78 كاذب سيء

981 113 406
                                    

للغضب نار لا تنطفئ...

مع كل الوقت الذي انقضى بداية من عودتي إلى رويال فورست وحتى هذه اللحظة التي أدخل فيها غرفتي وأرمي بحقيبتي الرمادية عند طاولة التجميل أتأكد من ذلك

إنني غاضب حقًا...

نظرتُ إلى نفسي في المرآة الطويلة لـ باب الخزانة وأسندتُ كفّاي على الجهتين منها.. اتصال بصري بيني أنا وانعكاسي حيث لا أرى صورتي فقط، بل حتى ما أضمره من غضب في داخلي

كيف يمكنني تهدئة هذه المشاعر؟

إنها لا تخمد مطلقًا.. حتى الانتظار لا يفعل، بل يبقيها مستقرة مهما كانت قوتها مع احتمالية مرتفعة للزيادة والاشتعال أكثر.. إغلاقي عليها يعني بقاؤها على حالها، وجعلها تسوء مستقبلًا

لا أمانع حقًا في تفريغها على أي أحد.. حتى لو كان آدريان مارشال، في الحقيقة لا أجد شخصًا يستحق ذلك سواه دون أن أشعر بالندم

ولكن ذلك المزعج نفذ في الوقت المناسب له.. احتك بي في أول يومين فقط، وهذا هو الثالث حيث كان حديثه معي أمرًا مؤكدًا

لم يفعل.. لم يقترب.. ولولا أن إلقاء التحية من الآداب العامة التي يجب الالتزام بها ما كان سـ يفعلها، وبالطبع الصراخ في وجهه لأنه قال لي "صباح الخير" ليس عذرًا

أ كنتُ أُوهِم نفسي فـ حسب بوجود شيء يريده مني؟

هذا لا يهم الآن، وابتعاده عني أفضل بكثير.. لا ينقصني تملقه لي هذه الفترة مع ما أمرّ به..

إذًا على من أصرخ وأنفّس عن غضبي؟

لا أحد.. بالتأكيد لا أحد؛ لأنني عندما فعلتُ ذلك بالأمس مع ماكس لم يتغيّر شيء.. ازداد الغضب فـ حسب

الصراخ والشجار حل غير مناسب في هذا المنزل.. توجد أجهزة تبريد داخل أجساد أفراد هذا المنزل ولن يشكّل الأمر فرقًا معهم، بل وقبل كل ذلك أنا أسقطتُ حقّ نفسي في الغضب!

مؤسف أن الجهاز الذي أملكه قد تعطل ولا أمل لي في إصلاحه.. لو بقي يعمل ما كنتُ سـ أهتم بأي شيء، حتى إرسالي للمدرسة فجأة لن يعني لي شيئًا

اعتدلت في وقفتي وبدأتُ في نزع ربطة العنق ذات اللون البيجي عندما طُرِق باب غرفتي، فـ قلت: سأبدل ملابسي وأنزل...

- سيد نايت.. لقد وصلني اتصال من السيد كريس للتو

تركت معطفي العودي على السرير وزفرت.. أ من شيء آخر يريده السيد كريس من نايت؟

- ادخلي...

امتثلت الخادمة لما قلته وفتحت الباب.. وقفت عنده ورغبت بقول ما لديها لولا أنني قاطعتها: هل يقول أنه يريد إرسالي خارج هولندا خلال نصف ساعة هذه المرة؟

- لا يا سيدي..

من الواضح أنني أسخر، فلماذا هذه الإجابة الجادة وكأن فعله لذلك أمر يتوقعه الجميع؟

رأيتُ حلمًا... حيث تعيش القصص. اكتشف الآن