10 حضور

1.6K 148 928
                                    

أمام المرآة الطويلة والموجودة في غرفة الملابس كنت أقوم بإعادة ربط ربطة العنق المخططة باللونين الأبيض والأحمر.. ما كدت أنتهي إلا وعدت لفكّها مجددًا للمرة الثالثة.. تأبى أن تُعقَد جيدًا هذا الصباح

في النهاية انزعجت منها ورميتها على مقعد منتفخ يفصل بين خزانتين.. لا حاجة لي بها اليوم

عدّلت من أطراف مقدمة شعري والتي تحاول معانقة عيناي ذات اللون العسلي.. ابتسمت قليلًا كعادتي كلما نظرت إليهما من خلال المرآة.. لو تم سؤالي عن أكثر ما أحبه في مظهري فستكون الإجابة "كل شيء وعيوني بالأخص"، سأجعل منهما محطّ تركيز الأنظار فهما مميزتان بكل تأكيد.. خصوصًا عندما أكون في مكان مُضاء فهما تعطيان لونًا قريبًا للأخضر

صحيح أن الشبه بيني وبين أبي ليس كبيرًا أو ظاهرًا، ولكن أنا وجدي نمتلك ذات لون العيون والتي سينتبه لها أي أحد يرانا معًا.. ورثتهما منه

نظرت فيما حولي حيث كانت الخزائن مصطفة بجانب بعضها وبأشكالها المختلفة ومهماتها المتعددة بشكل أنيق.. كما كانت بعض أبوابها زجاجية يظهر من خلفها القليل من ملابس أبي التي تركها هنا في حال كان يحتاج للبقاء في لايدن دون تخطيط

بينما في ركن الغرفة ارتصت حقائب وصناديق بجانب بعضها تخص ملابسي وأغراضي التي لم يتم إفراغها بعد وترتيبها.. يجب أن يتم ذلك اليوم، وهذا الصباح.. لا أريد العودة من المدرسة وأراها متكدسة في الزاوية

أخذت حقيبتي وعلّقتها على كتفاي ثم خرجت من الغرفة نزولًا إلى الأسفل، وعندما وصلت للدور الأرضي وقفت للحظة ممسكًا بنهاية الدرابزين أسمع صوت كارلا وزوجها كاميل قادمًا من المطبخ والذي كان في تجويف واسع أسفل السلالم

لم أكن قادرًا على التقاط الكلمات التي يتحدّثان بها فقد كان صوتهما خافتًا عن الطبيعي.. لا أظن أنني سأحظى بإجابة صادقة من أحدهما لو سألت عن سبب عملهما هنا، ولكنني أذكر تمامًا ما قالاه في أول ليلة قضيتها عندهما وعلى طاولة العشاء

كانت كارلا تعمل مدبرة منزل وكاميل رئيسًا للطباخين.. توقفا عن العمل منذ سنتين؟ لا أذكر بالتحديد ولكنهما قالا أنهما يبحثان عن عمل جديد من نفس النوعية

كل ذلك ليس مهمًا.. فقط لماذا عثرا على هذا العمل هنا؟!!

آليستر وأبي كان يقولان بأن المنزل ينقصه مدبرة وطباخ وسيكون متواجدًا عندي صباح الإثنين، كان عليهما فقط أن يبلغاني بأن هذين الشخصين هما من سيشغلان هذين المكانين

لا بد أن ذلك قد حصل بعد يوم الجمعة حيث لم يكن عندي أو عند أحدٍ آخر إخباري بهذا الأمر.. خصوصًا إن كانت موافقتهما على العمل جاءت في وقت متأخر

لا أعرف ماذا علي أن أفعل الآن سوى التصرف كشخص مجنون لا يرى هذا الوضع غريبًا، سيكون ذلك أسهل علينا بكل تأكيد

رأيتُ حلمًا... حيث تعيش القصص. اكتشف الآن