حصة فارغة كانت من نصيب أحد شُعب الصف الثاني ثانوي في مدرسة رانسي.. استغلّها طلابها في فعل الأمور التي يحتاجون القيام بها
وأكثرهم قرروا استكمال الدراسة من أجل اختبار الغد الأخير من الفترة النصفية.. إعطاء وقت أكبر للمذاكرة لن يضرّهم، فإن أبلوا حسنًا بفضل هذه التضحية فسيبدؤون عطلة الشتاء ببال مرتاح وراضٍ
بالطبع كان هنالك من قرر أن التضحية الزائدة عن حدّها غير ضرورية، وأن حصة الفراغ هي مكافأة بسيطة على جهودهم المستمرة خلال الأيام الماضية، فاختاروا اللعب والترفيه عن أنفسهم
ماكسميليان فينيارد كان جزءًا من المجموعة الثانية، ولكن ليس من أجل المتعة.. بل وقتًا لتوديع هذه المدرسة
غدًا سيكون يومه الأخير فيها، وبما أنه عثر على فرصة للتجول في أرجائها فلم يؤجّل الأمر أكثر
عشرة سنوات وزيادة شهور عليها وهو طالب في مجمّع مدارس رانسي، سيشعر بالحزن على مغادرتها بالتأكيد، فكلّ الأوقات التي قضاها فيها كانت هي الأسعد والأكثر بهجة له في مسقط رأسه
بعدما انتهى من جولته السريعة حول المدرسة والأماكن التي أحبّ الجلوس فيها اتجه إلى مبنى الإدارة وصعد إلى الطابق الذي يتواجد فيه مكتب الناظرة
كانت المنطقة هادئة كالعادة لا يوجد من يتجول فيها.. الجميع في مكاتبهم يختبئون لإتمام أعمالهم خلف الأبواب المغلقة
لذا لم يكن هنالك ما يثير اهتمام ماكس لينظر إليه سوى الطريق الذي اعتاد المشي فيه كثيرًا، وعندما وصل إلى باب مكتبها وكاد يطرقه ناداه شخص من غرفة الانتظار: ماكس!!
التفتَ إلى الخلف ليرى شيون يطلّ برأسه من مكان جلوسه، وقد أشار له بالقدوم ناحيته ففعل ذلك وهو يسأله: أنتَ أيضًا تحظى بحصة فارغة؟
- بل هربتُ منها.. اجلس إن لم تكن مستعجلًا
فعل ماكس ذلك وجلس بجانبه على ذات الأريكة: وتجلس أمام مكتب حضرة الناظرة بسلام هكذا وكأنك لن تُطرد إلى فصلك!!
- حضرة الناظرة راضية عني منذ فترة؛ لهذا السبب أستغلّ رضاها بقدر ما أستطيع
- ما تفعله هو سوء استخدام لمكانتك...
- لو أردتُ إساءة استخدام مكانتي لهربتُ من كل حصص الرياضيات من أجل سلامتي النفسية والعقلية، ولكن لأنني وريث محترم لم أتعمد التغيّب عنها إلا في الأسبوع الذي تلا وفاة أبي
تشارك الاثنان ضحكة خافتة، ثم استراح ماكس في جلسته بينما كان شيون ينظر إليه حتى انتبه إلى بطاقة الاسم الحديدية على سترة ماكس
أمسك بها شيون ليقرأ الاسم جيدًا دون أن يضايقه انعكاس الضوء عليها، ثم همس بخفة: إذًا أنتما حقًا شقيقين...
أنت تقرأ
رأيتُ حلمًا...
Romanceكنت أعيش حلمًا.. عرفت جزءًا من حقيقته ولكنني تظاهرت بالجهل.. أردت المضيّ قُدمًا فيه وكأنه الطريق الوحيد الذي علي أن أخوضه لقد كان حلمًا هشًا للغاية لم يتحمل ثُقل ذنبي الذي تركته خلفي بلا مبالاة، وتلك الصورة الزجاجية التي سعيت للحفاظ عليها بخوف تكسّ...