112 وصول سيلينا باركر

863 102 162
                                    

في طريق ذو خط واحد خارج حدود الريف كانت سيارة كريس واقفة تنتظر وصول أي سيارة أجرة تُقلّ المرأة التي ينتظرها

كانت السماء صافية، وشعاع الشمس يحاول بثّ حرارته في الجو البارد، والهواء يحرّك الأعشاب الطويلة على جانبي الطريق الفارغ عدا من سيارته، ومحطة توقف قديمة للحافلات كانت في الجهة المقابلة لمحل وقوفه

حفظت عيناه تفاصيل المكان، وإيقاع حركة الطواحين المنتشرة بعيدًا في الأرجاء..

لا تفقد الطبيعة رونقها حتى وإن واجهت أشد الظروف

إنه بالفعل صباح جميل...

استرق النظر لهاتفه بحثًا عن أي مكالمة فاته ملاحظة اهتزاز هاتفه لها، أو رسالة من سيلينا، ولكنه لم يجد سوى رسائل دعائية زادت من عدد الرسائل غير المقروءة في صندوقه

فكّر في الخطوة التي يجب أن يتخذها ليتواصل مع سيلينا ويعرف أين موقعها، سيكون من الأفضل له أن يتحرك ويأخذها من حيث تكون بدلًا من الانتظار

رسالة؟ اتصال؟

على أي واحد سيُقدِم؟

وقبل أن يحسم أمره لاحت أخيرًا سيارة أجرة في الأفق، فاعتدل في جلسته من أجل النظر بدقة إليها، ومع تباطؤ سرعتها وهي تقترب تأكد أن سيلينا داخلها

وقفت السيارة عند محطة وقوف الحافلات ونزلت سيلينا منها، كما فعل السائق أيضًا ليُخرِج من الصندوق حقيبة زبونته

خرج كريس من السيارة ودسّ يده في جيوب معطفه الطويل فور أن لفحهما البرد بعد أن كان مُنعِمًا عليهما بالدفء في السيارة، وقطع الطريق نحو محطة التوقف

غادرت سيارة الأجرة في لحظة وصول كريس إلى سيلينا وعناقهما لبعض دون قول أي شيء، ولا حتى كلمات ترحيب متداولة بين الألسن، ومبتذلة على الآذان

ابتعد عنها قليلًا ليستطيعا النظر إلى بعضهما.. كلاهما كانا مرآة تعكس الآخر.. تشبثهما ببعضهما، ابتسامتهما الواسعة، والقلب الذي يخفق متلهفًا مع كل المشاعر العذبة التي تسري فيهما

تبادلا قُبلة خفيفة قبل أن تُحيط سيلينا عنقه بذراعيها وتعانقه مجددًا وهي تسأل: هل كنتَ بخير؟

أراح رأسه على كتفها مبتسمًا لدفء حضنهما ومستمتعًا به بعيدًا عن تدخلات الجو البارد الفاشلة لبثّ الرجفة في جسده

أجاب على سؤالها بنبرة كسولة: بطريقة ما استطعتُ أن أكون بخير كل هذا الوقت

أفلتت ضحكة صغيرة من سيلينا، وقالت وهي تعقد حاجبيها: يجب أن نتأكد ألا تتزامن مواعيد سفرنا بأي شكل من الأشكال.. انتظار عودتك وأنا مسافرة أصعب بكثير من انتظارك وأنا في المنزل!! لقد زاد ذلك من اشتياقي إليك بصورة كبيرة فحسب!!

رأيتُ حلمًا... حيث تعيش القصص. اكتشف الآن