مضاد للأحداث المفاجئة.. ما من شيء يمكن أن يصف وضع رئيس مجلس شؤون الطلبة بشكل جيد غير هذه الجملة، وعلى النقيض التام منه كانت كلارا روبينز -ضمن أعضاء مجلس شؤون الطلبة-
كلاهما يجلسان على الأريكة الجلدية الوثيرة في الغرفة التي خصصتها المدرسة لأعضاء المجلس، يأخذان طرفيها.. ماكس مسترخي في جلسته بعد أن أنهى جولته المعتادة في المدرسة، وكلارا تشدّ نفسها والحاسوب المحمول على ساقيها تنظر إليه بتركيز وإحساس متقد بالخطر
حدٌ واضح يفصل بين مزاجيهما حاليًا وكأن الماديات من حولهما لا معنى من تطابقها.. ألقى ماكس بصره إليها وهي تُغرِق أصابعها في شعرها الطويل بني اللون والأجعد، وخيّل له أنها تقوم بشدّه من جذوره كلما تعمّق تركيزها في شاشة الحاسوب وما تقرؤه منها
سأل ليصرف انتباهها عن السبب الذي يجعل أعصابها مشدودة هكذا للحد الذي جعل شعرها ضحية تعذيب لها: ألن تذهبي لتتناولي طعامك؟ ستنتهي الاستراحة قريبًا وأنتِ قضيتيها كاملة هنا تقرئين في هذا المنتدى!
رفعت رأسها عن الحاسوب ورمشت بضعة مرات تستوعب مكانها وحالها، كانت مندمجة بالكامل فيما تقرؤه ونسيت تمامًا محيطها وحتى نفسها.. نظرت إلى ماكس الجالس في الطرف الآخر من الأريكة وحاليًا هو ينتظر منها جوابًا قالته بتعب: لا أملك أي شهية لتناول الطعام بينما الفوضى في أوجها عند الطلاب
قال بلا مبالاة: عدت قبل قليل من جولتي والوضع كان مستتبًا في المدرسة...
اتجهت بجسدها ناحيته لتواجهه وقالت باعتراض: لا! ليس هذا ما أقصده ديفاريوس! لا أتحدث عن الأوضاع الجسدية والمادية، بل عن الأفكار وكل ما هو غير محسوس.. ألقي نظرة على المنتدى وسترى كيف أن الحقيقة الفعلية مختلفة عما شاهدته في جولتك!
ماكس: هل هو موضوع ديانا وبلايث مجددًا؟
كلارا: مجددًا؟ هو لم ينتهي من الأساس حتى يتجدد!
ماكس: بالطبع لن ينتهي بهذه البساطة في غضون يومين.. لقد نفت وكالة ديانا أي علاقة لها مع بلايث وبتلك القضية مجددًا، سـ يحتاج الوسط إلى وقت حتى يهدأ وينسى الجميع هذا الموضوع بخصوصها
كلارا: ماذا عن شيون بلايث؟ هو لا يملك وكالة أو أي شيء كهذا حتى ينفوا ما ظهر عليه من شائعات!
ماكس: هذا سـ يعتمد عليه وعلى مدى ضبطه لانفعالاته، على أي حال نسيان ما حصل في المنتزه أمر لا بد منه، وما دام بلايث غائبًا عن الإعلام فسينتهي الموضوع بسرعة.. يتبقى فقط المحيط الذي يتواجد فيه
كلارا: المدرسة، بكل تأكيد!
ماكس: أجل.. ما دام الأمر متوقف على تناقل الكلام والإشاعات عنه فإن منعهم من ذلك خارج عن إرادتنا خصوصًا وأنه موضوع يتكلم فيه الناس جميعًا وليس فقط طلاب رانسي! نستطيع التدخل في حالتين.. إن كان لموضوعه علاقة بـ المدرسة، أو وصل الأمر للأذى الجسدي بأي شكل من الأشكال.. غير ذلك نحن لا نملك أي حيلة
أنت تقرأ
رأيتُ حلمًا...
Romanceكنت أعيش حلمًا.. عرفت جزءًا من حقيقته ولكنني تظاهرت بالجهل.. أردت المضيّ قُدمًا فيه وكأنه الطريق الوحيد الذي علي أن أخوضه لقد كان حلمًا هشًا للغاية لم يتحمل ثُقل ذنبي الذي تركته خلفي بلا مبالاة، وتلك الصورة الزجاجية التي سعيت للحفاظ عليها بخوف تكسّ...