تشبث النعاس بأهدابي، فـ صَعُب عليّ مواجهة ثقله ومقاومته لئلا أغمض عيناي فيستحوذ على كامل وعيي؛ لذلك تركته يفعل ما يشاء بي، حتى أنني خدمته باستلقائي على أرضية الحضانة المفروشة بالبساط الليموني الناعم.. قيلولة حتى تنتهي النصف ساعة المتبقية من وقت العمل هنا لن تضرّ فلا أطفال حولي إلا واحدة سـ تتفهم تعبي وتلزم مكانها منشغلة بألعابها
ولكن كيت بعد كل شيء طفلة لن تحب رؤية من يشاركها المكان يعيش أوقاتًا مسالمة بعيدًا عنها.. أغمضت عيناي لبضعة دقائق مضطجعًا على جانبي الأيمن وبمجرد مرورها بدأت أصابعها الصغيرة بدغدغة رقبتي من الخلف وجرّ خصلات شعري بلطف
ابتسمت لأذيتها وتجاهلتها، أريد أن أعرف بأي طريقة قاسية ستتصرف معي إن لم أُعرها الاهتمام الذي تريده
كانت تجلس ورائي ومقتنعة تمامًا أنني نائم وأن عليها إيقاظي، غرزت أصابع يديها الإثنتين في شعري وبدأت تهزه دون أن أشعر بأي قوة منها، لقد اعتبرته تدليكًا فـ حسب
إما أنها رقيقة جدًا لا تعرف معنى العنف في جرّ الشعر والضرب، أو أن الأطفال حقًا لا يملكون أي قوة! مع ذلك استبعد الأمر الثاني بمحرد تذكري لتلك السيارة التي طارت باتجاهي أنا وآشلي.. يوجد وحوش عنيفة بالفعل ولا يهم صغر حجمها
حررت رأسي من قبضتها فظننت أنها استسلمت سريعًا، ولكنني تفاجأت عندما بدأت بشد قميصي من الخلف ثم حشر رأسها أسفل ذراعي لتقلبني على ظهري وتضربني في ذات الوقت بكفاح: استيقظ.. استيقظ!!
بدّلت وضعيتي لأتمدد على ظهري كما تريد فرمت بنفسها علي، تألمت قليلًا من وقوعها فجأة على جسدي: ما الأمر كيت؟
سألتها وأنا أضع يدي على ظهرها وأربت عليه، فردت بعبوس: العب معي!
حاولت إمالة رأسي حتى أستطيع النظر إلى وجهها وأعرف إن كانت فعلًا عابسة أم أنها تتدلل علي: أنا ألعب معكِ كل يوم
- حتى اليوم.. العب معي، وغدًا أيضًا.. كل يوم
- ما رأيك أن تنامي معي الآن ونلعب غدًا؟
- لا!! لا يمكننا النوم هنا
- أين يمكننا النوم إذًا؟ دعينا نذهب إلى ذلك المكان
- عندما تعود إلى البيت! أنا أنام عندما أصل للمنزل وأبدّل ملابسي
يا لفصاحتك يا فتاة...
أمسكتني من ياقة القميص وبدأت تشدني حتى أجلس، ولكنني كنت متكاسلًا على فعل ذلك حقًا.. إنها تتذمر ويكاد الغضب يعتري صوتها من ابتسامتي التي تخبرها أنني لن ألبي طلبها.. أرجو ألا تفطن إلى ربطة عنقي وتخنقني بها لو استفززتها أكثر
- هيّا نايت!!
هززت رأسي نفيًا: لا.. دعينا ننام فحسب
ارتعشت شفتاها في إشارة تنذرني أنها إما موشكة على البكاء، أو أنها ستُخرج وحشها الصغير عليّ
أنت تقرأ
رأيتُ حلمًا...
Romanceكنت أعيش حلمًا.. عرفت جزءًا من حقيقته ولكنني تظاهرت بالجهل.. أردت المضيّ قُدمًا فيه وكأنه الطريق الوحيد الذي علي أن أخوضه لقد كان حلمًا هشًا للغاية لم يتحمل ثُقل ذنبي الذي تركته خلفي بلا مبالاة، وتلك الصورة الزجاجية التي سعيت للحفاظ عليها بخوف تكسّ...