برنامج "طلاب التبادل" هو برنامج خاص تم تطبيقه هذا العام على عدد معين من المدارس في هولندا.. يتم من خلاله إرسال الطلاب المسجلين في هذا البرنامج إلى مدرسة في مدينة أخرى مقابل استقبال طلاب منها من أجل تبادل المقاعد الدراسية بينهم في مختلف المدن.. طالب مقابل طالب بين عدة مجمعات مدارس منتشرة في الدولة ذات مستوى راقي ومرموق
يهدف هذا البرنامج إلى تخريج طلاب للمجتمع ذوي قدرة على تحمل المسؤولية، وإكسابهم الانسجام والتكيف مع أي تغيير قد يطرأ على البيئة المحيطة بهم، وتنمية المهارات الحركية والاجتماعية والعملية لديهم وصقلها لتتلاءم مع متطلبات المستقبل، وبالتأكيد الكثير من المزايا الخاصة في مجتمعاتهم تجعلهم في أعلى قائمة المتقدمين على أي جامعة وتخصص وبالتالي أي وظيفة كانت
لدى هذا النظام مميزات أخرى بعيدة عن المميزات المحيطة بالبيئة التعليمية، فمن الناحية الاجتماعية يوجد أكثر ما يميزه، وهو نظام السكن
يمتلك الطالب عدة خيارات تقليدية.. كأن يختار السكن الداخلي الذي توفرّه المدرسة، أو يقرر مع مجموعة طلّاب آخرين استئجار شقة أو منزل، وهنالك أيضًا من يملك سكنًا خاصًا به من الأساس في المدينة التي تم إرساله إليها
ولكن الخيار غير التقليدي وهو الذي اتجه إليه أغلب من سجّل في هذا النظام مقدرة العائلات على فتح منازلها للتطوع بإسكان طالب معها في حال استوفوا الشروط والمعايير التي وضعتها وزارة التعليم مقابل مبلغ رمزي تقدّمه لهم الجهة التعليمية
يعتبر هذا النظام جديدًا بما أنها أول سنة يتم تطبيقه في بضعة مدن وعلى عدد قليل من الطلاب، وقد تم اختيار اسم نايت فينيارد الذي درس مرحلته الابتدائية والمتوسطة في أمستردام كواحد من الطلاب القلة المميزين لينتقل إلى مدينة لايدن باعتباره طالب التبادل، ولا أعلم حتى الآن ما هي معايير اختيارهم للطلاب.. هل هو مستواهم التحصيلي؟ أظن ذلك
صحيح.. لقد سجلت اسمي في هذا النظام دون أن أعرف الكثير من المعلومات عنه، فور أن علمت أن في الأمر خروج من أمستردام إلى مدينة أخرى، وأن المعيشة ستكون بعيدة عن بيئتي.. لم أفكر مرتين في اتخاذ القرار
أما عن إقناع العائلة بما أريده فإنه يوجد من يقنعهم بهذا الأمر.. كل شيء كان مهيئًا ليخدم قراري
وصلت إلى مدينة لايدن الواقعة على ضفاف نهر الراين القديم في مساء آخر يوم من شهر أغسطس والعطلة الصيفية أيضًا، بحقيبة الظهر الرمادية وأخرى متوسطة الحجم سوداء أسحبها ورائي، ركبت سيارة أجرة لتنطلق بي إلى مكان سكني الجديد.. "مسكن لومبارت"
نزعت قبعتي من نوع بيريه الحديث ذات اللون الأسود المحيطة برأسي عن شعري الذي يحمل لونًا مماثلًا لها، ثم عدّلت بأصابعي ما كان مختبئًا أسفلها لأنني متأكد بأن شعري أصبح مأساة بسببها أكثر مما هو كذلك بسبب التجعيدات الخفيفة التي ظهرت فيه بسبب استحمامي ونومي مباشرة دون تجفيفه في الليل
أنت تقرأ
رأيتُ حلمًا...
Romanceكنت أعيش حلمًا.. عرفت جزءًا من حقيقته ولكنني تظاهرت بالجهل.. أردت المضيّ قُدمًا فيه وكأنه الطريق الوحيد الذي علي أن أخوضه لقد كان حلمًا هشًا للغاية لم يتحمل ثُقل ذنبي الذي تركته خلفي بلا مبالاة، وتلك الصورة الزجاجية التي سعيت للحفاظ عليها بخوف تكسّ...