115 بوح

945 93 131
                                    

دخل آندريه مع والده إلى واحدة من غرف الضيوف الموجودة في قصر جده، وكان الأخير قد سبقه في ذلك وتوقف في منتصفها

واستجابة لوقوفه فعل آندريه ذلك مع الحفاظ على مسافة كافية بينهما

لم يلتفت سيدريك نحو آندريه، بل قام بتوزيع نظراته إلى زوايا الغرفة قبل ذلك حتى سأل آندريه باقتضاب: لماذا فعلتَ ذلك بأمي؟ ما كان عليكَ أن ترسلها إلى مصحة نفسية!!

أمال سيدريك رأسه قليلًا دون أن تظهر أي مشاعر على وجهه، كان جامدًا وهادئًا تمامًا، وكذلك صوته: لم أكن أكذب عندما قلتُ أنني أتيتُ لمشاهدتها وهي تؤخذ إلى المصحة.. لا شأن لي بما حصل لها، فلماذا يصعب عليك التصديق بأن هذه عاقبتها؟

- لأن مثل هذه الأفعال في حقها لن تصدر إلا منك!!

أومأ إيجابًا وهزّ كتفيه بتفهم: حسنًا.. لنقل أنني بالفعل سيء بهذا القدر، ولكن هل أنا الوحيد الذي قد يفكّر هكذا؟ ماذا عن جدك؟ لقد سمعتَه بنفسك وهو يقول أنه كان يخطط لإرسالها إلى نفس المكان في وقت لاحق.. ما الذي يجعله مختلفًا عني؟

- سيكون من المستحسن ألا تقارن نفسك بأي شخص؛ لأنني بكل تأكيد لن أرى في حياتي أحدًا يشبهك.. مهما بلغ سوء الناس الذين قد أقابلهم فلن يتجاوزوك، كن واثقًا من ذلك

التزم سيدريك بالصمت واقترب من آندريه الذي أشاح بوجهه بعيدًا عنه حتى أصبح أمامه مباشرة.. أمسكه من ذقنه ليجبره على النظر في عينيه مباشرة: ألم تلاحظ من قبل أنك لا تلوم أحدًا سواي، ولا تدافع عن أحد سوى والدتك؟ أنتَ متفانٍ بشدة من أجلها حتى على حساب نفسك.. لا تنظر إلى صوابك أو خطأك، ولا تدافع عن شيء يخصك.. فقط تسمعها وتطيعها في كل شيء

- ما الذي تتوقع مني فعله وأنا لا أرى أحدًا سواها بجانبي، وأشاهدك بعيدًا مغمورًا في شؤونك الخاصة بينما نحن وحدنا في ذلك البيت؟ من الظلم أن تتهمني وحدي بالخطأ

- لهذا السبب ما كنتُ لأسمح لك بأن تعيش معها تحت سقف واحد!

استغرب آندريه كلامه للحظة قبل أن تنفرج عقدة حاجبيه وتتسع عيناه قليلًا ويقول باتهام: إذًا أنتَ فعلًا من....!

ولكن سيدريك قاطعه فورًا: ليس كذلك!!

ثم أخذ نفسًا وأردف: لقد سألتُك من قبل إن كنتَ تريد العيش معي أم معها وأنتَ اخترتها فقبلتُ بما تريده، ولكن هذا لم يكن يعني أنني سأدعها تفعل ما يحلو لها بك.. كنتُ قد خططتُ لفعل كل ما هو ممكن حتى أُثبت عدم أهليتها عن طريق المحكمة وأرسلها لمصحة نفسية، ولكن حصل كل ذلك دون تدخل مني

- تتحدث كما لو أنك أب مهتم وخائف على ابنه.. كن صادقًا وقل أنك أردتَ أن تنتقم منها بسبب ما حدث لك مؤخرًا!! في النهاية هذه هي طريقتك فلا تتخذني عذرًا لنواياك السيئة نحوها.. لا تفعل شيئًا ليس من طبيعتك وتتصرف كأب جيد لي ثم تطلب مني تصديقك بعد كل ما فعلتَه أمام عيناي!!

رأيتُ حلمًا... حيث تعيش القصص. اكتشف الآن