المحيط والبيئة من الممكن أن يعكسا شخصية الإنسان وحالته، ومكتب آستيرا كان يعكس مدى كونها شخصًا يعتبر الفوضى نوعًا من أنواع الترتيب، حيث لا تعثر على أغراضها إلا وسط اللا نظام.. شخص يريد أن يجد الشيء في المكان الذي وضعه، أيًا كان هذا المكان
كانت تضع حاجزًا بين الأمور الشخصية والعائلية وتفصلها عن عملها كـ رئيسة تنفيذية لـ واحدة من أشهر العلامات التجارية التي تمتلكها عائلة ديفاريوس.. تركيزها ينصب بالكامل على حاسوبها مرة، والأخرى نحو أوراقها ومستنداتها
في خضم كل هذه الفوضى التي تفترش مكتبها كانت سريعة لا يشتتها شيء عن عملها إلا اهتزاز هاتفها بقوة على سطح المكتب الزجاجي والذي ألغى الحاجز الفاصل الموجود في عقلها، فتركت كل ما في يدها ودفعت نفسها بالكرسي إلى حيث كان الاهتزاز قوي، ورفعت ملفًا أسود كبير وسحبت الهاتف من أسفله
رقم غير مسجّل باسم، ولكنها تألفه وهذا جعلها تجيب على المكالمة قبل أن ينفصل الخط: أجل...
- لقد عثرنا عليها سيدتي وأعدناها للمنزل
- جيد.. كونوا متيقظين في المرة المقبلة
اكتفت بهذا القدر من الكلام والذي أوصل لها ما تريد معرفته وأغلقت الخط، ستأخذ التفاصيل في وقت لاحق، وقبل أن تعيده إلى مكانه انتبهت إلى رسالة من جيوفاني شقيق زوجها ففتحتها لتقرأها
جيوفاني: "اتصلي بي إن كنتِ متفرغة.. أحتاج للحديث معك"
فـ كتبت له ردًا واضحًا: "لا.. افعل أنت وجيمس شيئًا بشأن الفوضى التي تم اختلاقها أولًا.. لا أريد تضييع وقتي بلا نتائج"
وأغلقت الهاتف وعوضًا عن وضعه مكانه وسط بعثرة أغراضها أدخلته في حقيبة اليد ذات اللون الزهري حتى لا تنساه عندما تغادر مكتبها
عادت مرة أخرى منسجمة تمامًا مع عملها وتدقيقها للسجلات بين يديها حتى طُرِق باب المكتب، طلبت من الطارق الدخول دون رفع رأسها: تفضل
فتحت ديانا الباب ودخلت للغرفة.. مشت نحو مكتب آستيرا قائلة: هل طلبتني سيدتي؟
رفعت آستيرا رأسها وتركت الأوراق في يدها وقالت: أجل.. كنت أريد سؤالك عن ماكس، هل تعرفين أين هو الآن؟
ديانا: أجل.. لقد اتصلت به بعد أن رأيت رسالتك.. قال بأنه مع السيد هاريس الذي أخذه برفقته ليتنزّه
تنهدت آستيرا براحة وأعادت ظهرها للوراء حتى تستند: هذا جيد...
ضغطت ديانا على شفتيها.. لديها تعليق تريد أن تخرجه من عقلها إلى العلن وبوضوح شديد، ولكنه ليست متأكدة إن كانت النتيجة ستأتي بـ خير عليها.. خصوصًا وأنها تحادث آستيرا دونًا عن أي أحد
لا.. ليس وكأن أحدًا غيرها سيكون أفضل منها! لا يمكن الحديث بشكل طبيعي ودون الحصَل على رد لاذع من شخص يحمل لقب ديفاريوس مع اسمه، والمشكلة تكمن أن أفراد هذه العائلة جزء لا يتجزأ من حياتها
أنت تقرأ
رأيتُ حلمًا...
Romanceكنت أعيش حلمًا.. عرفت جزءًا من حقيقته ولكنني تظاهرت بالجهل.. أردت المضيّ قُدمًا فيه وكأنه الطريق الوحيد الذي علي أن أخوضه لقد كان حلمًا هشًا للغاية لم يتحمل ثُقل ذنبي الذي تركته خلفي بلا مبالاة، وتلك الصورة الزجاجية التي سعيت للحفاظ عليها بخوف تكسّ...