119 البحث عن أوليف

736 94 94
                                    

ضاعت طفلة عن عائلتها، والوقت متأخر جدًا، والأجواء سيئة للغاية في الخارج

كان اجتماع هذه الأمور الثلاثة في وقتٍ واحد كفيل بأن يُعيد ضبط كل مشاعر السعادة والحماسة التي عاشها أهل القرية اليوم وكأنها لم تحصل إلا في حلم يقظة

وكأنهم قد بدؤوا يومهم رغم أنه في نهايته بالقلق والجدّية التي اكتست أعينهم وتقاسيم وجوههم

دقّ جرس منزل روبيرتو فينيارد مرارًا بطريقة أفزعت صاحب البيت وابنه وخطيبته الذين جلسوا في الصالون ليحظوا بمحادثة خفيفة قبل أن يخلدوا للنوم

فتوجه كريستوفر على الفور نحوه حتى يُلقي نظرة من خلال العين السحرية على هذا الطارق المجنون الذي لم يضع اعتبارًا لا لوقت ولا لأهل بيت!!

الملامح المألوفة أسفل القلنسوة للرجل الواقف وراء الباب جعلت كريس يفتحه دون أن يفكّر في تغيير ملامحه المستنكرة والمنزعجة من هذا الهجوم على الجرس

اندفع الهواء البارد بقوة حاملًا معه قطرات من المطر نحو الداخل من وراء الرجل، واقشعرّ بدن كريس الذي كان يرتدي قميصًا أسود بنصف أكمام فحسب مع بنطال أسود

سمح له كريس بالدخول وأغلق باب المنزل وراءه وعيناه لم تفارق الرجل الذي كان يرتدي معطفًا مطريًا انزلقت منه قطرات الماء بشكل متواتر على أرضية المدخل

سأله كريس بحاجبين مقطّبين: ما الذي جاء بك في هذا الوقت وهذا الجو؟

ومع نهاية سؤال كريستوفر ظهرا روبيرتو وسيلينا من الداخل باستنكار لا يقلّ عن كريس من غرابة ما يحصل الآن

نقل روبيرتو عيناه بين ابنه والرجل محاولًا فهم الموقف بشكل عام من الخارج وسأل بهدوء وجدية: هل حصل شيء ما يا نايل؟

فرك المدعو نايل كفّيه ببعضهما محاولة في بثّ الدفء فيهما، وربما طردًا للتوتر الذي أصابه بعد أن رأى وجوه أصحاب المنزل الممتقعة من مجيئه الذي يبدو كتهجّم عليهم

نايل: أعتذر حقًا يا سيد روبيرتو على طريقة دخولي إلى بيتكم هكذا، ولكن الوضع مربكٌ للغاية فأوليف لم تعد إلى منزلها بعد ووضع عائلتها هو حقًا...!

وعجز عن وصف الأمر بشكل مناسب، فانتهى به الأمر ناطقًا بيأس: جنوني

اقترب كريستوفر منه: ما الذي تعنيه بأنها لم تعد للمنزل بعد؟!! انتهى المهرجان قبل أكثر من ساعة فكيف لم تعثر عليها عائلتُها حتى الآن؟!!

نايل: لا أعرف حقًا كيف لم ينتبهوا كل هذا الوقت، ولكن يبدو أنهم لم يلاحظوا غيابها إلا عندما عاد مارتين من بيت صديقه ولم تكن لا في المنزل ولا معه!

استاءت ملامح كريس بشكل واضح: مارتين مرة أخرى

نزل نايت وماكس وقتها إلى الأسفل بفعل ضجيج الجرس الذي شقّ رتابة الأصوات في غرفتهما، وكم كان واضحًا لنايت الريبة الموجودة في وقوف الجميع عند الباب وفي منتصفهم نايل المبتل

رأيتُ حلمًا... حيث تعيش القصص. اكتشف الآن