30 رَابِطَة

1.3K 142 695
                                    

لقد مرّ يومان منذ ذلك الاحتكاك الذي حصل بينه وبين والده، عقله قد هدأ قليلًا ومع ذلك هو لم يتوصل إلى قرار معيّن بشأن رؤية والدته

الشيء الأكيد أن والده قد تصرّف بشأن الدعوى التي رفعتها لأخذه منه بالفعل ولا ريب في أنه سيسقطها في وقت ما، ولن يعرف بأي شيء.. حتى النهاية هو لن يستمع له، ولكن يمكنه أن يبحث عنها بنفسه ويقابلها.. رغباته الدفينة هي شيء لا يمكن لـ كريستوفر أن يتحكم بمسارها

راوده ذلك الحلم مرة أخرى في الأمس واليوم، للطفل الجالس في الجهة الأخرى من الحاجز الزجاجي المخدوش، وقد ازداد الخدش عن المرة السابقة.. تشوهت رؤيته لجسد الطفل من خلاله

لمسة واحد يمكنها أن تكسره، كلاهما سيصابان بالأذى.. أ من طريقة أخرى حتى يصل للجهة الأخرى؟

اختار المشي على طول الزجاج الشفاف علّه يعثر على منفذ ينقله إلى الناحية الأخرى.. مهما مشى من مسافة فإن ذلك لم يكن يعود عليه بفائدة تُذكَر

ربما فوّت طريقًا لم يلحظه بسبب شفافيته، وربما عثر على واحد خشيَ تجربته فـ يكون مخطئًا ويتحطم الزجاج بسبب خطئه واستعجاله.. حاجز موجود ولكنه غير موجود، كان حائرًا للغاية...

المحصلة أنه استمرّ في المشي حتى استيقظ من نومه مختنقًا.. لقد صار كابوسًا...

مع ذلك كلما استيقظ من هذا الحلم يكون هادئًا بشكل غريب، يشعر بصفاء ذهنه وحدّة في رؤيته، نفسه تكون باردة.. كأن هذا الحلم يذكّره بـ ما يجب عليه أن يكونه وما يجب عليه أن يحققه.. يزداد حيرة أكثر...

كان طبيعيًا للغاية، تظاهر بذلك.. في المدرسة لم يختلف كثيرًا مع أصدقائه، يضحك ويمزح ويشاركهم الحديث والمتعة، وكأن لا شيء حصل معه قد أثّر عليه

في الحقيقة كان يحاول أن يتناسى.. وجوده مع مجموعته كان سبيلًا لترك مشاكله الشخصية في دائرة بعيدة عنهم، ومن جهة أخرى حتى لا يلاحظ أحد أن به خطبًا ما

فقط مرتين.. الأمس واليوم.. سأله شيون إن كان بخير وهو أكّد ذلك، لا يعرف ما لاحظه صديقه عليه ولكنه جعل من تحسسه لتقلّب الفصول السبب لأي تغيير قد يطرأ على مظهره.. أراد لهذه الفكرة أن تستحوذ عليهم

عندما يغادر المدرسة تنتهي لعبة التظاهر، يعود فريسة لشكوكه، وقلبه أرضًا خصبة لهمومه.. روح تائهة لم تجد سكنها بعد، ولا آثار خلّفتها تدلّها عليه

انتهت الحصص الدراسية ومعها انتهى نايت من سبب وجوده في المدرسة؛ لذا غادرها متجهًا إلى موقف السيارات حيث ينتظره لوغان هناك ليأخذه إلى البيت

لا يزال جده في لايدن ويقضي الوقت معه، ولكن اليوم لديه جلسة قراءة في مكتبة جامعة لايدن وبالتأكيد هو ليس في المنزل، سيعود قبله ويستقبله اليوم بنفسه

رأيتُ حلمًا... حيث تعيش القصص. اكتشف الآن