في الأيام الماضية التي تلت فصل آندريه التأديبي من المدرسة كان الفتى غير مبالٍ بالتواريخ وتعاقب أيام الأسبوع.. تركها تمرّ عليه دون أي اهتمام في تحديد هويتها.. ذلك حتى قرر ريو زيارته لأجل الدراسة وقضاء الوقت معه خلال ذلك
أصبح عندها مهتمًا أكثر بالوقت ومعرفة الأيام.. في وسط الأسبوع سيأتي بعد فترة الظهيرة، ونهاية الأسبوع سيكون موجودًا عنده قبلها
هكذا أصبح للتقويم والساعة قيمة حتى يعرف متى عليه أن يستعد من أجل استقبال صديقه
واليوم هو عطلة الأسبوع، مما يعني أن ريو سيأتي باكرًا، وهذا ما جعله يستيقظ قبل موعده المعتاد
كان يقضي فترة الانتظار في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي التي لم يدخلها منذ حبس هاتفه في درج مكتبه.. كانت هنالك الكثير من الأشياء التي تنتظره، من تحديثات وأخبار جديدة، كما صندوق الرسائل كان ممتلئًا بالكثير من الحسابات التي راسلته طوال الفترة الماضية
لم يفتح أي واحدة من تلك الرسائل المكدسة، ولم يدخل أصلا إلى الصندوق حتى يرى إن كان أحد من معارفه قد راسله.. لا يريد أن يقع على رسائل كره واستفزاز وشتائم، من الصعب عليه أن يهدر ما تبقى من طاقته على هذه الأمور
ترك هاتفه عندما دخل ريو إلى غرفته وقد ابتسم كالمعتاد ترحيبًا به، ولكن ابتسامته اختفت عندما لاحظ شحوب وجه ريو، وكيف أن ملامحه البشوشة المعتادة قد خُطِفت منه ليحلّ البهوت مكانها
تجاوز آندريه كل عبارات الترحيب والسؤال عن الحال ليتقدّم من ريو قلقًا: مالأمر؟ ما الذي حدث معك ليبدو وجهك هكذا؟
إتكأ ريو على باب الغرفة وقد ظل صامتًا، ورغم كونها مدة قصيرة جدًا إلا أنها كانت كافية لتُفقِد آندريه صبره
عندها أمسكه ريو من ذراعه وقاده للجلوس معه على الأريكة، ثم حاول استعادة نفسه قبل أن يقول: حسنًا آندريه.. أنت تعلم جيدًا بأن جدّك يرحّب بزياراتي لك في منزله ولم يُصعّبها على أحد منا.. صحيح؟
- أجل أعرف.. فقد كنا نتحدّث عن الأمر بكثرة في اليومين الماضيين
- صحيح فقد مرّ يومان على تحديد مواعيد زيارتي لك بدقة، وفي كلا اليومين الماضيين كان العجوز المسؤول عن الخدم هو أول من يكون في استقبالي ليرافقني طوال الطريق إلى غرفتك
- لا يمكن أن يكون هنالك ترحيب أكبر من ذلك للقبول بوجودك في المنزل من أجلي.. إن جدي يعتني بك ويطلب من ذاك العجوز الذي يثق به أن يكون موجودًا وقتَ وصولك، ولكن من الممكن أن هنالك وجه آخر لمرافقته لك؛ لذا هل فعل لك شيئًا ما؟
- أنتَ مخطئ، فهناك صورة أخرى أكثر عُمقًا لإظهار هذا القبول، وهي تجاوز الرسميات تمامًا وتركي أدخل للمنزل وأخرج منه كما لو أنني شخص معتاد على الوجود هنا! ذلك العجوز لم يستقبلني ولم يرافقني أيضًا إلى هنا اليوم.. كانت هنالك خادمة فقط عند دخولي وقد أخبرتني على الفور أنك موجود في غرفتك
أنت تقرأ
رأيتُ حلمًا...
Romanceكنت أعيش حلمًا.. عرفت جزءًا من حقيقته ولكنني تظاهرت بالجهل.. أردت المضيّ قُدمًا فيه وكأنه الطريق الوحيد الذي علي أن أخوضه لقد كان حلمًا هشًا للغاية لم يتحمل ثُقل ذنبي الذي تركته خلفي بلا مبالاة، وتلك الصورة الزجاجية التي سعيت للحفاظ عليها بخوف تكسّ...