65 فينيارد

1.2K 116 358
                                    

كل لحظة، موقف، حدث مُنتهي.. هو بداية جديدة لـ شيء آخر.. إنها الاستمرارية، الدوران في محيط واسع لا نحيط بطرقاته ومنعطفاته علمًا.. ما من شيء ثابت سوى وجودنا

سرعة التأقلم مع أي تغيّر يحصل لـ سيلينا ساعدها في تجنّب الكثير من حوادث الاصطدام القوية في حياتها.. كلّ موقف مفاجئ كانت قادرة على التعامل معه بطريقة ما

ليس لأنها قوية كفاية حتى تتحمل!

بل لأن هنالك حدثًا واحدًا، مسارًا من حياتها كان هو الأصعب، وما من شيء يمكن أن يوازيه في الصعوبة والمشقة

تلك الفترة التي توفيّت فيها شقيقتها وتركت لها طفلة لا تزال في الخامسة لـ تقوم بتربيتها والتكفل بها، رغم أنها كانت مراهقة في السابعة عشر تقريبًا

طفلة ومراهقة بلا أقارب عاشتا معًا على أمل أن تستطيع كلاهما جذب الأخرى لـ تخطّي الصعاب.. لا يمكن أن يأتيَ في حياتها وقتٌ أصعب من هذا

بل لا تعتقد أنه قد يوجد ما هو أشدّ وأقسى من الاعتناء بـ طفل فَقَد والدته، وشبه فاقد لوالده.. كيف يمكن التصرف معه؟ إخباره بأنهما ليسا إلى جانبه؟ وأن من معه ليس بالشخص الذي يحتاجه ولكنه الوحيد الذي أتاحته الظروف له؟

كلّ يومٍ لها مع ميو كان بمثابة منعطفٍ جديد.. ما الذي ستقوله لها ميو؟ ما الذي ستطلبه؟ كيف ستشرح لـ طفلة صغيرة أن الحال لا يساعد تلبية احتياجاتها العاطفية من والديها؟ وأن خالتها الآن تقوم مقامهما؟

كانت أيام مُتعِبة كفاية تجعلها لا تتمناها لعدوّها، مُهلِكة نفسيًا لكلتيهما، وجسديًا لها...

كان من الممكن أن ينتهي كلّ شيء بالنسبة لها عند السكن والمعيشة، ولكن توفّر الاثنين لهما سهّل لها تثبيت ركيزتين للاستقرار والالتفات لنفسها وميو

البيت الذي عاشتا فيه كان مملوكًا لأختها وزوجها، والأخير تركها تسكن مع ابنته فيه، ولولا ذلك كان من الممكن أن يتم إرسالها لـ دار رعاية الفتيات حتى تتخرج من المرحلة الثانوية، وتسافر ميو مع والدها إلى خارج هولندا

كما أن زوج أختها تكفّل بـ شكلٍ كامل بـ نفقات معيشتهما حتى أصبحت سيلينا في المرحلة الجامعية وبدأت بإعالة نفسها دون الحاجة له.. ميو هي من تحتاجه حقًا، واستمرّ بالفعل وحتى الآن بإرسال المال لابنته

العناية وتربية طفل صغير فَقَد والدته.. كان جانبًا تشابهت به مع كريستوفر من بين عدّة جوانب أخرى؛ لذا تفهمه...

ظنّت أنه ما من شيء أصعب من هذا حتى حكى لها كريس قصّته "شبه الكاملة" مع ابنيه.. كان يقصّ لها كلّ مرة جزءًا من الحكاية، يُجزّئها لها بما يناسبه ويرويه على مسامعها، ثم يتركها معلّقة في المنتصف وتنتظر منه أن يُكمِل الناقص منها إلى أن يحين الوقتُ المناسب لفعل ذلك

رأيتُ حلمًا... حيث تعيش القصص. اكتشف الآن