128 قِصّتُنا...

837 94 87
                                    

ما كان سرًا بين الشخص ونفسه، أو شخصين.. لم يعد سرًا بعد الآن بمجرّد معرفة طرف ثالث به

وليُصبح سرّه أخيرًا حكاية تُروى، اختار آليستر والدته لتكون طرفًا ثالثًا يُنهي بدخوله هذه اللعنة التي لم يعرف بشأنها أحد سوى صديقه

لا تزال هي جالسة على السرير، بينما هو قد قرّب كرسي طاولة التجميل إليها حتى يستطيع الجلوس مقابلًا لها

لا يعرف إن كان قد اختار الشخص الصحيح لتخفيف عبء هذا السرّ عليه وتقاسمه معه أم لا..

فليس سهلًا على أم أن تكتشف بأن ابنها أوقف جزءًا مهمًا من حياته لأجل امرأة حتى المخبول يعرف بأنها لن تكون له

وفعل ذلك لوقتٍ طويل جدًا

ومن يُخبرها هو ابنها نفسه

راودتُه الشكوك عندما كان يخبرها بقصّته، وقصّتها أيضًا ورأى في عينيها كيف بدأت خيوط الألم تنعقد ببعضها

أكان شعورًا سببه ابنها البائس، أم أنه موجّه لآستيرا بعد أن عرفت بقصّتها دون بعض التفاصيل التي قرر آليستر أنها غير مهمة لتعرفها

يكاد يجزم بأنها تتألم من أجل آستيرا، فقد انقلبت ملامحها إلى التأثّر عندما عرفت بأمر اعتداء جيوفاني عليها وتهديده لها لئلا تخبر أحدًا بما حصل

هنا حيث شعر بأن أمه عرفت ما يكفي ليتأكد بأن تعاطفها صار لآستيرا، ولكنّ التنهيدة التي أفرجت عنها مع انتهائه قد زرعت في قلبه مخاوف بسيطة

ولم يتركها لنفسه، بل شاركها إياها بعد أن ابتسم بقلة حيلة: أشعر بأنني خيّبتُ أملكِ مجددًا، بل وأكثر مما مضى

- لقد فعلت...

صارحته زيلدا بذلك فلم يدافع.. يعرف نفسه جيدًا ولم ينسى أيًا مما فعله بها في عشرة سنوات وهو يعارضها ويعاندها في كلّ صغيرة قبل الكبيرة

ربما دار في خلدها بضعة مرات عندما كان يحتدم الصراع بينهما أنها أنجبت ابنًا عاقًا لا يهمّه سوى رضا نفسه

ورغم أنها لم تخبره بذلك أو تعامله على هذا الأساس إلا أن عينيها أخذتا دور العتاب وإفشاء هذا الشعور الذي جرّعها إياه وقتها

حتمًا هي خائبة الأمل لأنه فعل كل ذلك من أجل حب، وامرأة لا تعرف شيئًا عما يكنّه لها من مشاعر عميقة

يعي أنه المخطئ في كل هذا.. إذًا ليس لديه ما يقوله سوى الإقرار بخطئه

أكملت زيلدا كلامها: كيف لا تريدني أن أكون خائبة منك وأنتَ خبّأت الأمر لنفسك وقتًا طويلًا جدًا.. لو أنه حصل وانتهى واستطعتَ تجاوزه لكانت الأمور بخير، ولكنه شيء أثّر على حياتك بطريقة فظيعة!! كيف استطعتَ السكوت كل هذا الوقت؟ بل لماذا أصلًا التزمتَ الصمت بدلًا من إنهائه؟!

رأيتُ حلمًا... حيث تعيش القصص. اكتشف الآن