6 إلى أمستردام

2.4K 180 925
                                    

اضطررت إلى إخراج يدي الباردة من جيب بنطالي لأفتح باب الصف وأدخل إليه.. تركته كما هو لتدخل الفتاة التي كانت ورائي وتتكفل بمهمة إغلاقه

عندما استشعرت دفء الفصل أزحت قبعة الهودي الأبيض والذي ارتديته بدلًا من قميص المدرسة عن شعري الرطب بفعل الحمام الصباحي.. لم أستطع تجفيفه جيدًا بسبب استعجالي فارتديت ملابس ثقيلة تقيني من برد الجو

جلست على مقعدي بخمول واضح علي رافقني بعد جدالي مع ميو وازداد عند استيقاظي من نومي

نظرت للساعة الجدارية المعلّقة فوق السبورة.. هي ساعتين فقط ويأتي آليستر مرافق أبي ليأخذني من هنا

أريدها أن تنتهي ليس رغبةً في العودة للمنزل، بل لأنني مرهق للحد الذي يجعلني لا أرغب بالتفكير فيما سيحدث إن وصلت للبيت.. راضٍ تمامًا بالرضوخ للأمر الواقع

انتبهت للفتاتين اللتين كانتا تجلسان أمامي وقد استدارتا إلي وحدقتا بي باهتمام، فرفعت حاجبي وسألتهما مستغربًا: ما الأمر؟

سعلت إحداهما والتي تدعى ناتالي بخفة قبل أن تبتسم بحماس خفي وتقول: كان عليك أن تخبرنا أنك تعرف سيلينا باركر أيضًا؟!

- سيلينا باركر!!

نطقت الاسم الغريب عني تمامًا والذي رُبِط بمعرفتي به بتعجب، ولم أكن بحاجة للبحث عنه في ذاكرتي الضئيلة فقلت بلا مبالاة: لا أعرفها

قالت الأخرى مستغربة: مستحيل!! إنها موسيقية مشهورة، عازفة بيانو كما أننا في الأمس قرأنا خبرًا...

قاطعتها: لست مهتمًا بالأمر

-لا داعي لإخفاء الأمر عنا نايت.. ألا تعرفها حقًا؟ أظنك تكذب عليـ...

قاطعتها للمرة الثانية بضيق: وهل علي أن أعرفها من الأساس وأحدّثكم عنها؟

تراجعت الفتاة بجسدها للخلف قليلًا عندما تغيّرت نبرة صوتي وقالت لصديقتها ناتالي بهمس وصل إلي: ناتالي ربما أخطأنا الظن، وهو لا يكذب.. كان علينا فقط ألا نتدخل في أمور لا نفقه فيها

جميعًا! تقصد من بجمعها هذا؟

يبدو أن عددًا لا بأس به من الأشخاص الذين لا أعرف من يكونون توقعوا أنني أعرف شخصًا اسمه "سيلينا" لسبب غير واضح، ومن هذا الموقف أستطيع أن أقول أن الساعتين القادمتين لن أمرّ بهما دون صداع رأس

حاولت تجاوز ضيقي من إلحاحهما بمعرفتي بها والاستفسار قليلًا عما تقصدانه بكلامهما.. المعذرة لنفسي فلا يمكنني السكوت دائمًا عندما يتحدث أحد عني

تقدمت هذه المرة منهما وسألت: اشرحا لي الآن ما معنى كلامكما للتو، ولماذا تظنون أنني أعرف سيلينا باركر أو أيًا كان اسمها؟

تبادلتا النظرات وهذا استفزني قليلًا وأشعرني بأنهما مترددتان في الحديث، تصرفهما جعلني أشك في نفسي، ربما كنت أعرفها سابقًا..

رأيتُ حلمًا... حيث تعيش القصص. اكتشف الآن