق بذات نبرته الإنفعاليه ؛ اميّ تعرضّت للإعتداء من شخص وإلتجأت لأبوي حتى ينقذها من الفضيحه اللي تعرضت لها على اساس ان محد بيحفظ سرها ويسترها الا ابوي!
ناظرها بصدمَه وهو مصعُوووق من كميّة الشيّ اللي انرمى عليه من حقيقه قاسيه
ابتلع ريقّه من كميّة القسوه الشديدَه اللي حملها مضمُون كلامها ، واكملت شفق كلامها بهدُوء؛ المهم وقتها اول شخص جاء في بال ابوي يقوله انت ويطلب منك تتزوجها وتستر عليها ، بحجة انك تحبها وتبيها !
وفكر وفكر وفكر لكّن بالنهايه تراجع!
لانه ابخص الناس بشخصيّة اخوه!
مستحيل يرضى ببنت بمثل حالة امي وراح يناظر لها بإستحقار وقرف!
سكتت لوهله وهي تتأمل نظراته اللي انقلبت فجأه لإستحقار كبير وأردفت ؛ ايوه ايوه نفس نظراتك الحين
كذا راح تناظر لها رغم انك تحبها على قولتك وتبيع عمرك لأجلها
لكنّك تبيها طاهره عفيفه حتى لو كانت مظلومه بذاك الوقت
وتتجاهل فيها الظالم الشاب الطايش اللي اعترض طريقها وسلب منها اغلى م تملك وهرب وتركها!
راح تتجاهل برائتها وتشوفها بنظره دنيئه جداً
لان ذي شخصيتك ياعمّي!
واللي فضّل فيهَا ابوي بوقتهَا كتم السر بصدره ولا يقتل النظّره البريئه اللي بداخلك لها
ولا يشوّها بداخلّك وتشُوف حبك الوحيد بنظره قرف!
عرفت الحيّن الفرق مابينك وبينه؟
ابوي اللي تحمل ذنب مو ذنبه وحرم نفسه من اللي يبيهَا وياخذ اللي تبيها انت بس لجل يستر عليها وتبقَى نقاوتها بداخلك للأبد
لكن للأسف انا مو مثل ابوي ومستحيل اكُون!
انا مو مستعده اختارك على نفسي وانت اللي تسوي المستحيل لجل انك تدمرني !!
ضغط بكفُوفه على الكتيّب بقّوه وهو واصّل لمرحله فيها من الصدمه المفرطه ..
مو مستوعب اللي تقُوله شفق
ولاهو يقدر يحدد هل هي تقُول الحقيقه!
والا تحاول بشتى الطرق تدمره لأنه دمرها وترد الثأر بكذبه صنعتها من وحي الخيال
بس كيف ممكن بسهُوله ترمي على امها تهمه مثل ذي؟
هزّ راسه بعدم إستيعاب وأردف بنبره ثقيله جدا وبداخله يتمنّى انها كذبه من وحي خيالها ولا تكون حقيقه مره وقاسيه عليه ولا تسوى سنين عمره اللي مضت وهو خسران اخوه فيها ؛ احلّفك باللي خلق كل البريّه ، اللي قلتيه حقيقه مو تلفيق يا شفق؟؟
لتنطق بالصاعقه ما إن أردفت بنبره هاديه جداً ؛ قالها لي أبوي بلسانه وانت ابخص الناس بأبوي
يموت ولا كذب بحرف وممكن يكسب عداوتك بس مستحيل يلفق بحرف!
وهالشي اعتقد انك عشته بنفسك
سكت ولا رضى يقُولك حرف واحد بس ما قال لك تبرير بعكس الحقيقه
جلس بإنهيار كبير على الكنب ورمى الكتيّب بجانبه وأردف بحسره وهو شاد بقبضّة يديه على الكنّب؛ ومن غيري ابخص فيه ومن غيري!!
امّا شفقنَا إستغلت إبتعَاده عن الباب وذهُوله وغرابته وحالته اللي اصبحت بلاوعي تماما
وهربت من عنده .. واول ما طلعت شافت غاده اللي إبتسمت وأردفت وهي تأشر لها على الجهه اليسار من البيت؛ من هنا
إبتسمت لها وهزّت راسها بهدُوء ، وتبعتهَا لحّد باب الخرُوج ودعتّها وبداخلهَا تتمنى انهَا ترجع لهم بظرُوف احسن
بظرُوف مافيها توتر والقلُوب على بعضهَا تخاف وتحّن وترحم
قفّلت الباب من خلفهَا بعد ما إستودعتها ربهَا وهي ماخذه كلامها وتوصياتهَا بقلبهَا قبل سمعهَا
..
بالنسبه لـ شفق فهي ركبت السيّاره اللي تنتظرها ومتفقه معها على الهرُوب من الأساس
وما كانت الا سيّارة سائق اقرب صديقه لقلبهَا ..
هيَام ومن غيرها تؤام رُوحها وموطن أسرارها..
إبتسمت لها بإتساع وهي تسحبها لحضنهَا وأردفت وهي تطبطب عليهَا ؛ الف تحيّه لأمثالك .. وألف صفقّه بحراره للي ما يرضُون على نفسهم الذّل والإهانه والإجبار
لتردف شفق بهدُوء .. على صوت الكفرات وهي تحتك بالأرض
معلنه عن تحرّك السيّاره من مكانها ؛ نبعد وارتاح اول
مابي يعرف لي طريق ولا يأخذني من جديد لأسواره القاسيه
وعالمه الفضيع والخالي من الرحمه..
هيَام بنبره حانيّه ؛ انتهت معاناتك ي عمري لا تفكرين
لاهو ولا غيره يقدر يحرمك حقوقك بالحيَاه
إبتعدت عن حضنهَا شفق وأردفت بهدُوء ؛ اوك هربت بس لوين الوجهه ما فكرت؟
ابتسمت هيَام وهي تضرب على صدرها ؛ افا عليك لبيتنا اكيد
هزّت راسها شفق بإعتراض شديد ؛ لا لا هيامي بيلقاني
ناسيه ان عزّام يعرف العنوان
هيَام ميّلت شفايفها ؛ بس ماعندك مكان غيره؟
شفق ناظرتها بحيره وبعد تفكيّر لمدّة من الزمن أردفت بإبتسامه ؛ عندي ومن قال ماعندي
بيت ابوي
ناظرتها هيَام بصدمه ؛ ناسيه انه معدُوم وم فيه سبيل للعيش حتّى،
وغير انه يعرفه وبسهُوله بيلقاك فيه
هزّت راسها شفق بالنفيّ ؛ مو هذا اللي اقصده
اقصد البيت اللي ما راح يطري على بال عمّي حتى
بيتنا اللي تركناه بصغرنا وعلى اساس بعناه
هيَام بتعقيد ؛ وين يكُون هذا؟
تعرفين عنوانه؟
شفقّ هزّت راسهَا وأردفت بإبتسامه ؛ واكثر من إسمي بعد
هيَام بهدُوء ؛ اجل يلا دلي السائق عليه ..
هزّت راسها بخفه وبدت توصف للسائق طريق بيتهم المهجُور..

رواية على نور الشفق احيا واهيم  ⚜️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن