صباح يوم جديد؟
هذا فقط للإنسان الذي قضى يومه السابق بشكل طبيعي وليس لي أنا، فلا يزال صباحي هذا متصلًا باليوم السابق ولا يمكنني القول بأنه جديد، فقد قضيت الليل كله في فراشي أعاني من الأرق
لم أكن أعلم من أين علي البدء بالتفكير، في وضعي المجهول مصيره.. أم جسدي الذي لم يوفر فرصة إلا وأعطاها لكل عضلة فيه حتى تتألم كما تريد.. أم وساوسي بشأن نومي في غرفة كانت مغلقة وليست نظيفة
لا أزال أكمل يومي السابق ولا أعرف متى سأصل إلى نهايته بالضبط
في دورة المياه كنت قد أنهيت استعدادي لصباح أول يوم مدرسي لي في لايدن كـ طالب تبادل.. غيّرت ملابسي إلى الزي الموحد ببنطال أسود وقميص أبيض مع ربطة عنق مخططة بالأحمر وسترة ذات لون رمادي فاتح، وقمت بروتيني الصباحي للعناية، وها أنا الآن أجمع أغراضي المتناثرة على طول المغسلة لأعيدها إلى الحقيبة الشفافة ما عدا العطر
يؤسفني الاعتراف أن دورة المياه أنظف من غرفة النوم المزعومة التي أعطوني هي لاتخذها مكانًا لتغيير ملابسي
أحاول بكل بؤس تجاهل ما يحصل معي.. ليبقى ما في الداخل في الداخل بعيدًا عن الأنظار.. يمكنني المحافظة على مظهري الهادئ والرزين مهما كان الوضع الذي أنا فيه
فتحت غطاء العطر وضغطت على رأسه ليتناثر رذاذه على ملابسي بخفة، وبعد أن انتهيت منه أعدته للحقيبة الشفافة، وبينما أُغلق السحاب سمعت صوت مقبض الباب خلفي يتحرك بضعة مرات محاولة في فتحه
من خلال المرآة الواسعة اكتفيت بالنظر إلى الباب الذي طُرِق تاليًا حتى جاء صوت فتاة ينادي: هل من أحد في الداخل؟
أسفرت شفتاي عن ابتسامة خبيثة عندما سمعت صوت ميو آلونسو يسأل.. وأخيرًا الإله يقدّم لي فرصة أعوّض بها ما عشته من استفزاز ليلة البارحة
أكملت إغلاق الحقيبة وأنا أرد بلا مبالاة: إنه أنا.. نايت
- من فضلك استعجل قليلًا في الخروج فأنا أيضًا علي أن أتجهز...
مررت أصابعي في خصلات شعري السوداء التي كانت غير منتظمة بطبيعتها وأنا أقول: إنني آخذ وقتًا في إيجاد مكان مناسب لبعض من خصلات شعري، انتظري عندك حتى أنتهي عزيزتي
قوّست فمي بعد لحظة صمت تبعت ما قلته، ولكنها لم تدم عندما ضربت ميو الباب بقوة بعض الشيء فضحكت ساخرًا وأنا أتلمس أطراف غرة شعري وأسمعها تقول بحدة: افعل ذلك في غرفتك كما تريد.. اخرج حالًا ولا تضيّع وقتي
- آه عيني!! لحظة لقد دخلت رمشة فيها!!
بالطبع كنت أكذب فقد اتكأت بجذعي على المغسلة وعقدت ذراعاي أمام صدري انتظر صوتها العالي لترد علي: لا تعبث معي الآن!!
أنت تقرأ
رأيتُ حلمًا...
Romanceكنت أعيش حلمًا.. عرفت جزءًا من حقيقته ولكنني تظاهرت بالجهل.. أردت المضيّ قُدمًا فيه وكأنه الطريق الوحيد الذي علي أن أخوضه لقد كان حلمًا هشًا للغاية لم يتحمل ثُقل ذنبي الذي تركته خلفي بلا مبالاة، وتلك الصورة الزجاجية التي سعيت للحفاظ عليها بخوف تكسّ...