121 ليلة الوداع

726 86 86
                                    

خلف منزل روبيرتو فينيارد الريفي يوجد طريق ممهّد للمشي يمرّ بالبيوت القريبة ويمتدّ إلى داخل الغابات، ومن يمشيه كاملًا فهذا يعني أنه قد قطع فوق العشرين كيلو مترًا

أخبرها كريستوفر بذلك عندما خرجا ذات يوم للتنزه ورؤية بعض الأماكن المميزة والجميلة المحيطة بهم، وأنه سيرافقها للمشي فيه في يوم آخر

"هل هذا هو اليوم الآخر المقصود من كلامه؟"

تساءلت سيلينا عن ذلك في نفسها وهي تقف وحيدة عند بداية الطريق.. تتشاور مع عقلها إن كان عليها المشي أم لا حتى تذكرت كلام كريس

بالطبع ليس هو اليوم المقصود لأنه ليس معها.. ما كان ليخبرها بوجود هذا الطريق حتى تدخله لوحدها

الطريق ليس مخيفًا بما أنه يمرّ بالغابات؛ لأن الغابة التي ستتجه إليها مختلفة تمامًا عن الغابة التي كانت حديث الساعة في الليلة الماضية!

العديد من السائحين أصلًا يدخلونها دون خوف، فالطريق حقًا مجهّز للسير عليه وفيه كل سبل السلامة والاحتياطات

ربما عليها أن تدخل وتستطلع الطريق حتى تتعب ثم تعود أدراجها، وفي المرة المقبلة تدخله مع كريس كما خطط لذلك

نظرت إلى الساعة في شاشة هاتفها ووجدت أنه لا يزال هنالك وقتٌ كافٍ حتى الغروب، وهنا حسمت قرارها ودخلت إلى الطريق خلف زوجين كبيرين في العمر ومن الواضح أنهما سائحين

ابتسمت على فكرة أن تعتبر نفسها سائحة أيضًا، فهذه مرتها الأولى في الذهاب إلى غابة..

لا تعتبر خيانة لاتفاقياتها مع كريس مطلقًا!

ما كادت تسير لمسافة كافية حتى تقول أنها قد مشت إلا ورأت ماكس مُقبلًا في الاتجاه المعاكس لها، وقد أبطأ من سرعة ركضه عندما رأها حتى توقف بمجرد وصولها إلى نقطة اللقاء

قالت سيلينا: ظننتكَ لا تزال نائمًا مثل الجميع!

أبعد ماكس قبعة سترته الرياضية ونزع السماعات من أذنيه وبعثر شعره الأسود: استيقظتُ قبل ساعة ولم أرى أحدًا في الصالون فخرحتُ على الفور

غالبًا كانت قد عادت إلى غرفتها في هذا الوقت عندما خلد كريس للنوم مجددًا.. لعلّها كانت دقائق بسيطة التي فصلت بينهم ولم يلتقوا بسببها

أشار ماكس إلى الممرّ أمام سيلينا: يمكنكِ المتابعة في طريقك

- هل ستعود إلى المنزل؟

- لا.. سأتابع إلى البلدة فلا يبدو أن أحدًا منهم سيستيقظ قريبًا، وأنتِ في الخارج أيضًا...

- يمكنني المجيء معك.. أعني هل يمكنني مرافقتك؟

هزّ كتفيه: ما دمتِ تريدين

ابتسمت برضا على موافقته وعادت أدراجها حتى تمشي برفقته إلى البلدة.. لم تتوقع هذه الموافقة السريعة منه

رأيتُ حلمًا... حيث تعيش القصص. اكتشف الآن