قمت بالتقاط صورة للفاتورة الخاصة بالمكتبة وأرسلتها إلى شيون الذي طلبها مني قائلًا بأنه هو من سيذهب لاستلام كتبنا من هناك بما أنه يذهب في العادة مبكرًا للمدرسة، فكان الأمر أسهل علي بهذه الطريقة فالمكتبة من الأساس بعيدة بعض الشيء عن مبنى المدرسة
أعدت الهاتف إلى مكانه وقمت بطباعة فواصل ملف الأحياء التي أنهيتها للتو لأختم بهذا واجباتي اليوم، وأثناء انتظار صوت الطابعة أن ينخفض وتنتهي من عملها قمت بترتيب الحقيبة وإعادة كل الكتب إليها.. أغلقتها ووضعتها بجانب المكتب
سحبت الأوراق من الطابعة ووضعتها داخل الملف تاركًا ترتيبها للغد عندما استيقظ أو في طريقي للمدرسة.. الآن لا يمكنني فعل شيء سوى الراحة والراحة، والموت من الراحة
انتهيت من الملف ووضعته جانبًا ثم استرخيت على الكرسي ومططت جسدي للأعلى بأقصى ما أملك لأشعر بعضلات ظهري تنفرد، استدرت به إلى النافذة الطويلة والكبيرة وقد كان جزء من الستارة الثقيلة ذات اللون الزيتي مفتوح.. الليل قد حلّ منذ بعض الوقت دون أن ألاحظ، فالنهار والليل كلاهما واحد في هذا الحي من شدة الهدوء والصمت في الخارج
ملل!!
بالرغم من أنني أنهيت واجباتي للتو ولدي الوقت لأفعل كل ما أرغب به، إلا أن عقلي لا يملك فكرة عما يجب علي أن أقوم بفعله الآن للترفيه عن نفسي
سحبت الفاتورة من فوق المكتب ونظرت إليها بشرود مع ابتسامة خفيفة على شفتي أتذكر مقابلتي لماكس ومساعدته في الدفع
الشخص الذي قال أنه يريد التخرج من هذه المدرسة بسلام ودون أن يلفت انتباه أي أحد هو أنا بلا أي شك، ولكن فقط قمت بتغيير الخطة إلى أخرى مناسبة تليق بوضعي الحالي
التقرب من ماكس كان هدفي منذ أن حياتي قد لا تكون هادئة في المستقبل.. من الأحمق الذي يستطيع أن يضمن نفسه ألا يقع في مشكلة ولو بسيطة لمدة ثلاثة سنوات كاملة؟
هذا المنطق كنت أمشي عليه في مدرسة رويال فورست ولم يكن ذا نفع لي في غالب الأحيان، لن أتخيّل أن الأمر نفسه سينفع هنا خصوصًا مع وجود شخص بقربي لا أعرف نواياه اتجاهي سوى أنه يحاول الاحتكاك معي بطريقة سيئة
كوني في نظام التبادل يكفل لي الحماية من الطلاب، الإدارة بأكملها ستقف في صفي ومع ذلك لن يكون حلًا جيدًا فأنا لا أريد لأي شيء يخصني أن يصل للإدارة حتى لو كان صغيرًا؛ لأنني متأكد بأن كل شيء سيذهب إلى أبي أولًا بأول
ثم كوني طالب تبادل بحد ذاته معضلة، فالمعاملة المميزة التي سأتلقاها ستجعل الغيرة تتولد لدى بعض الطلاب مما سيجعلهم يكيدون لي مشكلة من أي مكان
لهذا السبب أحتاج شخصًا فقط يتستر علي وينهي الأمور من بدايتها، ووحده ماكس هو القادر على فعل ذلك فهو الشخص الذي يتكفّل بإنهاء الإشاعات قبل أن تبدأ حتى
أنت تقرأ
رأيتُ حلمًا...
Romanceكنت أعيش حلمًا.. عرفت جزءًا من حقيقته ولكنني تظاهرت بالجهل.. أردت المضيّ قُدمًا فيه وكأنه الطريق الوحيد الذي علي أن أخوضه لقد كان حلمًا هشًا للغاية لم يتحمل ثُقل ذنبي الذي تركته خلفي بلا مبالاة، وتلك الصورة الزجاجية التي سعيت للحفاظ عليها بخوف تكسّ...