72 مفترق طُرُق

978 101 498
                                    

بعد مرور ثلاثة أيام وجدتها كورديليا كافية لتبقى في منزل عائلتها قررت أن تعود إلى بيتها.. بالرغم من الحزن الذي يطغى على أجواء قصر آل ديفاريوس إلا أن الأوضاع مستتبة، ولا بدّ أن كل شخص يحتاج وقتًا لنفسه بعيدًا عن الآخرين

استيقظت في الفجر وقامت بحزم أمتعتها القليلة استعدادًا للمغادرة وزيارة عائلة فينيارد حيث قضى كريس مع الطفلين أيامهم الماضية هناك

قد يحالفها الوقت وتصل إلى منزل عائلة زوجها مبكرًا قبل أن يغادر كريس مع ماكس حتى يوصله إلى المدرسة.. اشتاقت له ولنايت كثيرًا.. المكالمات الهاتفية السريعة لم تكن كافية على الإطلاق

تبقى لها القليل من الأغراض حتى تضعها في حقيبتها كانت مكومة على السرير، وبينما تقوم بترتيبها قبل أن تُدخِلها طُرِق باب غرفتها وفُتِح

القميص الذي كان في يدها أخفضته إلى ساقيها عندما دخل والدها إلى الغرفة.. لم تظهر أي تعابير على وجهها، وكان الأمر ذاته بالنسبة لـ هاريس الذي وقف أمامها

سألته: هل من مشكلة؟

رد سؤالها بواحد آخر وعيناه تعلقتا بحقيبتها: ما الذي تفعلينه؟

- كما ترى.. أقوم بحزم أمتعتي لأعود إلى منزلي.. غبتُ بما فيه الكفاية عن الأطفال

- وهل سَبَقَ وأن قلتُ أن بإمكانك الرجوع إلى ذلك البيت عندما تمر ثلاثة أيام؟ أنا لم أسمح لكِ بذلك...

عجزت عن التحكم في ملامحها.. هُزِم جمودها أما رغبة ابتسامتها الهازئة في الظهور: ذلك البيت؟ المكان الذي سأقصده هو منزلي، ومن سأذهب إليهم هم زوجي وأطفالي.. هل أحتاج إلى إذن منك حتى أكون معهم؟

- بالطبع لا تحتاجين؛ لأنكِ لن تخرجي من هذا البيت من الأساس!

حدّقت فيه مستنكرة: أبي!!

- موضوع زوجك وما فعله لم ينتهي بعد.. تأجّل فقط بسبب الظروف التي مررنا بها.. مغادرتك من هنا مرفوضة حتى أرى ما خطبه!

رمت القميص على السرير ووقفت لتواجهه بانفعال: أخبرتك مرارًا أنه لم يفعل شيء، لم يقم بأي خطأ.. لماذا تتجاهل كل ما أقوله وتستمع لما في عقلك فقط؟! أ لهذه الدرجة من المستحيل فهم كلامي؟!

- ما أفهمه أنكِ مستميتة في الدفاع عنه من أجل الطفلين واستقرارهما.. لا أعلم ما الذي تخافينه حتى تتستري عليه بهذه الطريقة!

- أنتَ غير معقول حقًا! من به خطب ما هو أنت يا أبي وليس كريس! كيف.. كيف استنتجت أن كأسًا مكسورًا كـ أي كأس في هذه الحياة سببه هيجان شخص ثمل!!

- لأن الأمر كان يبدو بهذه الطريقة...

- بل كان يبدو في مخيلتك بهذه الطريقة!

صرخ فيها: يكفي!!

أجبرت كورديليا جسدها ألا يُظهِر ردة فعل انكماشية من علو صوته عليها

رأيتُ حلمًا... حيث تعيش القصص. اكتشف الآن