إنه يوم جميل..
كما لو أن العالم أجمع مرّ بـ ليل طويل ماطر كاد لا ينتهي، وبعد يأس حلّت الشمس وقامت بتشتيت الغيوم وإرسال أحزمتها الضوئية من خلال شقوقها، ينعكس شعاعها على قطرات المطر الباقية من الليلة الماضية.. عالم نقي شديد الوضوح، كـ صباح في نعيم دنيوي
لا يعرف نايت السبب الذي يجعل اليوم جميلًا في نظره، لا شيء مميز فيه سوى أن ليا ظهرت أمام مدرسته فجأة وأخذته مع صديقه إلى منزلها
لعلّ ذلك يكمن في الأشخاص الذين سـ يقضي اليوم معهم...
كيف يمكن أن يكون لكل شخص عالمه الخاص به؟ بعيدًا عن المادة فإن الروح هي جوهر العالم.. لا معنى من وجود كل ما هو ماديّ ما لم يتواجد كيان يستمر في صقله وتغييره وتعديله ليتلاءم معه.. سيئًا كان أو جيدًا
بهذه الطريقة يصبح للجميع عالمهم الخاص بهم.. جميعنا جزء من عوالم كثيرة متشابكة.. حاكمون ومحكومون
الأشخاص الذين أشركناهم في عالمنا هم السبب في جعل أيامه تتقلب ما بين الجيد والسيء، أو البقاء في المنتصف كـ يوم لم يُحدد مصيره
وربما هكذا هو الأمر بالنسبة لـ نايت، وجود ليا وشيون جعلاه يومًا جميلًا، يمكنه أن يستنشق الهواء ويتركه يتغلغل إلى أعماقه دون أي مشكلة لـ شدّة نقائه
عندما وصلوا إلى المنزل تفاجأ هو وليا من كونه فارغًا.. كانت تقول الأخيرة بأن آليستر ينتظرهم ولكنه غير موجود، ولا أي أثر يدل على أنه كان في المنزل من الأساس
عندها اتصلت به ليا لتسأله عن مكانه، لم يعرف نايت أي شيء سوى أنه في طريقه لمنزلها كما قالت، وهو بطبيعة الحال لم يسأل عن مكانه.. ليس مهتمًا، الأهم من كل ذلك أنه سيأتي
صعدت ليا بـ ابنتها التي غلبها النوم في السيارة إلى غرفتها، ثم نزلت ودخلت المطبخ لتكمل إعداد طعام الغداء والذي جهزت مكوناته من الليلة الماضية
أما نايت فقد أخذ شيون إلى شرفة واسعة ليجلسا فيها بما أن الجو صحوٌ ولطيف.. ليس هذا السبب الوحيد، فاستياؤه من أن صديقه قد تخطى منزله ودخل إلى منزل آخر لا يزال يلازمه، ويحاول بأي طريقة أن يخفف عن نفسه انزعاجه؛ لذا اختار شرفة تطلّ على منزله ليجلسا فيها
بالرغم من أن المنزلين متجاورين إلا أن كل واحد منهما تفرّد بمساحته الخاصة دون أن يسبب أحدهما ضيقًا للآخر.. حدود واسعة تفصلهما عن بعض، وهذا يجعل بيت نايت يبدو بعيدًا بعض الشيء من الشرفة التي يجلسان فيه
كان يشير إلى الجزء العلوي من بيته والظاهر من فوق الأشجار وهو يقول: ذلك هو منزلي..
ثم استدار إلى شيون وأردف متبرمًا: ألا تشعر بشيء وأنت تشاهد منزل صديقك من بيت شخص لا تعرفه؟
أنت تقرأ
رأيتُ حلمًا...
Romanceكنت أعيش حلمًا.. عرفت جزءًا من حقيقته ولكنني تظاهرت بالجهل.. أردت المضيّ قُدمًا فيه وكأنه الطريق الوحيد الذي علي أن أخوضه لقد كان حلمًا هشًا للغاية لم يتحمل ثُقل ذنبي الذي تركته خلفي بلا مبالاة، وتلك الصورة الزجاجية التي سعيت للحفاظ عليها بخوف تكسّ...