77 الفتاة التي كرهها نايت

928 105 263
                                    

المنتدى الإلكتروني غير الرسمي في مدرسة رانسي كان يضج في الأسابيع الأخيرة بشائعة اقتحام أحد طلبة التبادل لمبنى حضانة الأطفال التابعة للمدرسة

كل التلميحات كانت تشير إلى واحد فقط، ولكنهم لم يذكروا اسمه حتى لا يتورطوا معه.. استمرّ الأمر على هذا الحال حتى غادر الطالب المقصود المدرسة لـ يكشف الجميع أوراقهم في المنتدى

علانية أصبحوا يتحدثون عنه بعد أن ضمنوا ابتعاده.. تأكد الجميع أنهم يفكرون في ذات الشخص ويتهمونه.. طالب التبادل القادم من أمستردام مدرسة رويال فورست.. نايت فينيارد

يوميًا كانت ميو تتصفح هذا المنتدى حتى تتأكد من أن اسمه قد غادر المواضيع الساخنة داخله.. تبقى النتيجة واحدة ولا يتزحزح ذكره عن المقدّمة

مع كل هذا الزخم الذي يحظى به اسمه في الموقع باتت تخشى أن يلتفت توافه الإعلام إلى هذا المنتدى وتقع أيديهم على مادة دسمة

إلا أن كون المنتدى "غير رسمي" ولم تصرّح به المدرسة يطمئنها من ناحية أخرى.. إن تفاقم الأمر فيمكنهم نفيه فـ حسب.. يبقى الموضوع تحت السيطرة

تتفقد الموقع وهي في طريقها إلى المدرسة، وعندما تقترب منها تقوم بإغلاقه وهي تتساءل متى سينتهي اهتمامهم المقيت بأمر نايت؟

ربما بعد أن يحصلوا على إشاعة أخرى يمكنهم أن يلوكوها في أفواههم ويجترّونها كلما شعروا بالملل؟

في وقت الاستراحة بقيت وحيدة كما العادة جالسة في صفها، وأجبرها الفراغ على فتح ذاك المنتدى على أمل أن شيئًا جديدًا أشغلهم عنه، ولكن وجدت الحال على ما هو عليه

زفرت بضجر ووضعت هاتفها على طاولتها، ولم يتسنى لها إبعاد يدها عنها حتى سُحِبت بغتة من سترتها الرمادية بقوة، فوقفت بصعوبة متزنة على قدميها ونظرت لمن سحبها بهذه الطريقة الهمجية

كانت ذاتها الفتاة التي تنمرت عليها حتى وصل بها الأمر لاتهامها أمام المدرسة بأكملها أنها سرّبت أسئلة الامتحان ومدّت يدها عليها

بكره واضح تحدّق في ميو، وقرنت نظراتها بقولها: لا تجلسي في منتصف الطريق أيتها الطفيلية...

تركتها ميو تمرّ من خلال مقعدها ثم عادت للجلوس دون أن يؤثر عليها تصرفها في شيء.. هذا أقصى ما صارت تفعله تلك الفتاة، محاولات جبانة في إيذائها بعيدًا عن أعين الناس التي قد تلتقطها في أي لحظة تفقد فيها حذرها

لحظة كهذه، حيث شعرت من ورائها أن شخصًا دخل الفصل من الباب الخلفي وتوجه نحو الفتاة التي أرادت أخذ حقيبتها، ومن باب الفضول نظرت للخلف حتى ترى من يكون

تفاجأت عندما وجدت ليديا قد أمسكت بحقيبة الفتاة قبلها وقامت برميها بعيدًا عنها وهي تقول لها بنبرة استعلاء: لا تضعي حقيبتك في منتصف طريقي أيتها الكسولة...

رأيتُ حلمًا... حيث تعيش القصص. اكتشف الآن