عندما خرج كريستوفر من دورة المياه وهو يجفف شعره المبلل بالمنشفة بعد أن أنهى استحمامه توقّع أن يجد أنوار الغرفة مطفأة وقد خلد آليستر للنوم بالفعل، ولكن لا شيء من هذا قد حصل
كانت الأضواء مفتوحة بالكامل، والنافذة أيضًا يدخل منها الهواء المحمّل بـ رطوبة يزيده بردًا، وآليستر مستلقي على سريره يحمل في يده كتابًا يقرؤه
وضع كريس المنشفة على رقبته واتجه نحو النافذة لـ يُغلِقها، وضعها حاجزًا بينه وبين الرياح الليلية الباردة والتي هي الآن أشبه بـ عدوٍ له
سرير آليستر كان الأقرب للنافذة، فالتفت إليه كريس ونظر للرواية ذات الغلاف الأحمر واسم "بوليانا" منقوش عليه.. جلس على طرف السرير بجانبه وقال: رواية أطفال؟
أزاح آليستر كتابه لينظر إلى صديقه وقال: وجدتها أسفل التلفاز فقط
بالطبع، فهو لن يشتري أو يأتي بـ رواية أطفال في رحلتهم ليقرأها وقت فراغه...
كريس: أ لم تقل أنك لم تنم بالأمس لوقت كافي؟ أجدك لا تزال مستيقظًا وتقرأ حتى الآن...
آليستر: يمكنك تفسير الأمر على أنه أرق، وأحاول محاربته بالقراءة حتى أنام...
نظر كريس من النافذة التي أمامه إلى المدينة بـ بقع أضوائها الخافتة والهدوء يكتسيها ظاهريًا، فـ هي لا تزال صاخبة بـ نوع آخر بعيد عن الحياة الطبيعية في هذا الوقت من الليل.. نور يليق بأجوائها
الماء الدافئ الذي استحمّ به أرخى عضلات جسده التي لا تزال مرهقة حتى بعد ليلة كاملة قضاها في النوم بعد اختباره، السفر والقيادة والتنزّه أخذوا نصيبهم من طاقته ولم يتبقى سوى القليل يفرغها في جعل نفسه مستيقظًا لبعض الوقت
جاءه صوت آليستر سائلًا: وماذا أيضًا؟ السبب الآخر...
زمّ كريس شفتيه وحديثه معه صباح اليوم لم يغادر ذهنه، والنقطة المهمة التي أراد الحديث عنها لم تظهر إلى السطح بسبب اتصال والده؛ لذا أكمل كلامه هذه المرة قائلًا بهدوء: هنالك أحاديث خطوبة وزواج تحدث بين عائلتي وعائلتها...
ثبّت آليستر نظره على كلمة في منتصف الصفحة التي يقرؤها، كانت هي الكلمة الوحيدة التي تبدو واضحة بينما زحفت باقي الأسطر بعيدًا عن الصفحة.. تركيزه لم يكن إلا على ما يسمعه، وليس ما ينظر إليه
آليستر: الأطراف التي يريدون ربطها ببعض.. من هم؟
- أنا وهي...
كلمات بسيطة يتبادلانها في هدوء ثم صمتٌ مطبق تغزوه الأفكار الداخلية والتي يُمكِن معرفتها بـ معرفة ما كان يتحدّثان عنه للتو
لماذا لم يقم كريستوفر بـ دعوة كورديليا إلى الرحلة بنفسه؟ حصل آليستر على ثلاث إجابات وأسباب وأهداف... كلها مجموعة ببعضها
أنت تقرأ
رأيتُ حلمًا...
Romanceكنت أعيش حلمًا.. عرفت جزءًا من حقيقته ولكنني تظاهرت بالجهل.. أردت المضيّ قُدمًا فيه وكأنه الطريق الوحيد الذي علي أن أخوضه لقد كان حلمًا هشًا للغاية لم يتحمل ثُقل ذنبي الذي تركته خلفي بلا مبالاة، وتلك الصورة الزجاجية التي سعيت للحفاظ عليها بخوف تكسّ...