خرجت ديانا من دورة المياه إلى غرفة نومها بعد أن اغتسلت بماء دافئ أزال آثار المطر وبرودة الجو عن جسدها
قامت بتجفيف نفسها سريعًا وارتدت ملابس منزل مريحة وحنونة عليها كحضن رقيق، ثم خرجت من غرفتها تهم بسؤال ماكس عن ملابسه حتى تضعها في الغسالة لتصبح جاهزة في أي وقت يريد ارتداءها
إلا أن صوتها تراجع إلى جوفها قبل أن يقطع خط البداية عندما رأته مضطجع على جانبه الأيسر على أريكة في غرفة المعيشة ويغطّ في نوم بدا عميقًا لها
حقًا!.. هذا ما سيفعله كأول شيء في منزلها؟!
ظنّت أنه على الأقل سينتظر حتى تفرغ من استحمامها بعد حماسه الذي أبداه في الأمس عن رغبته في المجيء إليها!
ولكنّه فقط جاء ليستحم ويغيّر ملابسه ثم ينام على الأريكة... دون أن ينتظرها...
نزعت خفّها المنزلي في مكانها ثم مشت حافية الأقدام نحوه بخطوات هادئة لا يُسمع لها صوت، إذ يكفي المطر وصوت الرعد ليخنقا أي شخص بالفزع وهو نائم
لن تُفسد عليه نومه بأي أصوات أخرى دخيلة مهما كانت خافتة، فهو دائمًا ما يحظى بصعوبة في النوم
لا تعرف عن وضعه بعد أن عاد إلى عائلته، ولكنها ستستمر على فعل ما اعتادته معه حتى تكتشف جديد تغييراته
كان ينام بدون وسادة وغطاء، فقط كما لو أنه سقط نائمًا أثناء جلوسه
فقامت هي بأخذ دور الوسادة.. رفعت رأسه بحذر لتجلس وتضعه على ساقها، أصابع يد داعبت شعره الرطب بعد استحمامه، ويدها الأخرى كانت تربّت على كتفه بخفّة
علت شفتاها ابتسامة راضية وقد عاد لها تفكيرها الدائم كلما رأته نائمًا.. كيف يبدو شديد البراءة ومسالمًا في نومه بينما هو في الحقيقة عفريت سليط اللسان؟!!
افتقدت حقًا مثل هذه الأفكار المكررة التي تطرأ في بالها دائمًا كلما رأت تصرفًا طبيعيًا له منه، لم تتوقع بأنها ستُحاكي نفسها بها من جديد
ظنّت حقًا أن تلك الأيام قد انتهت بتخلّيه عنها ولن تعود لها مجددًا
ولكن ماكس لم يتخلى عنها.. لقد عاد مزعجًا كما كان، وأقل تناقضًا مما كان
ينام ببراءة كشيء ثابت لم يتغيّر عما تعرفه، وبجسد دافئ للغاية طوال الوقت، تراقبه في هدوء وتلاعب شعره الناعم الذي بات قصيرًا يكشف ما كان يغطيه سابقًا
كان ينام دائمًا بدون قميص حتى في الشتاء منذ عامين، ولكنه الآن يستر جسده بملابس اشترتها له من أجل عيد ميلاده مع بعض الهدايا الأخرى التي لم تستطع تقديمها لها وبقيت في خزانتها تتفقدها من وقت لآخر
والآن هو يرتديها في منزلها بعد أن جاء له كمكان وحيد يعرف موقعه في هذه المدينة، ولتكون الشخص الذي يستطيع الوصول إليه حتى لو لم يملك اتجاهات إليها
أنت تقرأ
رأيتُ حلمًا...
Romanceكنت أعيش حلمًا.. عرفت جزءًا من حقيقته ولكنني تظاهرت بالجهل.. أردت المضيّ قُدمًا فيه وكأنه الطريق الوحيد الذي علي أن أخوضه لقد كان حلمًا هشًا للغاية لم يتحمل ثُقل ذنبي الذي تركته خلفي بلا مبالاة، وتلك الصورة الزجاجية التي سعيت للحفاظ عليها بخوف تكسّ...