صباح اليوم التالي استيقظ ماكس في وقتٍ متأخر عن العادة، رغم أنه قضى أكثر من نصف اليوم الماضي نائمًا إلا أن تعبه كان منتصرًا عليه وتسيّد على جسده بالخمول الذي جعله يفضل إطالة النوم على الركض اليومي في أرجاء المدينة
عوضًا عن البقاء في غرفته كالعادة ذهب إلى غرفة نايت على أمل أن يجده مستيقظًا فيضيّع الوقت بالحديث معه وسحب ما يمكن سحبه من لسانه
وإن لم يكن كذلك فلا مشكلة.. يمكنه فقط أن يخلد إلى النوم مرة أخرى بجانبه
أثناء مروره بواحدة من جلسات الدور العلوي انتبه لخادمتين تقفان متقابلتان، واحدة منهما تعطيه ظهرها وتتحدث بشيء لم يكن ليصل إلى أذنيه أبدًا، وعندما انتبهت الأخرى لقدومه أشارت لها بالسكوت على الفور
عندما اقترب منهما.. انحنتا قليلًا مع ملامح توتر بادية على وجهيهما مما جعله يتنهد بمجرد تخطيهما.. لقد كان الحال هكذا منذ مساء الأمس، كلما صَدَف وأن مرّ بمكان يكونون موجودين فيه يجدهم يتهامسون، ثم يسكتون فورًا عندما يصبح مرئيًا لأعينهم
لم يعرف حتى الآن الموضوع الذي يتناقلونه بين بعضهم في وسط المنزل، ولكن لو أخذ بعين الاعتبار بدء هذه الحالة من الأمس فالأمر سيصبح واضحًا
لعلّ موقفه مع جودي قد انتشر بينهم، ولا بدّ أنهم أخذوها إشارة لتفريغ ما يضمرونه في صدورهم اتجاهه...
حقًا.. الخدم لا يتغيّرون مطلقًا مهما كان المكان الذي سـ يعملون فيه
تساءل.. كيف هو الحال مع من يعملون خارج المنزل؟ بما أنهم من العاملين الذين لم يختلط معهم مطلقًا منذ جاء.. هل لديهم ذات الشعور الذي يحمله من في داخل المنزل نحوه؟
ليس وكأن انتقاد الخدم له بين بعضهم وتناقل الكلام عنه أمر غريب عليه.. لقد اعتاد أن يصل كلامهم إلى أذنيّ هاريس أو جيوفاني فـ يستدعيانه ليتلقى تأديبًا وتوبيخًا بشأن تعامله معهم، باعتبار أنهم المخلوقات المسكينة والملائكية في نظر أولئك الاثنين
عائلة ديفاريوس، وخدمهم.. لقد كانوا وجهين لـ نفس العملة؛ لذلك لا أحد من الطرفين كان يعترف بأن الآخر مخطئ!
من الأساس فإن ديفاريوس كانوا متوقعين كل أنواع التصرفات السيئة منه، وحتى لو رأوا شيئًا جيدًا فلن يرتاحوا له.. لديه مصلحة من التصرف كـ ولد مطيع
لذا لم يكن يجد أي مشكلة في زيادة اللغط والكلام عليه، ولكن ما سيحصل بعد ذلك مختلف في هذا البيت.. لـ يتكلموا عنه بقدر ما يشاؤون، ولكن يجب أن يبقى ذلك بينهم ولا يلتقط والده أو نايت أو جده شيئًا من ثرثرتهم
طرق باب غرفة نايت فـ جاءه الإذن بالدخول سريعًا.. وجده على يمينه عندما دخل.. جالسًا على كرسي متحرّك، وعلى مكتبه كان يضع القطّين في المكان الذي يفترض أن توجد فيه كتبه المتكومة على الطرف
أنت تقرأ
رأيتُ حلمًا...
Romanceكنت أعيش حلمًا.. عرفت جزءًا من حقيقته ولكنني تظاهرت بالجهل.. أردت المضيّ قُدمًا فيه وكأنه الطريق الوحيد الذي علي أن أخوضه لقد كان حلمًا هشًا للغاية لم يتحمل ثُقل ذنبي الذي تركته خلفي بلا مبالاة، وتلك الصورة الزجاجية التي سعيت للحفاظ عليها بخوف تكسّ...