مراسم الاستقبال والترحيب بـ طلاب الصف الأول الابتدائي في مدرسة بييرلوت بدأت فور أن صَعِد الطلاب الأكبر سنًا إلى فصولهم الدراسية
تم حشد طلاب وطالبات الصف الأول في الباحة الخلفية الكبيرة، وعلى أطرافها عوائلهم ومن رافقوهم في أول يوم لهم، والكثير منهم كانوا يحملون كاميرات صغيرة لتوثيق هذه اللحظة المهمة التي يعيشها أطفالهم
كانت كورديليا هي من تحمل الكاميرا وقد قرّبتها لتستهدف ماكس الواقف في صفٍ من الأطفال المقاربين له في العمر.. سعيدة للغاية بهذه اللحظة الثمينة التي تسجلها لطفلها، ولا تريدها أن تمر دون أن تراها حيّة بعينيها أو من خلال الكاميرا
أما كريستوفر فإنه يقف بجانبها وقد حمل نايت حتى لا يفقده بين جموع الأشخاص البالغين إن وضعه على الأرض، ومنحني قليلًا باتجاه كورديليا حتى ينظر إلى الشاشة المستطيلة للكاميرا
أفلتت من كورديليا ضحكة خافتة وقالت لزوجها: انظر إليه.. إنه يبحث عنا ولم يعثر علينا بعد
ابتسم كريستوفر وهو يرى صورة ماكس وعيناه الرمادية تستطلعان أرجاء الباحة الواسعة وقد حاول إطالة قامته لتساعده في العثور على والديه
كريس: لقد رآنا...!
غزت السعادة والحماسة وجه ماكس عندما عثر على والديه وأخيه ولوّح لهم من مكانه، إلا أن ذلك وحده لم يكن كافيًا له.. أراد الخروج من الصف والذهاب إليهم، ولحسن الحظ أن المعلمة المسؤولة عن صفه كانت قريبة منه فطلبت منه أن يبقى مكانه لبعض الوقت
اضطر ذلك ماكس الالتزام بمكانه والوقوف بهدوء.. صحيح أن حماسته قد انخفضت قليلًا، ولكنه عاد يلوّح لهم وهو لا يزال سعيدًا برؤيتهم
أنزلت كورديليا الكاميرا قليلًا حتى تستطيع ردّ تحيته له والابتسامة لم تفارقها، وقد أوشكت على أن تتحول إلى ضحكة عندما سمعت نايت يقول لوالده بعبوس: لماذا لا ألعب معهم؟
وجواب كريستوفر كان خاليًا من الخيال والشرح الذي يجعل طفلًا يفهم ما يفعله الأطفال المصطفين في منتصف الساحة: لأنهم لا يلعبون أصلًا
لم يكذّبه نايت، بل عاد للنظر حيث التجمع حتى يرى إن كانوا فعلًا لا يلعبون، ولو عثر على أن الوضع معاكس لما قاله والده فإنه سيحتج على استبعادهم له وتركه وحيدًا
- إن جوابك غير كافٍ على الإطلاق سيد فينيارد...
جاء هذا الهمس من ورائه هو وكورديليا فاستدارا للخلف مفزوعين وخلال ذلك قال نايت بفرح لأنه أول من رأى هذا الشخص الذي تحدّث وراء والديه: كاتي!!
تراجعت كاتلين قليلًا للوراء وأعادت يديها خلف ظهرها وحدّثت الصغير: مصادفة غير متوقعة.. صحيح نايتي؟
وافق نايت على كلامها بقوة تعكس سعادته برؤيتها، على عكس والدته التي أخذت لحظات حتى تُهدّئ من نبضات قلبها المتسارعة من مفاجأة كاتلين: إنها غير متوقعة أكثر من اللازم كاتلين
أنت تقرأ
رأيتُ حلمًا...
Romanceكنت أعيش حلمًا.. عرفت جزءًا من حقيقته ولكنني تظاهرت بالجهل.. أردت المضيّ قُدمًا فيه وكأنه الطريق الوحيد الذي علي أن أخوضه لقد كان حلمًا هشًا للغاية لم يتحمل ثُقل ذنبي الذي تركته خلفي بلا مبالاة، وتلك الصورة الزجاجية التي سعيت للحفاظ عليها بخوف تكسّ...