114 عائلة

913 88 110
                                    

أوشكت شمس الصباح على الظهور في الأفق، وشعاعها داعب الغيوم ولوّن أطرافها بتدرجات حارقة فاتنة، وبدأ الضباب ينقشع ويصبح خفيفًا يُرى ما خلفه

في هذا الوقت كانت سيلينا تجلس وحيدة في التراس تستنشق نسائم الصباح النظيفة، وتطرب أذنها لصوتها وهي تمرّ من بين الأوراق

الغفوة التي أخذتها مساء الأمس أفسدت عليها النوم في الليل وجعلتها تستيقظ فجرًا، وهذا شيء غير معتاد بالنسبة لها

ولكن هذا أفضل من المعاناة من الأرق في الليل، فلو أن هذا ما حصل لانتهى به المطاف مفتوحة العينين، تنظر إلى السقف والأفكار والهواجس تتضخم في عقلها

أو ربما الغفوة بريئة من كل ذلك، وأن تغيّر المكان ومدى أهميته قد تسببا بذلك

المهم أنها لم تتقلب كثيرًا في الفراش وقررت الاستعداد للخروج من غرفتها، ولم تستطع مقاومة الأجواء فجلست في التراس

استطاعت أخيرًا وبعد يوم كامل أن تفكّر وتستذكر كل ما حصل على مدار الأمس، باستثناء ما فعله نايت بها منذ اللحظة الأولى لها بينهم فإن لا شيء خارج عن النص قد وقع

حتى أنها لم ترى القطين أو تلمحهما حول المكان، وهذا أراحها كثيرًا.. من الواضح أنهم أكثروا على نايت بالتوصيات حتى يبقيها في الأعلى

امتثل لهم في اليوم الأول، ولكن لا يوجد أي شيء يضمنه اليوم وغدًا وحتى يعود كل واحد إلى منزله

لاسيما وأن نايت لا يزال واضحًا في عدم قبوله لها حتى الآن.. لم يفعل لها شيئًا آخر، ولكن يمكنها أن تنتبه لذلك من نظراته وإيماءاته الصامتة

لا تعرف حتى الآن ما ستفعله معه لتخفف من عدوانيته اتجاهها ويتقبلها ولو قليلًا، كما ولا تعرف كيف ستتقبل قططه حولها

إن جاءت للحقيقة فإن وضوح نايت معها من أول لقاء لهما جعلها مرتاحة بعض الشيء، فهي تتعامل مع شخص تعرف شعوره اتجاهها، وهذا يعطيها أملًا في التوصل إلى نقطة اتفاق مهما طال الأمر

الشخص الذي يقلقها حقًا هو ماكسميليان.. الابن الأكبر

مقارنة بنايت في أو لقاء لهما، فإن ماكس كان على النقيض منه تمامًا

تفضح المشاعر القوية نفسها من خلال عينيّ صاحبها.. بهذه الطريقة عرفت أن نايت يرفضها

ولكن بالنسبة لماكس فعيناه لم تقولا شيئًا أو حتى تلمحا لها بأي شعور صغير اتجاه انطباعه الأول عنها

إن لم تُفلح العينان فإن الكلام يمكنه أن يحدد لها ما تريد معرفته، ولكنه لم يقل شيئًا

لا سيئًا ولا جيدًا.. حتى الكلام المحايد الذي يعطي إشارة للمتلقي أنه قد تكون هنالك مساحة للقبول في لقاءات أخرى! بمعنى أن تُوضع تحت الاختبار

رأيتُ حلمًا... حيث تعيش القصص. اكتشف الآن