135 حالمون

958 73 119
                                    

بعد مرور عدة أيام...

كست الثلوج أراضي مدينة أمستردام خلال الأيام الماضية

غطّت الشوارع وأسقف المحلات والمنازل وأسطح المباني الكبيرة..

تألقت فوق السيارات والدراجات الهوائية والأسوار..

احتضنت أغصان الأشجار العارية وأعمدة الإنارة والمظلّات..

في الليلة التي تسبق حفل الاستقبال المقام على شرف الاحتفال بزواج كريستوفر فينيارد وسيلينا باركر هطل الثلج بلا توقف

لكن بنعومة وسلاسة

ومع حلول اليوم الجديد كان كلّ شيء بخير ويُبشّر بنهار ذو أجواء جميل، حتى أن الثلج المتراكم في طبقات قد تلألأ بشكل ساحر بفضل أشعة شمس الظهيرة الهاربة من فجوات الغيوم

أحد القاعات الفاخرة في فندق راقٍ ومعروف كان عُمّالها يجهّزونها لاحتضان حفل الاستقبال الذي بدأ عدّ ساعاته تنازليًا بالفعل

واحدة من عدة غرف خاصة مُلحقة بالقاعة كان كريستوفر يجلس فيها أمام مرآة طويلة ساقه فوق الأخرى ويعقد ذراعيه أمام صدره.. عيناه ترتخي بشكلٍ لا إرادي من ثقل النعاس

يحاول المقاومة حتى لا يعود مصفف الشعر روي ويجده مضطرًا لإكمال عمله الذي لم يبدأه أصلًا فوق رأسه وهو نائم

أغمض عينيه ورفع حاجبيه، ثم قام بفتحهما دفعة واحدة وهو يهزّ رأسه وكأنه بهذه الطريقة يُعطي النعاس أكثر من مخرج حتى يغادره غير مأسوف عليه هذا اليوم

بحث عن هاتفه حوله رغبة في إشغال نفسه به، وعندما وقعت عينه عليه وأمسكه في يده التفتَ إلى الباب حيث دخل والده وهو يسأل مستنكرًا: ما الأمر مع ولدك؟! هل هذا وقت النوم؟!

ترك كريس هاتفه ونظر للوراء حيث كان نايت يحتضن جسده فوق الأريكة ويغطّ في نوم عميق مما يبدو عليه

قال عندما رأى والده ينوي إيقاظه: اتركه.. لم يخبره أحد أن يسهر طوال الليل ويأتي للفندق مواصلًا

تنهد روبيرتو وهو يحرّك رأسه بقلة حيلة بينما يقف إلى جانب ابنه: يا إلهي، أردتُه أن يستقبل ليام ويأتي به إلى غرفتنا.. عليّ فعل ذلك بنفسي الآن

ابتسم كريس بخفّة وهو يسند ذقنه إلى قبضته: هل أفعل ذلك عوضًا عنك؟

يمكنه بذلك على الأقل أن يمنع نفسه من الوقوع في النوم كما حدث مع نايت

ولكن روبيرتو أجابه باستخفاف: وفّر خدماتك لنفسك هذا اليوم.. لقد أخبرتُك بالفعل أن وقوفك على أقدامك في القاعة هي الخدمة الوحيدة التي نحتاجها منك

لم يقل كريس شيئًا بعد هذا الرفض القاسي، فقام ببعثرة مقدّمة شعره الذي قام بقصّ أطرافه قليلًا قبل يومين وترتيبه: ألم تقابل روي في طريقك إلى هنا؟ لقد انتظرتُه لوقتٍ طويل

رأيتُ حلمًا... حيث تعيش القصص. اكتشف الآن