ما الذي حصل بيني وبين ماكس بعد ذلك؟
في الحقيقة لم يحصل شيء يذكر.. نتحدّث مع بعضنا وكأننا لا نزال نشبه أنفسنا عندما كنا صديقين تعرفنا في مدرسة رانسي، وليس أخوين تعقدت علاقتهما بسبب أحدهما
نشبه فقط ولا نتطابق.. فـ هنالك اختلافات وإن كانت لا تُذكَر لمن يرانا، فإنني أشعر بوجود شيء ما اختلف.. لم نعد كما كنّا نتحدّث بدون أي حواجز عمرية وبيئية
بالنسبة لبعضنا ففي السابق كنّا غريبين نفضي بمشاعرنا وأفكارنا ونملأ منتصفنا بكل ما يخطر على بالنا دون أن نخشى أي حكم مُسبق كان موجودًا لدينا اتجاه بعضنا
تعرّفت على أخي كـ رئيس شؤون الطلبة، وماكس تعرّف عليّ كـ فتى بذكريات قليلة.. أصبحنا هكذا أصدقاء بعد أن كنا أشقاء
أما الآن فأشعر بأننا لسنا هذا ولا هذا.. عالقان في المنتصف، أو دخلنا خانة جديدة غير معنونة وما من آثار فيها يمكننا من خلالها استقصاء واستنتاج نوع العلاقة التي باتت تربطنا ببعض الآن
كيف هو شعور ماكس إزاء علاقتنا الحالية وأحاديثنا؟
نعم.. هنا تكمن المعضلة بالنسبة لي.. لا أعرف ما هو شعوره، بينما سابقًا كنتُ أعرف.. صحيح أنه في أكثر الأوقات كان لا يتحدث، ولكن في بعضها فعل
عن عائلة ديفاريوس.. كيف يصف جيوفاني وجيمس ويسخر من طبعهما معه، كيف يجد محاولة التماشي معهما متعبة، وكيف تمرّ عليه أيام لا يهتم بما قد يفعلانه به إن أثار ضيقهما وغضبهما...
من خلال كلامنا مع بعضنا في المدرسة استطعت أن أستشعر بسهولة أن علاقته مع ديفاريوس سيئة، وأنهم مجموعة أشخاص غريبي الأطوار، ويحملون قسوة اتجاه من يفترض أن يكون أخاهم الصغير كنتُ أتعجّب لها
مجرّد كلام عادي كان يتخلل مواضيعنا لم أعاني من صعوبة في فهم طيّاته، أما الآن فـ يضايقني أنه بالكاد يتحدّث عن نفسه وهذا محى كل فرصة لفهم ما يمرّ به حاليًا
أفترض أن نايت الفاقد للذاكرة كان يُشعِره بالراحة أكثر مني
إلا أنني قد تغيّرت.. أستطيع أن أعيَ ذلك في ذاتي وكيف ينعكس ذلك في تصرفاتي.. كنتُ مسالمًا، وأصبحت أقلّ سلمية.. كنتُ هادئًا لا أُلاحظ، وأصبحتُ أقلّ هدوءًا ومُلفتًا بعض الشيء.. حضوري الذي اختفى قد عاد
لقد عدتُ إلى نفسي القديمة ذات الثقة الأكبر، وتمازج معها ما كان يُفترض أن يكون نضجًا ووعيًا في شخصيتي الفاقدة لذكرياتها.. اكتسبت بذلك اتزانًا أكثر في تصرفاتي
لقد كان الأمر مثلما قالت ليا لي في مدينة الألعاب.. أنني في وقت ما سأكون قادرًا على رؤية المشهد الكامل، ومن زاوية واضحة
أستطيع أن أفهم موقف أبي وماكس وكلّ من كان منخرطًا في حادث فقداني لذكرياتي وما سبقته من وقائع.. حصل ذلك بسبب اختياري الجهل
أنت تقرأ
رأيتُ حلمًا...
Romanceكنت أعيش حلمًا.. عرفت جزءًا من حقيقته ولكنني تظاهرت بالجهل.. أردت المضيّ قُدمًا فيه وكأنه الطريق الوحيد الذي علي أن أخوضه لقد كان حلمًا هشًا للغاية لم يتحمل ثُقل ذنبي الذي تركته خلفي بلا مبالاة، وتلك الصورة الزجاجية التي سعيت للحفاظ عليها بخوف تكسّ...