134 خيط أحمر

999 84 156
                                    

أُزحيت الستارة الثقيلة عن النافذة الكبيرة في غرفة كريس، ليس بشكل كبير ولكنه كان كافٍ ليسمح بضوء الشمس المتسلل من وراء الغيوم أن يغمر غرفته

شريط شعاعي هارب تسلّط على وجه سيلينا متسببًا في زعزعة استقرار غفوتها حتى انهار نُعاسها ولم يبقى منه سوى آثاره، فأُجبرت على فتح عينيها وإغلاقهما عدة مرات إلى أن تعتاد الضوء

كانت مضطجعة على السرير ووجهها يُقابل النافذة، ولكن حركة كريس الذي أزاح الستائر عنها أخفى الشعاع عن وجهها بجسده

استدار إليها عندما استشعر منها حركة فوق السرير لا تدلّ على أنها بقيت مستغرقة في نومها، وابتسم بخفة عندما رآها بالفعل قد استيقظت لترفع ظهرها وتسنده على الوسادة بينما تمسح على وجهه وتكتم تثاؤبها

- لقد تسببتُ في إزعاج غفوتك

هزت رأسه نفيًا تُثبّت خصلات شعرها الأمامية للخلف بأصابع يديها: من الجيد أنني استيقظتُ أصلًا.. لا أعرف حتى كيف وقعتُ نائمة دون أن أشعر

ثم تفقدت الساعة من خلال هاتفها بعد أن عثرت عليه مختبئًا بين طيّات البطانية لتجد أنه لم تمرّ سوى ساعة منذ وصلت

لقد كانت حقًا غفوة...

عليها ألا تستغرب بعد الآن سقوطها في النوم فجأة عندما يكون كريس بجانبها نائمًا.. لديه طريقة مسالمة في النوم تجعلها راغبة بترك كل شيء حتى تراقبه فحسب

وإن فعلت ذلك فهي ستفضّل التمتع بهذا السلام معه وتغفو دون شعور كما حصل للتو، وفي مرات سابقة أيضًا

ولكن ليس لدرجة ألا تشعر باستيقاظه وحركته في الغرفة وهو يقوم بروتينه الصباحي المعتاد...!

إلا أن توقعًا لهذا قد جاءها بصوت كريس الذي تقدّم ليُصبح أمامها وقد مسح بمفصل سبابته على وجنتها بخفة: من الواضح أنكِ متعبة للغاية

يقولها وكأنه ليس متعبًا هو أيضًا.. على الأقل كلاهما يعرفان سبب إنهاكها، ولكن ماذا عنه؟ يبدو وكأنه قضى ليلته يعاني من أوجاع مرض ما!

لونه شاحب وعيناه ذابلتان، حتى صوته ثقيل وكأن إخراجه من جوفه ليتحدّث به معها يحتاج منه مجهودًا لا يستطيع بذله

- وماذا عنك كريس؟ لا تبدو بخير على الإطلاق، حتى نايت.. هل حدث شيء لكم؟

كان نايت مستيقظًا عندما وصلت للمنزل.. جالسًا لوحده في الأسفل ينتظر وصول روبيرتو ليكون في استقباله

كل شيء كان طبيعيًا حقًا لو أنها لم تلاحظ الغمامة الكئيبة فوق الفتى، والآن بعد رؤيتها أيضًا تحيط بكريس فقد فهمت أن هذا هو جو المنزل

أُحبطت عندما رأته ينفي ما تراه عيناها بإيماءة من رأسه

هذا الكاذب السيء!! إنه لا يبالي بغيوم الحيرة في عينيه، ولا وجهه المرهق الذي يفضح انشغال باله بأمر ما.. يكذب فقط حتى يُسكتَها عن السؤال!

رأيتُ حلمًا... حيث تعيش القصص. اكتشف الآن