أصبحت لدي عادة أجهل طريقة اكتسابي لها.. كلما كنت متفرغًا في المدرسة ولا أملك شيئًا محددًا لـ فعله فإن أول مكان يخطر في بالي لأذهب إليه هو مكتب شؤون الطلبة، بالطبع بعد أن أتأكد أن ماكس موجود فيه وليس منشغلًا
أو حتى وإن كان مشغولًا فهو يتركني معه، ينهي عمله سريعًا ثم يأتي لـ يقضي ما تبقى من وقت فراغي معي
عندما قررت أنه يجب أن أتقرّب منه كنت أريد ذلك من أجل مصلحة، ولكن الأمر تطور إلى شيء أصبحت معتادًا ومرتاحًا بـ فعله
هذه المرة كـ سابقاتها.. في وقت الاستراحة ذهبت للمكتب حتى أجلس فيه إلى أن ينقضي الوقت ويقترب موعد الفترة الرابعة.. ما اختلف في الأمر أنني ذهبت دون أن أرسل لماكس أنني قادم إليه حتى يخبرني إن كان موجودًا أم لا، في كل الأحوال هو سيسمح لي بالدخول
عندما دلفت للغرفة وجدتها كما العادة فارغة إلا من شخص واحد، وهوية هذا الشخص هي الشيء الوحيد الذي تغيّر فيها
كانت ديانا دي ماريا مستلقية على الأريكة وجعلت من ذراعيها وسادة لرأسها، بَدَت لي مستغرقة في النوم من بعيد، ولكن عندما اقتربت منها رأيت جفونها تتحرك، كما يبدو أنها متضايقة من وضعيتها
وقفت عندها في ذات اللحظة التي رفعت بها جسدها فجأة وهي تتأفف ضجرًا، فابتسمت ابتسامة متكلفة: أرجو أنني لم أزعجكِ في وقت قيلولتك...
التفتت إلي بسرعة وبتفاجؤ: فينيارد!!
أومأت إيجابًا لها فيما قامت هي بتعديل جلستها على الأريكة وترتيب شعرها بينما تقول: على الإطلاق، لم أكن نائمة أساسًا
ثم أشارت لي بالجلوس جانبها ففعلت وأنا أقول: ولكن يبدو أنكِ كنتِ تحاولين
زفرت أنفاسها وأسندت رأسها إلى قبضتها قائلة بملل: أجل.. كنت أحاول تجاوز شعور الجوع بالنوم
سألت مستغربًا: لماذا لا تتناولين الطعام إذًا؟ إنه وقت الاستراحة
أجابت: لا يمكنني.. إنني أقوم بـ حمية غذائية وسأقع في مشكلة لو أفسدتها بـ ضعف إرادتي
- لماذا حمية غذائية وأنتِ مغنية؟
- لأنني أصبحت عارضة لعلامة تجارية معروفة، وممثلة في وقتٍ قريب
ثم نظرت إلي بنصف عين: لا تبدو مهتمًا بأخبار المشاهير!
أجليت حنجرتي وأجابتها دون أن أنظر إليها: ليس كثيرًا حقًا...
ثم عدت للموضوع السابق قبل أن يتخذ حديثنا مسارًا لا أفقه فيه شيئًا: ولكن من المذهل حقًا أنك ستصبحين ممثلة! إلا أنني لا زلت أتساءل هل الأمر يستحق حمية؟ عدا عن كونك عارضة بالطبع
- آه.. هذا لأن الدور الذي قُدّم لي هو لشخصية عارضة أزياء عشرينية
- دور أكبر من عمرك...
أنت تقرأ
رأيتُ حلمًا...
Romanceكنت أعيش حلمًا.. عرفت جزءًا من حقيقته ولكنني تظاهرت بالجهل.. أردت المضيّ قُدمًا فيه وكأنه الطريق الوحيد الذي علي أن أخوضه لقد كان حلمًا هشًا للغاية لم يتحمل ثُقل ذنبي الذي تركته خلفي بلا مبالاة، وتلك الصورة الزجاجية التي سعيت للحفاظ عليها بخوف تكسّ...