دائمًا وأبدًا.. كان الادّعاء بأنه على ما يرام ملاذًا له ولضعفه من أعين الأشخاص الذي يتلذذون برؤيته مسكورًا.. ليس ذلك فقط، وحتى يعيش يومه بشكل طبيعي أيضًا، فربما لو واصل سيأتي يوم لن يكون عليه التظاهر
لهذا السبب لا يزال مستمرًا في فعل ذلك من أجل نفسه قبل كل شيء، وبعد كل شيء.. لا يتأثر علانية، وهذا تفسير ما قالته تلك الخادمة أنه بلا مشاعر إنسانية
لم يسمع ذلك منها وحدها في الحقيقة.. كان هنالك أشخاص قالوها له، وإن لم يفعلوا بأصواتهم فإن نظراتهم الموجهة نحوه نطقت بذلك
كان ذلك ظرفًا مثاليًا لحياته اليومية حتى يعتقد الناس أن ماكسميليان يعيش حياته بـ رفاهية وترف بفضل عائلة ديفاريوس
ولكن كل شيء يتلاشى عندما يغلق باب غرفته على نفسه ويتجرد من مثالياته وترفه المزعوم، فلا يرى في روحه إلا الجروح الجديدة والندوب القديمة
آثار ذلك لا تنعكس فقط على جسده، حتى في لا وعيه.. من فترة لأخرى يحظى بـ نوم تقضّه الكوابيس المزعجة لأحداث مجتزأة من حياته..
يحصل ذلك عندما يصل إلى أقصى حدود احتماله من الادّعاءات الكاذبة والتزييف ولا يجد ثقبًا يفرّغ نفسه من كل ذلك سوى قضاء ليلة سيئة فوق اليوم السيء
وهذا ما حدث معه بالضبط وأجبره على مغادرة الفراش فجرًا بعد أن أُنهِك من الوقت الذي يُفتَرض أن يرتاح جسده وعقله وحتى مشاعره خلاله..
كان كابوسًا مريعًا لوقتٍ من طفولته يريد أن يبقيه سرًا عن الكل، ولو كان قادرًا على جعله سرًا عن نفسه أيضًا لفعل بدون تردد
جولة الركض التي حظي بها كانت أقصر من المعتاد بشكل واضح.. كان يشعر بـ الغثيان فعلًا ولم يستطع بذل مجهود أكثر مما فعل، فـ عاد أدراجه
دخل غرفته والعرق البارد متكثّف على جسده، ورعشة خفيفة كانت تعبث بأطرافه.. ودون أن ينزع ملابس الرياضة أو يغسل جسده استلقى على الأريكة الزرقاء الطويلة وشعر بشيء من الراحة بسبب ليونتها وكثافتها
إن خلد للنوم الآن فـ هل سيراوده نفس الكابوس؟
تجربة ذلك مرة أخرى سيكون بشعًا، إذ يكفيه أنه لم يغادر باله حتى الآن...
أرخى أهدابه على حدقتيه الغائمتين، وضجّ أذنه بأصوات صراخ وبكاء، وحتى تحطيم زجاج...
متى حدث ذلك بالضبط؟ حسبما يتذكر فإنه بعد تغيير اسمه من فينيارد إلى ديفاريوس ببضعة أسابيع.. ليس متذكرًا للفترة الزمنية بالضبط
أين وقع كل ذلك وصار الأمر سرًا؟ في الغرفة التي خُصّصت للمشاريب، والتي كانت أقرب لـ حانة منزلية، حيث أدرك أن أمه تقضي بعضًا من وقتها هناك.. تشرب حتى تتقيأ ثم تغط في النوم فـ تستيقظ بسبب تقيئها الصباحي
أنت تقرأ
رأيتُ حلمًا...
Romanceكنت أعيش حلمًا.. عرفت جزءًا من حقيقته ولكنني تظاهرت بالجهل.. أردت المضيّ قُدمًا فيه وكأنه الطريق الوحيد الذي علي أن أخوضه لقد كان حلمًا هشًا للغاية لم يتحمل ثُقل ذنبي الذي تركته خلفي بلا مبالاة، وتلك الصورة الزجاجية التي سعيت للحفاظ عليها بخوف تكسّ...