ملاحظة قبل القراءة: أحداث هذا الفصل حصلت في الماضي قبل سنوات من بداية القصة الأصلية.. استمتعوا بقراءته
------
في ذلك الوقت كان الصيف موشكًا على أن يخطو أول خطواته نحو نهايته، وبداية العام الدراسي قد أقدمت على هذه الخطوة بالفعل، وكلّ مرحلة دراسية استقبلت دفعة جديدة من الطلاب واختلفت أساليب الترحيب بهم تبعًا لتقاليد كل مدرسة
أقامت مدرسة رويال فورست المتوسطة احتفالًا ترحيبيًا بطلّابها الجدد طوال الأسبوع الأول، بل كان أقرب للمهرجان المدرسي
أقامته إدارة المدرسة بمساعدة كبيرة من طلاب المرحلتين الثانية والثالثة الذين جهّزوا كلّ أنواع الفعاليات والأركان التثقيفية والترفيهية ليندمج الطلاب الجدد مع البيئة المدرسية الجديدة لهم
ثلاث فترات دراسية مع وقت الاستراحة كانت مساحة مفتوحة للجميع حتى يحظوا بوقتٍ ممتع.. متعة الجدد بالاستكشاف، ومتعة الأكبر سنًا منهم بمساعدتهم والقيام بعملهم وأيضًا قضاء الوقت في زيارة الأركان مثل غيرهم عندما يخصصون استراحة لأنفسهم
الطاقة والحيوية ملأت أرجاء المدرسة، والسعادة والحماس كانت تحيطها من كل اتجاه، وكأنهم في يوم العيد وليس في يوم دراسي
واحدة من أهم الأركان التي كان الطلاب يزورونها قبل أي واحد آخر كان ركن الرسم على الوجوه، وموقعه في غرفة الفنون حيث كان الطلاب الذين يجيدون الرسم هم المشرفين عليه
وخلال فترات الاحتفال كانوا يتناوبون فيما بينهم إلى أن يحين وقتُ استراحتهم فلا يبقى أحد للعمل.. الجميع ينتشر في المدرسة...
تراصت في غرفة الفنون تسع طاولات متوسطة الحجم وضع كل طالب مشارك في هذا الركن أدوات رسمه الخاصة عليه، مع مقعدين له ولمن سيُرسَم على وجهه
الغرفة بأكملها كانت شاغرة ولم يتوقفوا عن التوافد إليها إلا عندما اقتربت الفترة الثالثة من نهايتها، وصاحب كلّ طاولة قد حمل أغراضه وغادر بعدما أنهى عمله ليحظى بوقت فراغه
ولم يتبقى سوى الطالب المُشرِف على جميع المشاركين، وطالب الصف الثاني متوسط آندريه مارشال الذي كان يرسم لصديقه ريو شيئًا أسفل عينه اليسرى..
تقدّم المشرف ديلان إلى طاولتهما وسأل آندريه: كم تبقى لكَ لتنتهي؟
فأجابه آندريه وهو منهمك بتمرير الفرشاة بانسيابية على وجه ريو: بقي القليل فقط
قطّب ريو حاجبيه مع محاولته في الحفاظ على وضعية متصلبة حتى لا يُفسِد عمل صاحبه على وجهه: القليل؟! لقد بدأتَ ترسم على وجهي قبل دقائق فقط!! هل تُتعِب نفسك حتى فيما تفعله؟!
همهم آندريه وهو منهمك تمامًا في عمله: أجل.. إنني أرسم شعارًا لطيفًا جدًا من أجلك
بطرف عينه نظر ريو إلى عُلَب الألوان الدائرية المنتشرة على الطاولة: منذ جلستُ هنا وأنتَ تستخدم اللون الأسود عليّ فقط.. ما هو الشيء اللطيف الذي لا تحتاج فيه غير هذا اللون؟!!
أنت تقرأ
رأيتُ حلمًا...
Romanceكنت أعيش حلمًا.. عرفت جزءًا من حقيقته ولكنني تظاهرت بالجهل.. أردت المضيّ قُدمًا فيه وكأنه الطريق الوحيد الذي علي أن أخوضه لقد كان حلمًا هشًا للغاية لم يتحمل ثُقل ذنبي الذي تركته خلفي بلا مبالاة، وتلك الصورة الزجاجية التي سعيت للحفاظ عليها بخوف تكسّ...