في الأمس عندما كنت متواجدًا مع ماكس أخبرني بأن طالب تبادل سيأتي اليوم إلى فصلنا من الشعبة الثانية، وربما يكون هذا الطالب هو ميو
في تلك الشعبة يوجد أربعة طلّاب تبادل، واحتمال وجود أحدهم في فصلي متساوية بالربع، فلماذا غلب ظني بأن تكون ميو هي الراجحة في كفوف متماثلة الوزن؟
كنت آمُل، وليتني لم أتأمّل ذلك! فالطالب الذي انتقل إلى فصلنا اليوم فتاة اسمها ليديا فوستر قادمة من مدرسة رويال فورست في أمستردام
زميلتي من المرحلة الإعدادية التي لم تربطني بها أي علاقة حتى في إيطار الدراسة، لماذا؟ لأننا درسنا في فصول مختلفة..
بالكاد كنت أعرف طلّاب صفي هناك، ومع ذلك كنت أعرفها هي بالذات.. كيف؟ لأنها كانت تواعد الفتى الذي دفع المعلّمة الحُبلى من الدرج وتسبب في إجهاضها لجنينها الذي نُفِثَت في الروح.. آندريه مارشال
فتاة مثلها كانت حبيبة لـ صبي دنيء.. رأيتها تتردد على فصلنا مرارًا للحديث معه ومع أصدقائه.. فتاة اجتماعية يتحلّق الجميع حولها منجذبين
لو أردت أن أشبهها بمن أعرفه، فسأقول أنها النسخة الأنثوية من شيون.. الفرق في إنها أكثر هدوءًا واختباءً عن الأنظار ولا تبرز إلا عندما تريد ذلك، بعكسه هو الذي يبرز بوضوح أينما حطّت أقدامه
انفصلت عنه بعد تلك الحادثة.. لم تعد تأتي للفصل، بل كنت أراه يلاحقها أينما ذهبت وهي تستمر في تجاهله.. كانت فتاة صبورة لتتحمل شخصًا مقرفًا مثله
بعد نهاية حصة الكيمياء وعودتنا من المعمل إلى الفصل أخذتُ دفتر المادة إلى جانب كتابها، وكتاب الأحياء ودفتره وذهبت إلى مقعدها الذي كان موضوعًا في أقصى يسار الفصل عند النوافذ، وفي نفس الخط الذي أجلس به
وضعت ما كنت أحمله على طاولتها وجلست على الكرسي الذي يتقدّم مقعدها وقلت: معلّمونا مختلفون لذلك يمكنك أخذ هذين الكتابين حاليًا لتنسخي ما تحتاجينه منهما، سأعطيكِ ما لا أحتاجه بعد نهاية الدوام
حدّقت بي للحظات وهي مستغربة فيما كنت أتجاهل ذلك تمامًا وأركز نظري على ما هو أمامي.. سمعت تنهيدتها فـ نظرت إليها لأجدها قد فتحت كتابي لتتصفحه وهي تقول: شكرًا على خدمتك فينيارد
أجبتها بهمهمة خفيفة ولم أعد أدراجي حتى رفعت رأسها وقالت بشك: لماذا أجدك مريبًا؟
هززت كتفاي بلا مبالاة: أنتِ أدرى بذلك.. لماذا؟
- كنتَ منعزلًا في رويال تمامًا ولم تصاحب أحدًا، وعلى عدد من المرات لا التي أتيت فيها إلى صفة ولا يمكن إحصاؤها لم تتحدث معي.. الآن فقط جئتَ هكذا دون سبب أو معرفة سابقة
ضيّقت عيناي: أساعد زميلتي من مدرستي السابقة بما أنكِ لا تعرفين أحدًا في هذا الفصل غيري، ثم الشخص المريب هنا هو أنتِ.. هل كنتِ تراقبينني كلما أتيتِ لفصلي؟
أنت تقرأ
رأيتُ حلمًا...
Romanceكنت أعيش حلمًا.. عرفت جزءًا من حقيقته ولكنني تظاهرت بالجهل.. أردت المضيّ قُدمًا فيه وكأنه الطريق الوحيد الذي علي أن أخوضه لقد كان حلمًا هشًا للغاية لم يتحمل ثُقل ذنبي الذي تركته خلفي بلا مبالاة، وتلك الصورة الزجاجية التي سعيت للحفاظ عليها بخوف تكسّ...