94 آندريه مارشال

889 110 293
                                    

الموسيقى والأغاني الهادئة لا تصبح كذلك عندما يكون صوتها مرتفعًا للغاية.. تتحول إلى إزعاج وضجيج

ولكنها لم تكن كذلك لآندريه مارشال بعد أن اعتاد تشغيلها بمستوى صوت مرتفع يجعل غرفته بمعزل عن باقي البيت

رغم أناقة غرفته وحداثتها إلا أنها كانت تعتبر نمطية مثل كل الغرف ما عدا زاوية مميزة منها لمكتب الدراسة الذي حوّله إلى مرسمٍ مصغّر له يمارس فيها هوايته فقط

رتّب على سطحها عُلب الألوان وحقائبها وحاملات أقلام الرصاص والفرش وغيرها من الأدوات، ولا يمكن نسيان تلك المختبئة في الأدراج

كان يبدو كلّ شيء مكدّس فوقه وفوضويًا، ولكن بالنسبة له لا يمكن أن تكون أغراضه مرتّبة أكثر من ذلك.. المهم أنه يعرف مكان ما يحتاجه ويستطيع الوصول إليه بسرعة

جلوسه عند المكتب هذه المرة لم يكن بسبب لوحة ما يحتاج التركيز عليها، بل لأن ما في هاتفه أشغله بالكامل عن كل شيء.. حتى عن التمتمة مع كلمات الأغنية

كان بالفعل قد تصفّح حساب نايت منذ فترة، ولكنه في كلّ مرة يعود إلى نفس الصورة نشرها قبل أشهر لـ هرّين صغيرين.. أحدهما رمادي اللون والآخر أشقر

كونه يحب الحيوانات كثيرًا فقد أسره مظهرهما وهما نائمين بجانب بعضهما، ومع صِغَر حجمهما لم يستطع أن يتجاوز التأثير الذي تركاه عليه

ربما أصبحا أكبر حجمًا الآن.. لو يحصل على تحديث آخر من نايت لهما يمكنه المقارنة من الشاشة بطريقة ما

"إنهما لطيفان حقًا"

تذكر سؤال نايت إن كان يمتلك حيوانًا أليفًا أم لا.. دائمًا ما كان يتمنى أن يجيب بـ "نعم" عندما يطرح أحد عليه هذا السؤال، وقد طُرِح فعلًا بدون أن يستطيع إعطاء الإجابة التي يرغب بها

حاول ذات مرة إقناع والدته بأن يقتني جروًا صغيرًا، وبعد رفضٍ لمحاولاته الكثيرة استسلم تمامًا ولم يفتح موضوع العناية بالحيوانات الأليفة معها أو مع والده

حصل ذلك عندما كان في السادسة من عمره، أي في الصف الأول الابتدائي

لأن مجمّع مدارس رويال فورست قريبة من منزله نوعًا ما فقد كان يذهب إليها ويعود منها سيرًا على الأقدام.. يفعل ذلك طبعًا بسرية عن والديه بعد أن يتفق مع السائق أن يتبعه بسيارته إن كان خائفًا عليه

كان السائق يتنازل بضعة مرات له، ولكن أكثرها كانت حازمة وتجبره على الجلوس في السيارة بكلّ أدب...

خلال واحدة من مرات سيره على الرصيف حيث كانت الأشجار مصطفة على طوله وتملؤ الشجيرات الصغيرة الفراغات بين كل واحدة سمع صوت خافتًا لفتَ انتباهه

راح يبحث بين الشجيرات عن مصدره حتى عثَر على صاحبه الذي كان جروًا صغيرًا جدًا وضعه أحد ما داخل صندوق كرتوني تاركًا إيّاه يئن من البرد والجوع

رأيتُ حلمًا... حيث تعيش القصص. اكتشف الآن