حفل من مستوى آخر...
ما كان يراه نايت الآن من تجهيزات أقامتها عائلة ديفاريوس هو كثير حقًا على كونها حفلة عيد ميلاد، وحتى المدعوّون لها لا يمكن أن يأتوا من أجل الاحتفال بـ عيد ميلاد فتى.. يكاد يجزم أن لا أحد في عمره هو وماكس موجود هنا إلا القليل والذي لا يمكن رؤيتهم بسهولة؛ لذا بات سهلًا عليه تصديق والده عندما أخبره في ظهيرة اليوم أن عيد الميلاد جزء من هذه الحفلةفي العادة.. نادرًا ما يصطحبه كريس إلى هذا النوع الاحتفالات حتى ولو كانت غير رسمية، الأخيرة التي حضرها في أمستردام كانت ضِمن النوادر، وحقيقة هو لا يعرف ما معايير والده التي تجعله يستثني حفلًا ما حتى يشرّفه بحضوره
كان ذلك قريبًا إلى الحفاظ على خصوصية نايت.. من الأساس فإن عائلة فينيارد محافظة في كثير من النواحي، والخصوصية ضمن ذلك.. هي حقٌ للجميع لا يُتنازل عنه إلا بـ رضا من الشخص نفسه، وهذا ما بقي كريس محافظًا عليه بشأن نايت، أساسًا والده متحفّظ وبشدّة بشأن حياته الشخصية
ربما هذا التحفّظ هو ما جعل والده يُدخِله إلى مدرسة دومينيك وود الحكومية حتى يُبعِده عن القيود المجتمعية الصارمة والطبقية التي لا ترحم، ولكنه نقله إلى رويال فورست بعد فقدانه للذاكرة حتى يوليه عناية أكبر ويقلل عليه ضغط المجتمع ذو البيئات المتعددة
على أي حال هو موجود الآن في هذه الحفلة، ولا يعلم لماذا هو موجود أصلًا.. اختفى والده في منتصف الحفل فجأة وعاد بعد نصف ساعة من اختفائه، ثم غادر مرة أخرى دون أن ينتبه له قبل قليل.. فقط تلفّت حوله ولم يعثر عليه
من الجيد أنه ليس وحيدًا هنا، فأحد أقاربه من جهة جدّته دورثيا كان حاضرًا وبقي طيلة وقت اختفاء والده معه.. جيفري إيليوس رجل وقور وأكبر من والده ببضعة سنوات وكلاهما صديقين
لم يتوقع رؤية أحد أقاربه هنا، ولكن يبدو أن المجتمع متصلٌ ببعضه بطريقة ما.. المهم أن جيفري كان يوليه اهتمامًا كبيرًا في غياب كريس وحتى عودته
هالة "إياك أن تقترب" كانت تصدر من الرجل بطريقة واضحة، ووحده الأحمق الذي لا يقرأ الأجواء هو من يأتي إليه لـ ينال حديثًا يجعله جيفري قصيرًا ثم يصرفه عنه.. هذا ما لاحظه نايت من الرجل
كان الأمر مريحًا بـ طريقة ما، أن يكثر عدد الأشخاص الذين يعرفهم هنا يعطيه مجالًا للاسترخاء أكثر.. لو أن لا أحد يعرفه هنا لبقي طيلة الوقت متوترًا وانتهى به المطاف ذاهبًا إلى لوغان يطلب منه أن يعيده
ليس الأمر أنه انطوائي أكثر من اللازم، لديه نزعة معتدلة من الرغبة في الانعزال ولكن ليس لدرجة التوتر القاتل من أي نشاط اجتماعي.. فقط المكان وأناسه هم المتحكمون في شعوره، ولو لم يطلب كريس منه أن يرافقه لأرسل إلى ماكس اعتذارًا عن عدم حضوره
أنت تقرأ
رأيتُ حلمًا...
Romanceكنت أعيش حلمًا.. عرفت جزءًا من حقيقته ولكنني تظاهرت بالجهل.. أردت المضيّ قُدمًا فيه وكأنه الطريق الوحيد الذي علي أن أخوضه لقد كان حلمًا هشًا للغاية لم يتحمل ثُقل ذنبي الذي تركته خلفي بلا مبالاة، وتلك الصورة الزجاجية التي سعيت للحفاظ عليها بخوف تكسّ...