63 ذلك اليوم...

1.1K 126 432
                                    

أكملتُ حزم أمتعتي في هذا الوقت القياسي المتاح لنا بما أنها لم تكن كثيرة جدًا، فأنا لم آخذ سوى المهم من أمستردام إلى هنا، ولن يعود سوى ما أخذته..

تخطيت أمر التأكد من الأغراض في حال كانت ناقصة أو نسيتُ وضع شيء ما قد أحتاجه في أمستردام.. لا وقت فائض لفعل ذلك فـ بالكاد أفرغت الخزائن من أغراضي خلال المهلة التي أعطانا إيّاها أبي لنستعد للمغادرة

كلما كانت المغادرة من لايدن أسرع، كان ذلك أفضل..

لـ هو أمر مثير للسخرية كيف انقلب حالي عما كنت عليه قبل أسبوع.. راودني في اليوم الذي أخرجني فيه آينس من المدرسة الرغبة في العودة إلى أمستردام، كنتُ قد وصلت لأقصى حدودي في تحمّل البقاء في رانسي، ولايدن كـ كل

إلا أنني لم أستطع مصارحة نفسي بذلك.. رغبت بألا أكون مترددًا كثير التراجع ومتقلّب الرأي بسبب موقف.. خشيت أن أبدو ضعيفًا، وأن أُثبِتَ لأبي أنني بالفعل طفل شقي لا يستقرّ على قرار

ولكن منذ استعدت ذاكرتي بتّ أشعر أنني شخصٌ يستطيع أن يكون واضحًا..ثابت المعايير.. أكثر تحررًا مقارنة بالوقت الذي مضى عندما كبحت فيه نفسي عند مواقف كان يجب عليّ أن أتصرف فيها بسرعة

من الواضح أنني فقدت عقلي مع فقداني لذاكرتي عندما أصررت على المجيء لهذه المدينة والاستقرار فيها والدراسة في رانسي!

اليوم تصرّفت بـ حكمة أكثر من أي وقتٍ قد مضى، ونِلتُ ما أريده دون تحميلي وغيري أي ضغوط.. من الجيّد أنني في هذا الوقت أستطيع مصارحة نفسي بما أرغب لأحصل على الجرأة لفعل الشيء الذي سـ يُعيدني إلى أمستردام

ولو أننا كنا سنخرج من المقبرة ونتجه فورًا إلى أمستردام ما كنتُ لأعترض أو أجعل شخصًا يفعل ذلك، ولكن تبًا للأمتعة وما سنحمله في طريق عودتنا

أيًا يكن لم يتبقى الكثير من الوقت إلى أن يحين موعد مغادرتنا هذا البيت ونترك المدينة التي وُلِدت فيها وعشتُ أولى سنوات حياتي هنا، ثم عدت إليها من أجل الدراسة، ولم أكتفي بذلك! بل حتى خططت لـ عدم العودة إلى منزلنا في أمستردام...

بالفعل.. أنا كنتُ فاقدًا عقلي وليس ذاكرتي فـ حسب!!

ألقيت نظرة أخيرة شاملة على الغرفة التي لم يتغيّر فيها شيء كثير حتى بعد أن أفرغتها من أغراضي.. مرتّبة ونظيفة كما ينبغي عليها أن تكون دائمًا.. فقط أشياء بسيطة كـ التي فوق المكتب أو ملابس معلّقة على المشجب وفي غرفة الخزائن هي من اختفت

هززت رأسي بـ رضا ثم اتجهت للباب الذي طُرِق حتى أفتحه وأجد عاملًا واقفًا عنده.. قال لي: إن كنتَ قد أغلقت حقائبك يا سيدي فـ دعني آخذها للسيارة

أفسحت له الطريق حتى يدخل: أجل من فضلك.. خذها

سحبت سترة جلدية باللون الأسود وارتديتها بينما أنزل للأسفل، ومن ثم اتجهت نحو المطبخ حيث يتواجد كلٌ من كارلا وكاميل في العادة عندما لا يكون لديهما عمل

رأيتُ حلمًا... حيث تعيش القصص. اكتشف الآن