رأيتُ حلمًا...

117 أمنيات

"وقت الشاي"

بدأ هذا التقليد الفيكتوري عن طريق دوقة كانت تشعر بالجوع دائمًا في الساعة الرابعة عصرًا.. نظرًا للفاصل الزمني الكبير بين وجبتيّ الغداء والعشاء

فكانت تطلب إبريق شاي ممتلئ مع أكوابه، وتُقدّم معه الشطائر والمخبوزات، فيصبح بذلك وجبة خفيفة مُسكتة للجوع

حكى لي جدي نشأة وقت الشاي عندما كنتُ طفلًا، وكيف انتشر هذا التقليد في الأرجاء لتُقام حفلات باسمه يجتمعن فيه النسوة غالبًا

وبهذا أصبح مناسبة اجتماعية تناقلت كعادات لا يزال هنالك من يتبناها حتى هذا الوقت، حيث لا أجده الآن مخصصًا للنسوة كما كان في الماضي

بل وقتًا عائليًا ووجبة من الممكن أن تصبح روتينية مثل الغداء والعشاء، باختلاف أنها أقل أهمية منهما فلا يأتيها إلا من كان متفرغًا في المساء

عندما أفكر في بدايات هذه العادة وكونها تطورت إلى مناسبة اجتماعية تخص النساء فإنني أجد مصطلح "وقت الشاي" هو تورية عن حقيقة أنها مجالس للغيبة والنميمة

لا بدّ أن الأمر كان هكذا في تلك العصور القديمة!! وتطور الوضع الآن ليشمل جميع أفراد العائلة بدلًا من نسوة الحي أو ما شابه

عدا أن عائلة روبيرتو فينيارد المعروفة باحترامها وأخلاقها الرفيعة هي استثناء من الحقيقة الشنيعة

بل هي استثاء من كل شيء جيد وسيء يحمله هذا المصطلح

"وقت الشاي" هو "وقت الشاي"! لا أكثر من ذلك ولا أقل

نشرب فيه الشاي -أو القهوة إن أردنا- ونتناول الأطعمة الخفيفة محافظين على آداب المائدة بعدم الحديث عن أي شيء

حتى جدي الذي لا يحب هذا الصمت في العادة قرر الالتزام به وإعطاء تصفح ما في هاتفه أهمية أكبر منا

أبي الذي يجلس مقابلي على طاولة الطعام يفعل ذات الشيء أيضًا

مثلما تشاركا جدي وأبي الفعل، كنا أنا وماكس كذلك.. كلانا يدرس استعدادًا للاختبارات النصفية قبل عطلة الشتاء

أو لنقل أن هذا هدف ماكس وحده من الدراسة الآن، فالوقت يداهمه بالفعل، ولم يتبقى له سوى بضعة أيام على عودته إلى لايدن

أما أنا...؟ حسنًا، كوني مفصول من المدرسة لبعض الوقت لا يعني أن أعيش هذه الفترة وكأنني في عطلة الصيف

لا زلتُ أستقطع وقتًا كافيًا من يومي لأجل الدراسة، فعندما أعود للمدرسة سأكون قادرًا على اللحاق باختبار مادتين أو ثلاثة، ولن أتحمل خسارة درجة واحدة فيهم

كما يجب أن أضع أملًا في رأفة المدير ليوافق على التعويض عن كل الاختبارات التي لم أخضع لها بسبب قراره القاسي