بعد أن تناولنا طعام الغداء عدنا للعمل على تنظيف المخزن الكبير وأنهينا ثلاث أرباعه تقريبًا.. اتفاق جدي وماكس على أنه يجب الاحتفاظ بالكثير من الأشياء على أمل أن تنفع في المستقبل ساهم في تقليل العمل ورفع فعاليّته إلى أقصى حد
سلّمتُ نفسي إلى ما يريدانه ويريانه صائبًا بدون أن أخوض أي جدال معهما، فلن يُسمَع رأيي مطلقًا على أي حال، ومحاولة معارضتهما ما هي إلا مضيعة للوقت والطاقة
أنا المستفيد في النهاية!!
فلستُ أنا من يعيش في هذا البيت، ولن أكون مضطرًا للعمل كثيرًا في فرز الأغراض وترتيبها
من الجيد أن أبي مسافر في هذا الوقت حتى لا تتعادل كفة الجدال بين أربعتنا، وهكذا سيجعلنا في غيابه ننهي أكبر مخزن وأهمّ مكان في وقت مبكر جدًا
قام جدي بإخراج كماليات فصل الشتاء من أثاث وأغطية وزينة من هذا المخزن الكبير، ومن آخر صغير قريب من الباب الزجاجي المطلّ على التراس المرتفع عن سطح الأرض بمقدار قليل نوعًا ما
بعد أن قطعنا شوطًا طويلًا أتعبنا قررنا التوقف فعلياً وترك الباقي للغد إن أمكن، فاسترحنا وشربنا الشاي وتناولنا كعكة القرفة التي أعدّتها مارغريت لنا واشتهيناها من رائحة مكونها الأساسي وخبزها التي عطّرت الأجواء أثناء عملنا
قام السكر بعمله في تحسين مزاجنا وإعطائنا الطاقة والحماسة فقمنا بالتفتيش في صناديق الكماليات الشتوية لنرى ونناقش كيف سنقوم بترتيبها وإضافتها إلى الغرف والتراس
وبما أن الحيرة واختلاف الآراء أخذت حيزًا كبيرًا من نقاشنا قررنا ترك الأمر على جدي ومارغريت ليفعلا ما يريانه مناسبًا، ونقوم أنا وماكس بشيء لا يمكن أن يتجادل أحد بشأنه
وهو تزيين الحديقة الخلفية بالأضواء والزينة الموجودة مسبقًا في صندوق مخصص لها، ورغم أن الظلام قد حلّ بالفعل فلم يمنع حماستنا من أن تجرفنا نحو الخارج ونبدأ بالعمل
وقع اختيارنا كبداية على شجرة قريبة من سور المنزل الذي ترتفع حدائده نحو الأعلى.. أحضرنا معنا سُلمًا يسمح لنا بالوصول إلى أغصانها وأخرجنا من الصندوق حبل من الأضواء الصغيرة لنمرّره حول فروعها
وقفنا عند السلّم ننظر إلى قمّته فسأل ماكس: من سيصعد للأعلى؟
فنطقتُ بعذري بدلًا من من إبداء الموافقة على الصعود أو الرفض: لا يزال ظهري يؤلمني حتى الآن وقد ازداد بعد عملنا في المخزن
رمقني بنظرات غير مفهومة قبل أن يقول: إذًا هل ترفض؟
هززت كتفي: الأمر عائد إليك لتقرر.. إن أردتَ مني الصعود فسأفعل بالتأكيد، وإن أردتَ أن تصعد أنت وأناولك الأغراض من الأسفل فلا بأس عندي!
أنت تقرأ
رأيتُ حلمًا...
Romanceكنت أعيش حلمًا.. عرفت جزءًا من حقيقته ولكنني تظاهرت بالجهل.. أردت المضيّ قُدمًا فيه وكأنه الطريق الوحيد الذي علي أن أخوضه لقد كان حلمًا هشًا للغاية لم يتحمل ثُقل ذنبي الذي تركته خلفي بلا مبالاة، وتلك الصورة الزجاجية التي سعيت للحفاظ عليها بخوف تكسّ...