ملاحظة قبل القراءة: أحداث هذا الفصل حصلت قبل عام من بداية الرواية.. استمتعوا بقراءته
------
كان كل شيء صعبًا، حتى ظننت أنني لن أستطيع المرور من خلاله، سأبقى عالقًا فيما أنا فيه من اكتئاب وضياع أبد الدهر
تغيب الشمس، ويمضي يوم.. تشرق الشمس، ويأتي يوم.. كان هذا هو الحال تمامًا معي أشبه بالدوران في حلقة مفرّغة، مساحة للتنفيس ولكن لا مخرج منها
أذكر جيدًا كيف كانت أيامي حالكة ومخيفة بعد استيقاظي بذهن خالٍ، ولكنها مرّت ونزفت كـ لون ذائب حتى تكشف لي عن حقل أخضر منبسط ينتهي مع بداية السماء في الأفق
يمكنني القول أنني وبطريقة ما أعيش حياة طبيعية، أو روتينية بلا أي شيء مميز، وربما فارغة من الأساس أقضيها كـ تأدية واجب فحسب.. لست متأكدًا من الطريقة التي يمكنني أن أصف بها حياتي سوى أنه "لا بأس بها"
في منتصف العام الدراسي السابق قام أبي بتحويل ملفي إلى مدرسة رويال فورست، ولكن أكملت الفصل الثاني منزليًا.. كنت بحاجة إلى وقت طويل حتى أتقبل وضعي الجديد وأتأقلم معه، ثم بيئتي العائلية الصغيرة وبعدها أتهيأ للخروج إلى مجتمع أوسع
مع بداية العام الدراسي الجديد وعندما أصبحت في الصف التاسع عدت للدراسة حضوريًا واعتبرت نفسي رسميًا طالبًا منتقلًا إلى رويال فورست.. فقط عندما دخلتها كأي طالب يدرس فيها
راقتني المدرسة كـ شكل وبيئة وتفاصيل، ولكن كـ مجتمع لم تحز على إعجابي.. المشكلة لم تكمن في رويال فورست باسمها بل في أشخاصها
كان الانخراط صعبًا حقًا مع الطلاب، وتلك الصعوبة كنتُ أنا مصدرها في الحقيقة..
لو سألني أحد عن مدرستي السابقة فبماذا سأجيبه؟ لا يمكنني لفظ كذبة كبيرة وتأليف حياة مدرسية كاملة وحكايتها على كل من يسألني.. في نقطة ما سأصبح عاجزًا عن السيطرة عليها وسرعان ما سيُكشَف تخبط كلامي وكذبي، ثم ماذا؟ الأسوء بالتأكيد!
لا بأس بالكذبات البيضاء الصغيرة للتهرب من موضوع ما أو إغلاقه، ولكنها لن تكون ذات فائدة دائمة، سينتهي الأمر بابتعاد الجميع عني عندما يلاحظون أني منغلق عنهم...
لذا الحل كان كالتالي.. "اعزل نفسك قبل أن يعزلوك من حولك عنهم!"
لا يوجد أسهل من هكذا حل في تنفيذه، ونتائجه سريعة ومفيدة حقًا...
منذ البداية لم أكن راضيًا عن جعل هؤلاء الفتية والفتيات زملاء لي، وهذا الحل وفّر عليّ جهد إبعاد من لا أريده.. كما لست أملك طاقة للبحث عن الأشخاص الجيدين إن افترضنا وجودهم.. وضع الفتى الانطوائي أفضل
"ادرس.. احصد درجات مرتفعة.. تخرّج! افعل كل ذلك وانتهي من حياتك الدراسية بسلام".. هذا ما كنت أقوله لنفسي كل صباح
أنت تقرأ
رأيتُ حلمًا...
Romanceكنت أعيش حلمًا.. عرفت جزءًا من حقيقته ولكنني تظاهرت بالجهل.. أردت المضيّ قُدمًا فيه وكأنه الطريق الوحيد الذي علي أن أخوضه لقد كان حلمًا هشًا للغاية لم يتحمل ثُقل ذنبي الذي تركته خلفي بلا مبالاة، وتلك الصورة الزجاجية التي سعيت للحفاظ عليها بخوف تكسّ...