لا يختلف الطلاب عن بعضهم في أي مدرسة، يأخذهم الفضول اتجاه أي طالب جديد ويقتحمون مساحته بحجة الرغبة في التعرف عليه ورؤية خلفيته العائلية والدراسية
لا يمكن القول أنني طالب جديد رغم أنني منتقل، ولكن هذه المرة الأولى التي يجدون فيها قبولًا مني اتجاه اقتحامهم وتحلّقهم حولي
مضى الوقت منذ عدتُ إلى المدرسة، وبانطباعهم السابق عني لم يتحدّث أحد معي إلا في اليومين الماضيين، عندما شعروا أنه لا بأس بذلك بعد رؤيتهم لي أرافق آندريه وريو في بعض الأوقات، ومرات مع طالب من الصف الثالث.. ابن عم أبي
اليوم فقط كُسِر الحاجز تمامًا عندما حصلنا على حصة فراغ منعنا المراقب فيها الخروج من الفصل، ولم تكن هنالك أي وسيلة ترفيهية سوى الجلوس بداية في مجموعات صغيرة تتضمن المقرّبين
تخلى آندريه عن مقعده لي وجلس مكان بيير لورانس الذي استطاع الهروب من أعين المراقب بطريقة ما، وريو فوق المنضدة مستندًا على الجدار بظهره
كان الحال هكذا بيننا نحن الثلاثة.. نتحدث في مواضيع عادية قبل أن تنضم ميليسا ليندي الفتاة التي أجلس بجانبها إلينا، ويتبعها سيمون هندريك الشخص الخامس في مجموعتنا الدراسية
زيادة عدد الأشخاص كان يتسبب في ارتفاع أصواتنا، وبذلك جذبت آخرين نحونا جعلتهم يتحلّقون حولنا نحن الثلاثة.. بينما هنالك من لم يهتم لهذا التجمع وبقي مكانه
يبدو أنني لا أُجالس أو أصادق إلا الأشخاص الذين يحظون بشعبية سواء في الفصل أو على مستوى أعلى من ذلك.. شيون، ماكس.. والآن آندريه
لا أُجيد الحديث عندما أكون في جماعات، خصوصًا إن كانت أكثر من اثنين يتبادلون الكلام مع شخص معيّن جاؤوا لأجل سماعه
في العادة أنا صاحب صوت عالٍ، ولكن في أوقات كهذه لا يمكنه أن يعلو على أي صوتٍ آخر.. أفقد هذه الميزة تمامًا، ولكي لا أواجه نفسي باستمرار مع هذه الحقيقة التي توضّح لي سوء تفاعلي الاجتماعي ألتزم بالصمت، وأكتفي بالسماع
يكون الأمر أفضل لو أن هذه الجماعة كانوا أصدقاء مقربين مني، مثل أصدقائي في رانسي
ويزداد تفاعلي مع كبار السن العجائز دون أي سبب محدد، فأنا أصلًا أستغرب من قدرتي على الأخذ والعطاء معهم في الكلام.. بينما تصعُب المبادرة غالبًا مع أقراني أو الشباب وما فوق ذلك
ويصبح أسهل بكثير عندما أكون محور الاهتمام، إذ أعرف بأن الجميع مستعدون لسماعي ويريدون ذلك حقًا
لا أعتقد بأنني قد أتحدث بأريحية مع أي أحد في مواقف غير هذه الثلاثة، إلا إذا تحلّيت بشجاعة مجهولة المصدر تجعل مني الشخص المبادر
حصل ذلك بضعة مرات، ولكنني اعتبرها استثناءات في مواقف مميزة.. أكثرها حصلت في الفترة القصيرة التي قضيتها في لايدن
أنت تقرأ
رأيتُ حلمًا...
Romanceكنت أعيش حلمًا.. عرفت جزءًا من حقيقته ولكنني تظاهرت بالجهل.. أردت المضيّ قُدمًا فيه وكأنه الطريق الوحيد الذي علي أن أخوضه لقد كان حلمًا هشًا للغاية لم يتحمل ثُقل ذنبي الذي تركته خلفي بلا مبالاة، وتلك الصورة الزجاجية التي سعيت للحفاظ عليها بخوف تكسّ...