الأقدام لا تسقط وهي تحمل التعب على عاتقها.. يمكنها أن تتخاذل، تتباطأ، ولكنها لن تنهار.. أقدامنا سـ تستمر في مواصلة التقدم حتى نشاء اختيار الموت نهاية لنا، أو يأتي من تلقاء نفسه
وبالرغم من الإرهاق الجسدي والتعب النفسي الذي تمرّ به ديانا إلا أنها أخذت أقدامها وسيلة تسلية بالمشي في باحة المدرسة وقت الاستراحة
صخب حيوي من الطلاب مختلف عن ذاك الذي تسمعه في مواقع التصوير والذي يخلق حول المكان هالة لا تُحتَمل من الضغط والجدية.. هواء نظيف وعليل يخالف التكدّس القاتل للبشر ومعدات التصوير والأجهزة.. ثم راحة وشعور بالسلام كأنها مستلقية تطفو على قطنة بيضاء ناعمة تستقبل جسدها دون حكمه بوضعية معينة
ومع ذلك النعاس يتسيّدها.. تمشي بالأنصاف الآن، نصف صحوة، ونصف أعين مفتوحة، ونصف إحساس بما حولها
لحظة من التحكّم الكامل لصالح نعاسها جعلها ترفع يدها لفمها تغطيه عن الرؤية الفاضحة لتثاؤبها، وإغلاق كامل لعينيها اللتين نزفتا دمعًا فقامت بفركهما تاليًا
ثم فجأة إمساك لذراعها وسحبها للخلف قليلًا فاجأها وجعلها تبعد يديها عن مقلتيها لتنظر وراءها حيث يقف ماكس ولا يزال ممسكًا بها
ديانا: ما.. الأمر؟
أشار نحو الأرض أمامها حيث بقعة منزوعة البلاط ومنخفضة عن المستوى الطبيعي للأرض، قريبة جدًا من موطئ قدمها كـ دليل قاطع على أنه كانت سـ تتعرقل بها ويختل توازنها.. سقوط وأذية.. آخر ما تريده بالتأكيد
ماكس: أنقذكِ من موقف محرج كاد أن يحصل لكِ أمام المدرسة بأكملها
الشخص الذي يرميها في المواقف المحرجة والمهينة بلا رحمة يقول الآن أنه يريد إنقاذها من واحد أمام الجمع؟ سـ يُحاسبه الإله يومًا ما على خداعه البشر بـ زيف طباعه!
حرّكت ذراعها إشارة صامتة له على أن يتركها، وصلت إليه ولكنه فعل العكس بها فزاد من شدّها عليها.. قالت بضيق حاولت أن تدفنه عن صوتها: ممتنة لـ طيبة قلبك
تبسّم.. يشعر بجسدها أمامه منكمش ويريد التحرر منه، أو على الأقل الحصول على مسافة كافية تفصلهما عن بعض فقربهما في منتصف الباحة وأمام نظر الجميع مربك، وليس جيدًا
أراحها من قربه فوقف بمحاذاتها، ولكنه رفض حريّتها منه فقد أنزل أصابعه من ذراعها إلى كفها ليملأ الفراغات بين أصابعها بأصابعه ويشدّ عليها: يمكنني أيضًا تقديم المعونة بأخذك إلى حيث تريدين دون الحاجة للانتباه إلى طريقك
قلّبت عينها ضجرًا من عدم الفهم الذي يلازمها دائمًا اتجاه تصرفاته.. هو حرفيًا يجعلها تبدو فاقدة للسيطرة على نفسها في لعبة الترامبولين.. يقلّبها في جميع الاتجاهات ويروقه رؤيتها كذلك.. يعجبه النظر إلى كفاحها ضد تسليم نفسها بالكامل له
أنت تقرأ
رأيتُ حلمًا...
Romanceكنت أعيش حلمًا.. عرفت جزءًا من حقيقته ولكنني تظاهرت بالجهل.. أردت المضيّ قُدمًا فيه وكأنه الطريق الوحيد الذي علي أن أخوضه لقد كان حلمًا هشًا للغاية لم يتحمل ثُقل ذنبي الذي تركته خلفي بلا مبالاة، وتلك الصورة الزجاجية التي سعيت للحفاظ عليها بخوف تكسّ...