الفصل الرابع من رواية نصف عاهرة بين مخالب طاغية
الكاتبة منال منولة
تحت عنوان " فرصة اخرى لقلوب فاق كبريائها عشقها "
مقدمة
قالت هي
قد قيل ان المغفرة .. لا كشعور نبيل ولا كنسيان لما حدث .. بل للتخفيف من ثقل الماضي على اللحظة الراهنة . ولكنني لن استطيع المغفرة لك مثل سابق عهدي .. فقد امتلئ الكاس ونفذ صبري بينما انت لا تبالي .
لكنني لم استطع نسيانك ولو لمرة صدقني .. رغم كل ما فعلته بي لا زلت اشعر بك هنا في قلبي .. مرة تفرحني وتنسيني مر الزمان ومرة اخرى تتجاهل وجعي وتنسى انني ملكة متمردة لا تقبل بالذل .
و اكثر ما يدهشني هو انك قد قلت انك تحبني ..و انني عندما دلفت مملكتك عشقتني و كنت قد زينت حياتك مثل الحلي المصنوع من الجوهر واللؤلؤ والمرجان ولكن افعالك تدل على العكس .. انت تحاول قمع افكاري وكل يوم تحاول التحكم بي والتحكم ب حياتي وكانني دمية او اي شيء من املاكك المصنوعة من الذهب والألماس .. و دون ان تضع نصبك عينيك انوثتي وكرامتي
كل همك هو ان تدوسني .. وتطفئ الشعلة التى في قلبي .. لأنها فقط تهدد رجولتك الشرقية التى لا تعترف ب امرأة مثلي .. ولذلك قررت انقاض ما تبقى من كرامتي والرحيل من مملكتك سيدي ..
صحيح ان اخطائي بلغت عنان السماء
صحيح انني متمردة مثل نيران الجحيم
صحيح انني لا افكر بعواقب الاشياء وأقدم على الامور مثل جندي شجاع
ولكنني لم تعد لدي قوة لتحمل جبروتك ولهذا قررت الطيران بعيدا عن مملكتك سيدي .. رغم انني لن اقدر على المشاعر والأشواق ولن استطيع حذف من ذاكرتي تلك الليالي التى حكينا فيها قصة عشق بين ذكر من ثلج وامرأة من نار .. ودونا عشقنا على كل شبر من هذا القصر
ولكنني ادركت في مرحلة ما .. ان الحب والعشق لا يكفى ل اكمال المسيرة نحو معيشة مملوءة بالراحة والهناء .
مع انني اعلم سابقا عقابي .. كوني قد تمردت على سيادتك وقواعدك ولكن اعذرني ! لن اقبل على نفسي ان اعيش اسيرة في ثوب ملكة .. ف انا لا تناسبني سياسة "ابقى بالقرب مني ولكن لا تكوني الى جانبي " .. انوثتي لا تسمح لي ..
قال هو
ليلا دخلت عريني .. ابحث عن ملكتي وهناك فوق السرير اين كل ليلة يحصل السحر ومن ثغرها الصغير تخرج اهات المتعة والامتنان .. كانت تركت لي بعض كلمات .. بها تعلمني انها تركتني .. انها لم تعد تحتملني .. هناك شعرت بالكثير من الغضب وصرت مثل تنين هائج يريد تحطيم الدنيا على راسك سيدتي
اذا رحلتي وكسرتي قواعدي !... تركت مكانك سيدتي وسط الحرب وتركتني .. غادرت كرسيك من دون اذنى وفي وقت قرر اعدائي مهاجمتي والإطاحة بي . . ولكنني لن انحنى وكل من يفكر اذيتي له عذاب عظيم مني ..
اما انتي بكل بساطة نسيت ما بيني وبينك ورحلتي .. اجل رحلتي .. لأنني قلت كلمة حق وانأ لا اقبل الخيانة مهما كانت ولكنك لم تكذبي فقط بل خنتني في وقت حساس وقياسي و لأنني رجل شرقي لن اركض ورائك او اعيدك الى جانبي بالإجبار
كانت لكي حرية الاختيار وأنتي اخترت ان تبتعد .. مع انني اخبرتك مرارا سيدتي انك تملكين قلبي وتتربعين على عروشه فلا يأتي يوم وتزرعين فيه شوكا مكان لورد فهذا لن يكون صالحك و اظن ان هذا اصابك بالغرور وجعلك تتمردين علي
حبي لك جعلك تنسين من انت !
هوسي بك جعلك تستخفين بغضبي ولعنتي ما ان تمردت على قراراتي
وللحظة تذكرت كيف انك كنت تسعين لتغيري ..وإلباسي ثوبا لا يناسبني ولا يناسب مكانتي وهنا ادركت انك لم تعشقيني ربما عشقت رجولتي وقسوتي ولكنك لم تلمسي داخلي .. ولم تعرفيني كما عرفتك
ولكن في ظل هذا كله سيدتي لقد رحلت ومعك قطعة مني .. تنمو في احشائك وبعد اشهر سترى النور وسيكون ولي عهدي .. فلا تظني اني تاركك او مفرط فيك .. أقصد فيه"
اشتدت المعركة وكل شخص قال ما عنده .. وكل كلمة كانت اهانة الى الطرف الاخر .. وكل واحد تفنن في تعذيب الثاني واستغلال نقاط ضعفه وأخطائه ولكن القدر قرر التدخل في هذه اللحظة ل ايقاف هذه المهزلة
تدخل لينهى صراع اشتعل .. بين قلوب فاق كبريائها عشقها .. تدخل ليعطيهم فرصة اخرى .. فرصة ثانية ليستغلوها في تصليح اخطاء الماضي .. ورؤية الجانب المشرق من الاشياء .. وليعملوا ان كل شيء في هذه الدنيا يحصل لسبب من الاسباب .. فلا داعي لتعالي .. وليحكم الحب الى نهاية الدهر ..
أنت تقرأ
نصف عاهرة بين مخالب طاغية الكاتبة منال منولة باللهجة الجزائرية
Romanceهي فتاة عشرينية عاشت في كنف جدها بعد انفصال والديها .. ضاقت انواع المضايقات والتنمر سواء من المحيطين بها او القريبين منا .. انثى ذات شخصية متمردة وقاسية .. ولدت من رحم المعانات هدفها الاول هو الوصول الى اعلى المراتب لايهم كيف ومتى .. صعبة المراس لا...