26 سرّ

1.2K 136 474
                                    

هل على كارلا أن تكون مزعجة صباح كل يوم؟!

إنه السبت.. عطلة! لماذا تفتح الستائر في وقت مبكر من الصباح لتوقظني من النوم بطريقة صامتة مع استفزاز عالٍ؟!

سحبت البطانية لأعطي رأسي حق التغطية وحجبه عن ضوء الشمس الذي ملأ الغرفة.. أريد أن أُكمِل النوم لأطول وقت ممكن، ولكن أدركت أن هذه رغبة ستتلاشى بسبب عيوني التي أدمعت ومضطر لفركها حتى لا تسيل الدموع على وجهي وتضايقني

دلّكتهما وأنا لا أزال أسفل البطانية وفي ظلامها.. أغلب الأسبوع كانت الأجواء غائمة، اليوم فقط قررت السماء أن تكون صافية!

شعرت بـ مرتبة السرير تنخفض عند أقدامي بسبب جلوس شخص ما عليها، اضطربت قليلًا فمن ذا الذي سيجرؤ على الجلوس هنا إن كنت الوحيد الموجود هنا من أصحاب المنزل؟!

- ألن تستيقظ؟

طارت كل آثار النوم من عيوني عندما سمعت السؤال وفزعت للصوت، فرفعت نفسي على الفور في ذات اللحظة التي سُحبت البطانية من فوق رأسي وهتفت: جدي!

كان هو بالفعل جالسًا بقربي وابتسامة مرحة تعلو محيّاه وهو يلوّح بيده لي: صباح الخير نايت...

عجز عقلي عن قول شيء وهو يحاول استيعاب أن جدي الذي يُفتَرض أنه في الريف الآن موجود في لايدن دون أن يعطيني خبر.. حتى لساني عاجز عن رد تحيته التي قالها بكل بساطة لي

جُذِب اللحاف الذي كان فوقي للجهة اليمنى قليلًا فنظرت إليه وأنا مصدوم من وجود شخص آخر على نفس السرير، ولم يكن هذا الشخص إلا أبي الغارق في النوم وقد سحب البطانية ليضع طرفها أسفل رأسه

- لماذا أبي نائم هنا؟!

كان هذا الشيء الوحيد الذي استطعت التفوه به مستنكرًا.. منذ متى؟ لماذا لم أشعر بشيء؟!

نظرت لجدي الذي كرر سؤالي مستغربًا: لماذا نائم هنا؟ إنها غرفته!

باستياء: أعرف ذلك، ولكن...

قال جدي وهو يشير إلى باب الغرفة: ذهبت إلى غرفتك قبل قليل لإيقاظك ولكنني وجدتها فارغة، وعندما سألت مدبرة المنزل عنك أخبرتني أنك تنام هنا فـ ظننت أنك جئت في منتصف الليل إلى غرفة كريس للنوم معه

انفعلت ضربات قلبي من كلامه: بربّك جدي! هل أنا طفل صغير حتى أفعل ذلك؟!

وضع سبابته أمام شفتيه: شش.. ستوقظه!

وضعت يدي على فمه فورًا وأنا استرق النظر إلى أبي الذي لم يتحرّك رغم الضجة البسيطة الحاصلة بجانبه، ويدي الأخرى أرخيتها على قلبي الذي يخفق بسرعة مسببًا لي حرارة وكأن جسدي لم يكن يحتفظ ببرودته طوال فترة نومي.. لا أعلم هل هو من فزع رؤيتهما فجأة أو من كلام جدي غير المعقول والذي أنا متأكد أنه قال ذلك لإغاظتي!

رأيتُ حلمًا... حيث تعيش القصص. اكتشف الآن