تفجّرت أقاويل بين طلاب وطالبات مدرسة رانسي أن رئيس مجلس شؤون الطلبة ماكسميليان ديفاريوس قد عاد مرة أخرى
كانت أغلبها مجرّد كلمات، فمن رأوه يدخل إلى مبنى الإدارة وطاقم التدريس لا يتجاوزون عدد أصابع اليد الواحدة
ولم يراه أحد غيرهم كونه استغرق وقتًا لا بأس به في المبنى لإنهاء بعض الأمور قبل أن يدخل المراقبون إلى القاعات وتبدأ الاختبارات
خرج ماكس من غرفة الناظرة إيلسا بلايث وهو يحمل في يده بطاقتين.. كانت واحدة منهما هوية الطالب التي تحمل اسم "ماكسميليان فينيارد" فأدخلها في محفظته مكان السابقة التي أخذتها الإدارة منه لإتلافها
والبطاقة الثانية كانت صغيرة معدنية ذات لون فضي نُحت عليها اسمه أيضًا.. اتجه إلى غرفة الانتظار الموجودة عند مكتب الناظرة حيث وضع حقيبته فيها
كانت توجد مرآة طويلة وقف أمامها ليقوم بتثبيت بطاقة الاسم على سترته الرمادية، وعندما انتهى نظر لنفسه مبتسمًا برضا
مرّ وقتٌ طويل على مظهره المدرسي هذا.. وقت كان كافيًا لتغيير شيء من شكله، وحتى كيانه
فها هو اليوم موجود في المدرسة كشخص حقيقي الوجود، ليس لديه أسرار ليُخفيها بعد الآن، ولا أمور يجب أن يحذر من قولها
لم يعد مضطرًا على محاسبة نفسه في أشياء ليس ذنبًا أن يفعلها أو يقولها
رغم أن هذا التغيير يُسعده، إلا أنها يتسبب في توتره.. أطراف أصابعه باردة، ويستمرّ في قبض كفّه بقوة ليفرّغ رعشته من ردة فعل زملائه على حالته الجديدة
لقب فينيارد يحمل سمعة سيئة في مدرسة رانسي بسبب المشاكل التي تورّط فيها نايت قبل انتقالهما.. هل سيكون هو الشخص الذي سيحمل على عاتقه آثار هذه السمعة؟
لا يمانع أبدًا...! يحاول تشجيع نفسه بذلك
يريد أن يرى من سيتجرأ ويكرر نفس تجربة نايت عليه أو يُحمّله نتائجها..
من هو الشجاع كفاية ليواجه ما حاولت الناظرة تجنّبه لتحمي مدرستها منه..
من هو الجريء الذي سيستمتع بأفعاله حتى بعد مقاضاة كريستوفر فينيارد له..
هذا النوع من الحماية المنيعة يطمئن قلقه ويهدّىء من توتّره، خصوصًا وأن الناظرة إيلسا تفاوضت مع والده حتى لا يستعجل ويقوم بمقاضاتهم على التشهير بنايت
للتو فقط عندما كانت في مكتبها كانت تخبره بمزاح يهوّن جدّية ذلك الوضع "يجب أن نعتني بك أكثر من طلاب التبادل حتى لا نسمع السيد كريستوفر فينيارد يقول لنا مرة أخرى أنه يرحّب بنا في ملعبه"
سيبقى تأثيره السابق موجودًا على الجميع، وسيزداد الآن وهو يحمل لقب فينيارد مع اسمه
لا يوجد شيء يخشاه أو يقلق منه، سوى شيء واحد جعله يتنهد عندما تذكّره وأفقده الثقة بنفسه والتي كادت تتلبّسه للتو
أنت تقرأ
رأيتُ حلمًا...
Romanceكنت أعيش حلمًا.. عرفت جزءًا من حقيقته ولكنني تظاهرت بالجهل.. أردت المضيّ قُدمًا فيه وكأنه الطريق الوحيد الذي علي أن أخوضه لقد كان حلمًا هشًا للغاية لم يتحمل ثُقل ذنبي الذي تركته خلفي بلا مبالاة، وتلك الصورة الزجاجية التي سعيت للحفاظ عليها بخوف تكسّ...