ملاحظة قبل القراءة: أحداث هذا الفصل حصلت في الماضي قبل سنوات من بداية القصة الأصلية.. استمتعوا بقراءته
------
قبل ثلاث سنوات...
وقف آليستر وايت أمام مرآة غرفة ملابسه مرتديًا سروالًا قطنيًا أسودًا مريحًا وهودي واسع بلون أخضر فاتح
قام برشّ معطّر الفانيليا ليُتمّ عملية الاستحمام والنظافة بعد يوم طويل قضاه في العمل حيث تعلق فيه رائحة السجائر أكثر من غيرها من الروائح
ألقى ملابسه التي نزعها قبل الاستحمام في سلة الغسيل واتجه إلى المنضدة الملاصقة لسريره المزدوج عندما اهتزّ على سطحها الزجاجي هاتفه بصوت مزعج
نظر إلى آخر إشعار تسبب باهتزاز هاتفه ليجدها رسالة من والدته بدت طويلة، ولكنه عرف محتواها بقراءته لسطرها الظاهر
حيث كانت تأكيدًا لحجز المطعم من أجل موعده المدبّر للغد، ويعرف جيدًا أن ما بعد هذا السطر تهديدات شديدة اللهجة حتى لا يتأخر وأن يُحسن التصرف ويتوقف عن كونه متطلبًا ذو معايير خيالية
ولكنه يحب الخيال، وهذه ليست مشكلته لأنه متصالح معها، بل هي مشكلتها وحدها
توجّه إلى إعدادات الهاتف وقام بتعطيل إشعارات كل البرامج.. يستحق هذه الليلة أن يحظى بوقتٍ لا يعكّر أحد فيه مزاجه من أجل مواجهة مساء الغد بكامل قدرته على ضبط انفعالاته
خرج من غرفة النوم ليجد الصالون مظلمًا بدون مصدر أساسي للضوء عدا التلفاز الكبير الذي كان يعرض فيلمًا وثائقيًا عن حياة النمور
أما من ناحية الأصوات فحرفيًا لم يكن هنالك أي صوت، ولا حتى ضجيج خافت من شخص يشاهد الفيلم مكتومًا
اقترب من الأريكة الطويلة المقابلة للتلفاز واستند بيديه على ظهرها ليطلّ على صديقه المستقلي عليها يحتضن وسادة مربعة ويُمسك بهاتفه
قطّب آليستر حاجبيه وقال: يمكنك التظاهر بأنك إنسان حيّ وتصدر صوتًا ينبّه على أنك لم تغادر البيت فجأة أو تخلد للنوم!
ترك كريس هاتفه على الطاولة بإهمال أمامه مُخلّفًا وراءه صوت ارتطام قوي بعض الشيء، وانقلب على ظهره ليواجه آليستر ويجيبه: كنتُ انتظر خروجك من الغرفة حتى أذهب للنوم
- لماذا؟ لا يأخذ إحضار وسادة وغطاء إضافيان من الغرفة وقتًا حتى تنتظر خروجي!
ابتسم كريس بفتور على تظاهر صديقه بالغباء في كلامه وأشار من مكانه نحو باب الغرفة المغلق: لأنني سأنام هناك.. على السرير
اتجه آليستر إلى مفاتيح الإضاءة القريبة منها وأشعلها كلها لينفجر النور بقوة من بعد الظلام الساكن: وبإذن من ستنام هناك؟
أنت تقرأ
رأيتُ حلمًا...
Romantizmكنت أعيش حلمًا.. عرفت جزءًا من حقيقته ولكنني تظاهرت بالجهل.. أردت المضيّ قُدمًا فيه وكأنه الطريق الوحيد الذي علي أن أخوضه لقد كان حلمًا هشًا للغاية لم يتحمل ثُقل ذنبي الذي تركته خلفي بلا مبالاة، وتلك الصورة الزجاجية التي سعيت للحفاظ عليها بخوف تكسّ...