64 في المنتصف

1.1K 112 468
                                    

كان الوقت قد مرّ بالفعل منذ أن سُحِبت منهم قضية حلبة القتال غير الشرعية.. رغم أنه أقل من شهر قد مضى

قُتِل الطرف الآخر من القضية في السجن بسبب سجناء آخرين، مُخبِرهم الذي لم يقابلوه بعد قد تم إسكاته أيضًا، بعض المستندات فُقِدت من مكتبهم، أُعطِيت القضية لأشخاص آخرين وأغلقوها خلال أسبوع.. كأنها كانت قضيّة شائكة في خيال كريستوفر وزملائه فقط

أُجبِرت الأوضاع على أن تعود إلى طبيعتها.. لم تَسِر الأمور في مجراها برغبتها الخاصة، وكان الحال كذلك بالنسبة له، ولكن يبدو أن التمثال المرأة البرونزي معصوبة العينين والتي تحمل ميزانًا في يدها كانت قطعة قماشها بالية يمكن الرؤية من خلالها حتى تختار عدالتها الخاصة وتوزّعها على من يُثقِل ميزانها بما تشتهيه النفس

بالرغم من مضيّ أكثر من ثلاثة أسابيع على ذلك اليوم الذي لم يستطع أحدٌ منهم استيعاب أحداثه، لا يزال حتى الآن لم يتخطى إغلاق القضية بهذه السرعة

لو تمت رشوة الأعلى منهم ليتستروا عنها فلماذا كلّفوا أنفسهم عناء نقلها إلى فريق آخر؟ كان من الممكن أن يفعلوا ذلك وملفاتها معهم

مهما فكّر في الأمر فإنه يجده غريبًا من كل النواحي، ليس وكأن أحدًا منهم مرتبطٌ بالضحايا!!

لقد أغلق على غضبه في داخله وبقيت التساؤلات وحدها من تذكّره باستسلامهم السريع عنها.. ما من شكّ أن الكثير من الشخصيّات الهامة متورطة فيها ولو زاد التحقيق فيها قليلًا سـ يتم جرّهم واحدًا تلو الآخر من أطرافهم ليُظهِروا فسادهم.. ربما كان إبعادهم عنها قرارًا يصب في صالحه؟

أرغم نفسه على التفكير بهذه الطريقة.. ليس وكأنه يريد أن يصبح بطل العدالة أو شيئًا من هذا القبيل! يملك حياة يريد أن يحافظ على توازنها

على الأقل هو ليس من الأشخاص الذين تمت رشوتهم ليلملموا أجزاء هذه القضية وينظّفوا مخلفاتها.. بل هو ورفاقه تُرِكوا في منتصف الطريق دون أن يفهموا السبب

لعلّ التفكير بهذا الشكل يهدّئ ضميره الغاضب على أنانيته وتفكيره في نفسه فقط...

إذًا لماذا يعاود من جديد التفكير في هذا الأمر المفروغ منه؟

كان داخل غرفة الملابس، يُسنِد يديه على طاولة التزيين يتجنّب النظر إلى نفسه في المرآة ويوجّه بصره للأسفل، فوق شعره البني المبلل منشفة بيضاء صغيرة، ومن أطراف شعره كان الماء يقطر.. يرتدي قميصًا أسودًا لم يُغلِق أزراره بعد

أنهى استحمامه بعد عودته من العمل وفي خضم ارتدائه لملابسه وتجفيف شعره سرقت تلك القضية تفكيره وإحساسه بحاله حتى استوقفه السؤال الأخير لنفسه.. لماذا يفكر؟

وعلى تردد هذا السؤال شعر بحضور زوجته كورديليا في غرفة النوم، فاعتدل في وقفته.. أنزل المنشفه إلى كتفيه وقام بإغلاق أزرار القميص من الأسفل وصعودًا للأعلى

رأيتُ حلمًا... حيث تعيش القصص. اكتشف الآن